تستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لليوم الـ414 على التوالي، في وقت تتسع رقعة المعركة لتطال الأراضي اللبنانية أيضًا، هذه الحرب، التي بدأت منذ أكتوبر 2023، أسفرت عن خسائر بشرية ونفسية ضخمة في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما بدأ ينعكس بشكل واضح في التقارير العسكرية والصحية التي تكشف عن تفاقم الوضع.
ووفقًا لهذه التقارير، فإن الخسائر لا تقتصر فقط على القتلى والجرحى، بل تشمل أيضًا تزايدًا ملحوظًا في حالات الاضطرابات النفسية لدى الجنود، مما يشكل تهديدًا إضافيًا للقدرة القتالية للجيش في المستقبل.
زيادة الخسائر البشرية في صفوف الجيش الإسرائيلي أظهرت التقارير العسكرية الأخيرة أن الخسائر في صفوف قوات الاحتلال الإسرائيلي تتزايد بشكل مستمر، ومنذ بداية الحرب، تم الإعلان عن مقتل 804 من الجنود والضباط الإسرائيليين، في حين تواصل أعداد الجرحى في الارتفاع.
كما تشير البيانات إلى أن أكثر من 12 ألف جندي أصيبوا بإعاقات دائمة ويتلقون العلاج في أقسام إعادة التأهيل التابعة لوزارة الدفاع.
ويقدر المحللون العسكريون، أن هذا العدد قد يتضاعف بحلول نهاية العام المقبل إذا استمرت الحرب بنفس الوتيرة.
الاضطرابات النفسية والآثار العقلية لا تقتصر خسائر جيش الاحتلال على الإصابات الجسدية فحسب، بل تشمل أيضًا تفشي حالات الاضطرابات النفسية والعقلية بين الجنود، حيث أكدت التقارير أن نحو 35% من الجنود الذين أصيبوا يعانون من اضطرابات نفسية، مثل القلق والاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة، وهناك توقعات بأن حوالي 40% من الجنود الذين سيحتاجون إلى دخول المستشفى بحلول نهاية العام قد يواجهون تحديات نفسية طويلة الأمد.
وقد دفع هذا الوضع هيئة الصحة في الجيش الإسرائيلي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، حيث طلب أكثر من 10 آلاف جندي احتياطي خدمات صحية عقلية لمساعدتهم في التعامل مع الضغوط النفسية الناتجة عن الحرب.
حالات انتحار وإجراءات علاجية التقارير أيضًا كشفت عن حدوث حالات انتحار لعدد من الجنود الإسرائيليين، فقد تم توثيق انتحار 10 ضباط وجنود منذ بداية الحرب، مع تزايد الأنباء عن حالات أخرى في الفترة الأخيرة.
وفي استجابة لذلك، قرر الجيش الإسرائيلي تشكيل فرق متخصصة من الأطباء النفسيين لمتابعة الجنود الذين يعانون من ميول انتحارية.
ورغم أن 85% من الجنود الذين خضعوا للعلاج النفسي عادوا إلى الخدمة، إلا أن الأرقام المقلقة تشير إلى أن الأثر النفسي للحرب قد يظل مستمرًا لفترات طويلة.
أزمة حادة في الوحدة 8200 كشفت مصادر عن أن الوحدة 8200، التي تُعد من أهم الوحدات الاستخباراتية في الجيش الإسرائيلي، تشهد أسوأ أزمة في تاريخها بعد فشل عملياتها الاستخباراتية خلال الهجوم على غزة في أكتوبر الماضي.
ووفقًا لضباط سابقين في الوحدة، فإن هناك نقصًا كبيرًا في المهارات الاستخباراتية الأساسية لدى عدد من الأفراد في الوحدة، مما يهدد بتكرار الفشل في العمليات المستقبلية.
تحديات تواجه جيش الاحتلال مع استمرار العدوان على غزة، تكشف هذه التقارير عن حجم التحديات الكبيرة التي يواجهها الجيش الإسرائيلي، ليس فقط على المستوى العسكري، بل أيضًا على مستوى القوى البشرية والنفسية.
هذه الخسائر المتزايدة على الأصعدة كافة تشير إلى أن جيش الاحتلال في طريقه إلى مرحلة من الانهيار التدريجي في ظل الوضع الراهن، مما يضعف من قدرته على الاستمرار في الحرب بفعالية.
منذ ساعتين