تفجيرات لبنان تتحول لقضية عابرة للقارات.. تايوان تنفي والمجر تتبرأ

تحولت قضية تفجيرات أجهزة اللاسلكى الخاصة بأعضاء حزب الله اللبنانى والتى قامت بها إسرائيل إلى قضية عابرة للقارات، حيث تتورط فيها أسماء تنتمى للعديد من الدول من آسيا وحتى أوروبا.

فوفقاً للمعلومات المنشورة فإن أجهزة الـ «بيجرز» التى تم تفخخيها فى إحدى محطات رحلتها من التصنيع وحتى الاستخدام، استوردها حزب الله منذ 5 أشهر.

اقرأ أيضًا| مناظرة ترامب وهاريس تعيد رسم المشهد الانتخابى الأمريكى

وهى تحمل العلامة التجارية لشركة تايوانية اسمها «جولد ابولو» تعمل فى هذا المجال منذ عام 1995، لتتجه أصابع الاتهام الفورى لتلك الشركة، حيث إن السيناريوهات ترجح أن الأجهزة تم التلاعب بها وإضافة مواد متفجرة بداخلها أثناء مرحلة التصنيع.

لكن المفاجأة أن الشركة نفت مسئوليتها تمامًا مؤكدة أن هذه الأجهزة تم تصنيعها من قبل شركة «بى.إيه.سى» المجرية، التى تحمل ترخيصاً باستخدام العلامة التجارية لجولد أبولو مع حرية التصرف فيما يتعلق بالتصنيع والتصميم.

كما أكدت وزارة الشئون الاقتصادية التايوانية أن «جولد أبولو» صدرت 260 ألف جهاز منذ بداية عام 2022 حتى أغسطس 2024، غالبيتها لدول أوروبية وأمريكية، وليس لديها سجلات لصادرات مباشرة إلى لبنان.

وبهذه التصريحات اتجهت الشبهات للشركة المجرية، ليظهر معها اسم الإيطالية كريستيانا بارسونى أرسيدياكونو، الرئيسة التنفيذية لشركة «BAC» المتهمة بتوريد الأجهزة للبنان.

وما لفت الانتباه فى موضوع كريستينا صاحبة الأصول الإيطالية التى درست الاقتصاد فى بريطانيا، وعملت فى اليونسكو والأمم المتحدة وغيرها من المنظمات هو امتلاكها لشركة «بى.إيه.سى» بنسبة 100%.

ورغم نفى كريستينا ومعها مسئولون فى حكومة المجر أى مسئولية للشركة عن التلاعب فى الأجهزة، حيث أكدوا أن «الشركة مجرد وسيط تجارى، وليس لها موقع تصنيع أو تشغيل داخل البلاد والأجهزة المشار إليها لم تكن فى المجر أبدًا». إلا أن الحقائق التى بدأت تتكشف مع الوقت تثير المزيد من الشكوك عن تعرض حزب الله لخديعة كبرى فى القلب منها الإيطالية الحسناء التى قالت إنها بدأت بإدارة الشركة منذ عام 2019، فيما يشير الموقع الإلكترونى للشركة إلى تأسيسها عام 2022.

يضاف إلى ذلك هذا التضارب والغموض موقع الشركة العاصمة المجرية بودابست، والذى هو عبارة عن منزل مكون من طابقين، وعند زيارة الصحفيين للمبنى لم يكن فيه أحد باستثناء كريستينا التى تعرف عن نفسها بـ «المديرة» والتى نفت كل الاتهامات الموجهة إليها بعد تفجيرات لبنان قبل أن يعلن رئيس مجلس إدارة شركة «جولد أبولو» مقاضاة شركة كريستينا، معتبرًا أن شركته كانت ضحية للحادث وذلك بعد أن قام ممثلو الادعاء فى تايوان باستجواب رئيس شركة «جولد أبولو» ومؤسسها الخميس، ثم أطلقوا سراحه لعدم ثبوت أى أدلة على اتهامه.. يتسق هذا التضارب مع ما ذكرته وسائل إعلام أمريكية نقلاً عن مصدر فى وكالة المخابرات المركزية من أن «إسرائيل كانت تجهز لعملية تفجير أجهزة النداء الآلى «بيجر» فى لبنان، منذ 15 عامًا».

ووفقاً للمصدر أنشأت إسرائيل العديد من الشركات الوهمية، التى كان من المفترض أن تكون مرتبطة بتصنيع أجهزة النداء، وبعض موظفى هذه الشركات لم يعرفوا حتى الجهة التى يعملون لصالحها».

هذه التصريحات تلقى الكثير من المصداقية على الاتهامات التى تطال الحسناء الإيطالية وشركتها التى قد تكون واحدة من تلك الشركات الوهمية التى أنشأتها إسرائيل لتنفيذ خطتها.. وهو ما يفتح الباب أمام سيناريوهات سوداء حول عدد هذه الشركات وأماكن انتشارها وعدد ونوعية الأجهزة الواقعة تحت سيطرتها والتى يمكن التلاعب بها وإرسالها إلى أى مكان فى العالم.


المزيد من بوابة أخبار اليوم

منذ 11 ساعة
منذ 9 ساعات
منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ 11 ساعة