في ظل معاناة الكثير من الأطفال والشباب من النوع الأول لمرض السكري، تأتي جهود العلماء والأطباء لتحسين طرق العلاج وتقديم حلول أكثر فعالية.
ويزف د. خالد عمارة، أستاذ جراحة العظام بجامعة عين شمس، بشرى جديدة حول نوع مبتكر من الإنسولين يمكن أن يغير حياة المرضى نحو الأفضل.
اقرأ أيضًا | عودة مرض الإسقربوط بسبب سوء التغذية.. تحذير من الأطباء
إن الإصابة بمرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال والشباب تحمل تحديات ومضاعفات تتجاوز تلك التي يواجهها كبار السن في النوع الثاني، حيث يصعب التحكم بجرعات الإنسولين بشكل دقيق، إلى جانب صعوبة التزام الأطفال بالتعليمات العلاجية.
وفي العلاجات المتاحة حاليًا، يتم استخدام حقن الإنسولين لضبط مستويات الجلوكوز في الدم، حيث يعمل الإنسولين على خفض مستوى السكر من خلال امتصاصه عبر الأنسجة الدهنية والعضلية، ويحدّ من إنتاج الكبد للجلوكوز، لكن التحدي يكمن في استمرار فعالية الإنسولين المحقون حتى عند عودة الجلوكوز إلى مستوياته الطبيعية، مما قد يؤدي أحيانًا إلى انخفاض حاد وخطير في السكر.
والابتكار الجديد يتمثل في "الإنسولين الذكي" الذي يعمل فقط عندما يرتفع مستوى السكر في الدم، أما عند عودة السكر إلى المستوى الطبيعي، يبقى الإنسولين غير نشط داخل الدم حتى الحاجة إليه.
يحمل هذا النوع الجديد اسم "إن إن سي 2215" ويعتمد على تقنية فريدة تتكون من حلقة غليظة (macrocycle) وجزيء من الجلوكوز يعرف بالجلوكوزيد، فعند ارتفاع السكر في الدم، يحل الجلوكوز محل الجلوكوزيد، مما يفعّل الإنسولين. وعندما ينخفض مستوى الجلوكوز، يرتبط الجلوكوزيد بالحلقة مرة أخرى، ليبقي الإنسولين في حالة غير نشطة.
هذا التقدم يمثل خطوة كبيرة في علاج مرضى السكري من النوع الأول، ومن المتوقع أن يكون متاحًا قريبًا للاستخدام بعد انتهاء التجارب، مما يبشر بتغيير كبير في حياة هؤلاء المرضى.
منذ 3 ساعات