الخوف من المستقبل هو مصدر قلق شائع لدى كثيرين، فهو المجهول غير المعروف، وهو الغموض الذي لا يمكن فك طلاسمه، فالمستقبل بيد الله سبحانه وتعالى، وهذا الخوف يمكن أن يؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار والخلفيات. ويتسبب في تكريس الشعور بعدم اليقين بشأن ما يخبئه المستقبل، سواء فيما يتعلق بالمهنة أو العلاقات أو الصحة أو الشؤون المالية أو أي مجال آخر من مجالات الحياة. بالسياق التالي "سيدتي" التقت د. سارة جابر، خبيرة تنمية بشرية وتعديل سلوك؛ والتي ستخبرك كيف تتغلب على الخوف من المستقبل.

معالجة الخوف تكون بمحاولة فهم أسبابه تقول د. سارة لـ"سيدتي": على الرغم من أنه من الطبيعي القلق بشأن المجهول، إلا أن الخوف من المستقبل بشكل مفرط يمكن أن يؤدي إلى المزيد من التوتر والقلق، وقد يتسبب في صعوبة الاستمتاع بالحاضر الذي نعيشه، وقد يتفاقم الأمر بما لا يمكن السيطرة عليه ويتسبب فيما يُعرف بـ"رهاب المجهول" أو "الخوف من المجهول"، وهي حالة مرضية نفسية معروفة.

تؤكد د. سارة أن الخطوة الأولى في معالجة الخوف المتزايد (غير المرضي) من المستقبل يكون من خلال محاولة فهم جذوره، والتعرف إلى أسبابه، فغالباً ما ينمو الخوف من المستقبل في تربة الأفكار السلبية تسقيه هواجس الأخطاء التي يمكن أن تحدث أو الشعور بعدم القدرة على السيطرة على الأحداث القادمة، وهذا الأمر لا يخرج عن كونه مجرد شعور أو هاجس أو فكرة داخلية تطاردك، وعندما تدرك هذا الأمر يمكن بالتبعية تحديد وفهم هذه الأفكار والمشاعر التي تقلقك وتثير مخاوفك بشكل أفضل ومن ثمّ إيجاد طرق لمعالجتها بشكل أكثر فعالية.

خطوات تساعد في التغلب على الخوف من المستقبل ممارسة اليقظة الذهنية تقول د. سارة: تُعد اليقظة الذهنية أداة مفيدة لإدارة الخوف والقلق من المستقبل، فممارسة اليقظة الذهنية بانتظام، سواء من خلال التأمل أو التنفس الواعي أو مجرد الانتباه إلى أفكارك وأحاسيسك في الوقت الحاضر، يمكن أن تساعدك على تقليل القلق وإيجاد الهدوء في خضم عدم اليقين.

وضع حدود للقلق إذا وجدت نفسك قلقاً باستمرار بشأن المستقبل، فمن المهم أن تضع حدوداً للقلق. يمكنك أن تحدد وقتاً محدداً كل يوم لمواجهة مخاوفك والتفكير في المستقبل، ولا تتمادى أو تترك نفسك ذريعة للأفكار التي تؤثر عليك؛ حيث يمكنك أن تبذل جهداً واعياً للتخلص من تلك الأفكار لبقية اليوم عبر ممارسة تقنيات تشتيت الانتباه، مثل النشاط البدني أو القراءة أو التواصل الاجتماعي، لتحويل تركيزك وإبقاء القلق تحت السيطرة.

ضع استراتيجية لتوقف حمى القلق إحدى الطرق الفعالة لمعالجة الخوف من المستقبل هي وضع خطة عمل لمعالجة المجالات المحددة التي تقلقك. إذا كنت تخشى فقدان وظيفتك، على سبيل المثال، فيمكنك البدء في البحث عن فرص عمل بديلة أو تطوير مهارات جديدة لتحسين قابليتك للتوظيف. إن وجود خطة ملموسة يمكن أن يساعدك على الشعور بمزيد من التمكين والتحكم في مستقبلك.

قد ترغبين في التعرف إلى: التفكير السلبي يولد الخوف.. هكذا يستطيع الشباب التخلص من وسوسة الأفكار!

ابحث عن الدعم لا تواجه الخوف من المستقبل وحدك. اطلب الدعم من الأصدقاء أو العائلة أو المتخصصين في الصحة العقلية الذين يمكنهم مساعدتك في معالجة مخاوفك وإيجاد استراتيجيات لمعالجتها بطريقة صحية. في بعض الأحيان، يمكن للتحدث مع شخص تثق به أن يوفر منظوراً جديداً أو يولد أفكاراً لمواجهة مخاوفك بفعالية.

تعلم كيفية اكتشاف المخاوف غير المنطقية ينتهي الأمر بالعديد من الأشخاص القلقين بشأن مستقبلهم إلى تطوير أفكار حول أنفسهم أو مخاوف غير عقلانية بشأن الأحداث الكارثية التي ستحدث في المستقبل، وللتغلب على هذه الأنواع من المخاوف التي لا تستند إلى أي حقيقة أو منطق، من الضروري أن تتعلم كيفية اكتشافها وتحليلها والحكم بشكل عقلاني على احتمالات حدوثها.

حافظ على حياة اجتماعية نشطة نصيحة أخرى يمكننا اتباعها للتغلب على الخوف من المستقبل هي الحفاظ على حياة اجتماعية نشطة بشكل يومي، سيساعدك هذا على إبقاء عقلك مشتتاً، ويسمح لك بأن تكون مع الأشخاص الذين يجعلونك تشعر بالتحسن ويساعدونك في تحسين صحتك العقلية وفي تعزيز احترامك لنفسك وإبراز أفضل صفاتك، وبالإضافة إلى ذلك، فإن التفاعل مع الآخرين يمكن أن يساعدك أيضاً على عدم التفكير دائماً بنفس الطريقة لأنه من خلال وجود وجهات نظر مختلفة عن وجهات نظرك وطرق مختلفة لتفسير الواقع، يمكنك التشكيك في مناهجك الشخصية عن المستقبل والحياة بشكل عام.

اذهب إلى الطبيب النفسي يعد الذهاب إلى طبيب نفسي أيضاً إحدى أفضل النصائح التي يمكن اتباعها للتغلب على الخوف من المستقبل، وهي ممارسة موصى بها للغاية عندما لا تنجح النصائح السابقة.

ويمكنك التعرف إلى المزيد من ذات السياق إذا تابعت الرابط: علاج الخوف من المستقبل في علم النفس