يسلط "مبتدا" الضوء على مسجد محمد سعيد جقمق، وهو أحد المساجد التاريخية في مدينة القاهرة، ويعود تاريخه إلى العهد المملوكي، وهو مثال مهم على العمارة الإسلامية في تلك الفترة.
جاء ذلك بعد إحالة النيابة الإدارية 6 متهمين من موظفي المجلس الأعلى للآثار السابقين والحاليين للمحاكمة التأديبية العاجلة، لتورطهم في إعداد تقرير مخالف للحقيقة بتكليفهم من جهة عملهم بفحص واقعة تعدي أحد المحال التجارية على ممر يقع ضمن نطاق حرم المسجد.
يقع المسجد في منطقة "باب الشعرية" بالقاهرة، وقد أسسه الأمير المملوكي محمد سعيد جقمق في عام 1470م "875 هـ" وهو أحد القادة العسكريين البارزين في تلك الحقبة.
قصة بناء المسجد
جرى بناء المسجد بناءً على رغبة الأمير جقمق الذي كان يشغل منصب "أمير الجيوش" في ذلك الوقت، كان محمد سعيد جقمق أحد أبرز الشخصيات العسكرية في الدولة المملوكية وكان يتمتع بسلطة كبيرة، ولذلك قرر بناء هذا المسجد ليكون مكانًا للعبادة والتعليم في آن واحد، وكان المسجد جزءًا من مشروعه العمراني الأكبر الذي شمل عدة مؤسسات ومباني في مدينة القاهرة.
العمارة والمواصفات
يعد مسجد محمد سعيد جقمق من المعالم المعمارية المملوكية المميزة، يتسم بتصميمه البسيط ولكن الفخم في ذات الوقت، حيث يبرز فيه الطراز المعماري المملوكي الذي يعتمد على الأقواس العالية والزخارف المقرنصة.
كما يتميز المسجد بوجود قبة كبيرة في وسطه، والتي تعد من سمات المساجد المملوكية البارزة. كما أن المسجد يحتوي على مئذنة عالية مزخرفة، التي تعتبر من أبرز ملامح المبنى.
أهمية المسجد
مسجد محمد سعيد جقمق ليس فقط مكانًا للعبادة، بل كان أيضًا مركزًا تعليميًا حيث كان يعقد فيه دروس في الفقه والتفسير والحديث، ولعب دورًا مهمًا في الحياة الاجتماعية والدينية في القاهرة خلال فترة الحكم المملوكي.
اليوم، يعد المسجد من المعالم السياحية والتاريخية الهامة في القاهرة، حيث يزوره العديد من المهتمين بالعمارة الإسلامية والتاريخ المملوكي.
ورغم التحديات التي واجهها المسجد عبر العصور من حيث الترميم والحفاظ عليه، إلا أنه ما زال يشهد على عصره وثراء حضارته.
بذلك، يمكن القول إن مسجد محمد سعيد جقمق هو شاهد حي على التاريخ المملوكي في مصر، ويعكس التفاعل بين الدين والسلطة السياسية في تلك الحقبة من الزمن.
منذ 8 ساعات