يصف الكثير من الناس عالم اليوم: بالمزدحم، والسريع. وقد يكون من الصعب على الأطفال الحفاظ على تركيزهم وانتباههم؛ خاصة مع عوامل التشتيت التي تسببها الشاشات والأنشطة الاجتماعية والطاقة الطبيعية التي تأتي مع الطفولة. سواء أكان ذلك في المدرسة أو أثناء وقت أداء الواجبات المنزلية؛ حيث نجد الأطفال يعانون من نقص التركيز، وهذا ما يؤثر سلباً على نموّهم، وطريقة تلقيهم للمعلومات، كما أنه يؤثر على أبويهم، ويسبب لهم العناء.
لحسن الحظ، وفّرت الطبيعة مجموعة متنوّعة من الأعشاب التي يمكن أن تساعد في دعم تركيز الأطفال ووظائفهم الإدراكية، من دون أن تترك أيّة آثار جانبية مرتبطة بأيّة مواد كيماوية. ومع الدعم الطبيعي المناسب، يمكن للأطفال الاستمتاع بتركيز أفضل والتفكير بشكل أكثر وضوحاً، والقدرة بشكل أفضل على التعامل مع تحديات المدرسة والحياة اليومية. فيما يلي بعض من أفضل الحلول العشبية لتعزيز التركيز لدى الأطفال، كما يقترحها المعالجون واختصاصيو الطب البديل.
أفضل الأعشاب لتحسين التركيز عند الأطفال
1. الجنكة بيلوبا
وفقاً لمركز جامعة ميريلاند الطبي؛ فإن من فوائد عشبة الجنكة للذاكرة يستفاد منه على نطاق واسع في أوروبا لعلاج الخرَف. بدأ الأطباء في استخدامها لأنهم اعتقدوا أنها تحسّن تدفق الدم إلى الدماغ، لكن الدراسات الحديثة تشير إلى أنها قد تحمي الخلايا العصبية من التلف في مرض الزهايمر.
هناك بعض الأدلة تشير إلى أن فائدة عشبة الجنكة للذاكرة يمكن أن تساهم في مساعدة الأشخاص المصابين بالخرَف، على الرغم من أن هناك حاجة لمزيد من الدراسات لتؤكد ذلك. لكن يُعرف نبات الجنكة بيلوبا بقدرته على تحسين تدفق الدم إلى المخ؛ مما قد يعزز وظائف المخ. وهناك مكملات غذائية والتي تحتوي على نبات الجنكة بيلوبا، وهي رائعة للأطفال الذين يحتاجون إلى الدعم في التفكير الواضح والتركيز الأكثر حدة والذاكرة الأفضل.
وتتواجد العُشبة على شكل أقراص أو كبسولات من مستخلص عُشبة الجنكة وتُتناول عن طريق الفم، وعلى شكل شاي، ويُشرب منقوعها. ولا تؤكل بذور الجنكة النيئة أو المحمصة، والتي يمكن أن تكون سامة.
تُستخدم مكملات الجنكو بيلوبا عند الأطفال والمراهقين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD). ومع ذلك، يجب على الأبوين استشارة الطبيب قبل استخدام هذا الدواء؛ لضبط جرعات الأدوية المستعملة، والتحقق من عدم وجود أيّة تفاعلات دوائية محتملة مع المكمل الغذائي.
2. جوتو كولا هناك عُشبة أخرى قوية لتعزيز الإدراك وهي عشبة الجوتو كولا، التي تُستخدم على نطاق واسع لدعم قوة الدماغ، وتحسين الذاكرة. ويمكن العثور عليها أيضاً في المكملات الغذائية للأطفال، ويمكن استخدامها كطريقة طبيعية لتعزيز التركيز، وخاصة أثناء العمل المدرسي أو المهام الأخرى.
ويعترف الطب الأيورفيدي على نطاق واسع بأن عُشبة الجوتو كولا تعمل على دعم الوظائف الإدراكية. ويزعم الممارسون أنها تعمل على تعزيز قوة الدماغ عند الطفل، وتساعد في علاج مشاكل الجلد، وتحسّن صحة الكبد والكلى.
لكن يجب تجنُّب استخدام نبات الجوتو كولا عند الأطفال المصابين بداء السكري وفرط شحميات الدم، فقد يرفع نبات الجوتو كولا مستويات السكر والدهون في الدم.
3. أشواغاندا
أشواغاندا عُشبة متكيفة تساعد الجسم على إدارة التوتر. بالنسبة للأطفال الذين غالباً ما يشعرون بالقلق أو الإرهاق، يمكن أن تكون أشواغاندا عُشبة فعالة لإضفاء شعور بالهدوء، وتحسين قدرة الأطفال على التركيز والاستمرار في أداء المهام. يمكن العثور على هذه العُشبة في أشكال مختلفة، بما في ذلك المساحيق والكبسولات، وهذه الصبغة القوية من أشواغاندا.
من المحتمل أن تكون الأشواغاندا مصدراً آمناً لمعظم الأطفال عند استخدامها لمدة تصل إلى 3 أشهر، على الرغم من أن آثارها طويلة المدى غير معروفة، وقد تجعلهم يعانون من النعاس خلال النهار.
4. إكليل الجبل إكليل الجبل أو الروزماري أو ما يُعرف بحصى البان، هي عُشبة متعددة الفوائد، تعرّفي على أبرز فوائد إكليل الجبل للأطفال؛ حيث لا يقتصر استخدام هذه العشبة العطرية على الطهي فحسب؛ بل إنها معروفة أيضاً بفوائدها المعرفية. يمكن أن يساعد إكليل الجبل في تحسين الذاكرة والتركيز. يمكنكِ نقع أوراق إكليل الجبل في الماء الساخن لصنع شاي مهدّئ يمكن للأطفال الاستمتاع به. يمكن أن تكون الرائحة اللطيفة لزيت إكليل الجبل العطري مفيدة أيضاً عند نشرها في مساحة الدراسة الخاصة بهم.
ويُستخدم إكليل الجبل أيضاً عند التعب وضعف الأعصاب؛ حيث يوصى بأخذ ملعقة من إكليل الجبل يتم إعدادها كما يُعَد الشاي وتؤخذ 3 مرات يومياً، تُشرب بعد الوجبات وقبل النوم مباشرة.
5. النعناع
يُعرف النعناع برائحته المنعشة وطعمه، كما أنه يحتوي على خصائص تعزز التركيز. يمكن أن يساعد استنشاق زيت النعناع العطري أو شرب شاي النعناع، في زيادة اليقظة والتركيز. إنه خيار ممتاز للأطفال، وخاصة أثناء جلسات الدراسة.
لكن يمكن أن يؤدي النعناع إلى تفاقم مرض الارتجاع المريئي عند الطفل. ويجب على الأطفال الذين يعانون من ارتجاع المريء، الامتناع عن شربه؛ لأنه يمكن أن يؤدي إلى تفاقُم الأعراض لديهم.
6. زهرة القلنسوة تساعد العُشبة على تقليل الإحساس بالقلق؛ لاحتوائها على مادة مسكّنة، وهي قادرة على تحقيق التوازن بين مستويات هرمون التوتر والحد من القلق، وهو أمرٌ جيد للوقاية من الالتهاب المزمن والأمراض عند الأطفال. وشرب هذا المشروب الساخن سيساعد في تخفيف أعراض القلق والتوتر. عشبة القلنسوة هي عشبة مهدئة أخرى تساعد على التركيز والوضوح الذهني. وهي تعمل بشكل جيد بشكل خاص للأطفال الذين يُشتت انتباههم بسهولة، ويحتاجون إلى المساعدة في التركيز على المهام؛ حيث تعمل على تعزيز الاسترخاء من دون التسبب في النعاس. للحصول على طريقة سهلة لدمج عشبة القلنسوة في روتين طفلك، جرّبي تناوُل مكمل غذائي لتعزيز التركيز والهدوء يومياً.
يمكنك بسهولة إعداد مشروب زهرة القلنسوة الساخن في المنزل، ولكن مرة أخرى، تأكّدي من استخدام النسب الصحيحة، سواء من النوع الصيني أو الأمريكي؛ لأنهما مختلفان تماماً.
7. براهمي (باكوبا مونيري)
عُشبة البراهمي، وتسمى أيضاً بالباكوبا مونيري (بالإنجليزية: Bacopa Monnieri)، وهي من الأعشاب التي تحتوي على نسب مرتفعة من مضادات الأكسدة، وذات فوائد عديدة على الجسم، منها: تعزيز صحة الدماغ، وتحسين الذاكرة عند الأطفال والقدرة على التعلُّم. الحديد، وهو من العناصر المهمة للحفاظ على الوظائف المعرفية بشكل صحيح. البراهمي عُشبة قوية تُستخدم غالباً في الطب الأيورفيدي. ومن المعروف أنها تدعم الوظائف الإدراكية والذاكرة. ويمكن أن يساعد الاستخدام المنتظم، في تحسين التركيز وتقليل القلق لدى الأطفال؛ مما يسهّل عليهم التركيز على مهامهم.
8. بلسم الليمون يعود أصل بلسم الليمون إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط وغرب آسيا، وهو نبات ينتمي إلى عائلة النعناع. يُفضل استخدامه كدواء عشبي في علاج الأمراض المختلفة في الطب التكميلي. ويُستخدم اليوم على نطاق واسع خاصةً بسبب خصائصه المهدّئة، والمهدّئة للمعدة، والطاردة للريح، والمطهرة، ويساعد في تقليل التوتر والقلق، اللذين غالباً ما يتداخلان مع قدرة الطفل على التركيز. يعَد عشب الليمون مثالياً للأطفال الذين يعانون من فرط النشاط، أو يجدون صعوبة في الاستقرار للتركيز على المهام.
نصائح لاستخدام العلاجات العشبية
استشيري الطبيب أولاً: استشيري دائماً الطبيب قبل تقديم علاجات عشبية جديدة، وخاصة للأطفال الذين يتناولون بالفعل أدوية بوصفة طبية، أو الذين يعانون من حالات صحية معيّنة.
ادمجيها في الروتين اليومي: فكّري في دمج هذه الأعشاب في الروتين اليومي لطفلك من خلال الشاي أو العصائر أو المكملات الغذائية؛ لمساعدته على جني الفوائد باستمرار.
اجمعي بينها وبين العادات الصحية: إلى جانب العلاجات العشبية، شجّعي طفلكِ على تبنّي عادات صحية، مثل: ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واتباع نظام غذائي متوازن، والحصول على قسط كافٍ من النوم؛ حيث تساهم جميعها في تحسين التركيز.
لماذا يعود طفلك من المدرسة ناسياً كل ما تعلمه ومصاباً بالإجهاد؟
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.
منذ 5 ساعات