يعد عقار مونتيلوكاست، أحد الأدوية الشائعة لعلاج مرض الربو وحساسية الأنف، ويُوصف على نطاق واسع للبالغين والأطفال للحد من الأعراض التنفسية وتحسين جودة الحياة، لكن في الآونة الأخيرة، أظهرت الدراسات العلمية والأبحاث الطبية أن لهذا العقار آثارًا جانبية خطيرة على الصحة العقلية، ما دفع هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية (FDA) إلى إصدار تحذيرات جديدة حول مخاطر استخدامه.
يثير هذا العقار القلق نظرًا للآثار النفسية المترتبة على استخدامه، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والأفكار والسلوكيات الانتحارية.
الآثار الجانبية النفسية المرتبطة بمونتيلوكاست يُسوق مونتيلوكاست، تحت أسماء تجارية عدة حول العالم، حيث يُعتبر من الأدوية المضادة للحساسية، ويعمل عن طريق تثبيط مادة كيميائية في الجسم تعرف باللوكوترين، التي تساهم في حدوث التورم والالتهاب في مجرى الهواء.
ومع ذلك، أظهرت الدراسات أن الدواء لا يقتصر تأثيره على الجهاز التنفسي فحسب، بل يمكن أن يصل إلى الدماغ، مسببًا اضطرابات نفسية وعصبية خطيرة.
الاضطرابات النفسية والعصبية بحلول عام 2019، كانت تقارير عديدة قد أشارت إلى أن مونتيلوكاست يمكن أن يسبب أعراضًا نفسية مثل القلق والاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة.
وقد سجلت تقارير من المرضى، وكذلك من الأطباء، زيادة في الحالات التي شهدت تدهورًا في الصحة النفسية بعد بدء استخدام هذا الدواء.
في بعض الحالات، أظهرت الدراسات أن المرضى يعانون من ميول انتحارية، وهي إحدى الآثار الجانبية الخطيرة التي دفعت هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية إلى إضافة تحذير "الصندوق الأسود" على العبوة في عام 2020.
حالات انتحار من أبرز وأخطر الأضرار النفسية المرتبطة بمونتيلوكاست هي حالات الانتحار، ففي قاعدة بيانات تقارير الأدوية المسممة التابعة لهيئة الأغذية والأدوية الأمريكية، سجلت حوالي 82 حالة انتحار مرتبطة باستخدام الدواء منذ إطلاقه في عام 1998.
من بين هذه الحالات، كان 31 من المرضى الذين انتحروا تتراوح أعمارهم بين 19 عامًا أو أقل، العديد من العائلات التي فقدت أحبائها بسبب هذا العقار، مثل حالة نجل الممثل الأمريكي روبرت إنجلاند، الذي انتحر في عام 2017 بعد فترة قصيرة من تناول مونتيلوكاست، مما أثار تساؤلات واسعة حول مدى سلامة هذا الدواء.
الأبحاث العلمية حول عقار مونتيلوكاست أظهرت أبحاث علمية متقدمة أن مونتيلوكاست يرتبط بمستقبلات عصبية في الدماغ، ويؤثر على مناطق الدماغ المسؤولة عن المزاج والتحكم في الانفعالات.
الدراسات التي أجراها معهد الطب التجديدي في النمسا أظهرت أن هذا العقار يتراكم في مناطق الدماغ المعروفة بتأثيرها المباشر على الصحة النفسية.
هذه النتائج توضح أن تأثيرات مونتيلوكاست قد تكون أكثر خطورة مما كان يُعتقد في البداية، حيث إن هذا الدواء يمكن أن يتسبب في اضطرابات عاطفية وسلوكية لدى بعض الأشخاص، خاصة إذا كانوا عرضة لذلك.
أدت التحذيرات المتعلقة بمونتيلوكاست إلى استجابة من الأطباء والباحثين، الذين دعوا إلى مزيد من الدراسات لفهم الآلية التي يتسبب بها هذا العقار في التأثير على الدماغ.
كما أطلقت هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية حملات توعية للمرضى الذين يستخدمون هذا الدواء، بما في ذلك أهمية الإبلاغ عن أي أعراض نفسية غير طبيعية، وتقديم الدعم النفسي للمرضى الذين قد يكونون في خطر.
منذ 7 ساعات