في وقت يواصل فيه جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ414 على التوالي، وانتقال آثاره إلى الأراضي اللبنانية، بدأت التقارير عبرية تكشف عن حجم الخسائر الكبيرة التي تكبدها الجيش الإسرائيلي على الصعيدين البشري والنفسي، ما يظهر حجم الوحل والخراب والانزلاق إلى المجهول الذي يتجه إليه جيش الاحتلال.
ومع انتشار القتال المستمر، أظهرت التقارير العسكرية والصحية، ارتفاعًا ملحوظًا في عدد القتلى والجرحى من الجنود الإسرائيليين، فضلاً عن تزايد حالات الاضطرابات النفسية الحادة التي يعاني منها العديد من الجنود.
إضافة إلى ذلك، كشف التقرير عن زيادة عدد الجنود المصابين بعاهات دائمة والذين يحتاجون إلى العلاج في أقسام إعادة التأهيل، بالإضافة إلى تحذيرات من تبعات نفسية طويلة الأمد قد تؤثر على فعالية الجيش في المستقبل.
زيادة حجم الخسائر البشرية في صفوف قوات الاحتلال مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لليوم الـ414 على التوالي، وانتقالها إلى الأراضي اللبنانية، كشفت تقارير عبرية عن حجم الخسائر البشرية في صفوف قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث نشرت أسماء 804 قتلى من الجنود والضباط الإسرائيليين منذ بداية الحرب، في حين تتزايد الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي من خلال إصابة عدد كبير من الجنود بالاضطرابات النفسية الحادة، ما أدى إلى معاناة بعضهم من ميول انتحارية.
كما أفادت تقارير صحفية إسرائيلية، بارتفاع عدد الجنود المعاقين الذين يتلقون العلاج في أقسام إعادة التأهيل التابعة لوزارة الدفاع، حيث بلغ العدد نحو 70 ألف جندي، بعد إضافة 8663 جريحًا منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر الماضي.
ووفقا لتقرير من القناة السابعة الإسرائيلية، يعالج 35% من المصابين من أمراض نفسية، فيما أظهر تحليل أجرته الجهات المختصة أن نحو 40% من الجرحى الذين سيتم إدخالهم إلى المستشفى بحلول نهاية العام قد يواجهون اضطرابات نفسية متنوعة، مثل القلق والاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة.
10 آلاف جندي احتياطي طلبوا خدمات صحية عقلية وفي نفس السياق، أفادت صحيفة "جيروسالم بوست"، بأن أكثر من 10 آلاف جندي احتياطي طلبوا تلقي خدمات الصحة العقلية.
وفي فبراير الماضي، قرر قسم التأهيل في الجيش الإسرائيلي تشكيل فرق من الأطباء النفسيين والممرضين للتعامل مع الجنود الذين يعانون من ميول انتحارية، بهدف إجراء تقييم نفسي للجنود الذين يواجهون اضطرابات نفسية، وذلك بعد أن كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن انتحار 10 ضباط وجنود منذ بداية الحرب، في حين أفادت الإذاعة الإسرائيلية قبل أيام بانتحار جندي آخر بعد تلقيه أمراً بالعودة للخدمة في غزة.
وفي مارس الماضي، أقر الجيش الإسرائيلي بوجود "أكبر مشكلة صحية نفسية" منذ عام 1973، حيث أفاد بأن نحو 1700 جندي خضعوا للعلاج النفسي، و85% منهم عادوا إلى الخدمة.
من جانبها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إنه تم تسجيل حالات انتحار لستة جنود إسرائيليين على الأقل خلال الأشهر الأخيرة، بسبب اضطرابات ما بعد الصدمة الناتجة عن الحرب في غزة ولبنان.
12 ألف جندي معاق منذ بداية الحرب أما المحلل العسكري الإسرائيلي، يوآف زيتون، فقد أشار إلى أنه تم قبول أكثر من 12 ألف جندي جريح كمعاقين منذ بداية الحرب، مضيفًا أن حوالي 1000 جندي معاق يتم استقبالهم شهريًا.
وحذر من أن هذا الرقم قد يرتفع إلى 20 ألف جريح مع نهاية العام المقبل، إذا استمر القتال بنفس الوتيرة.
وفيما يخص الوضع الميداني للجنود، وصف بأن آلاف الجنود والقادة تعرضوا لأهوال المعارك في غزة، حيث عايشوا مشاهد مروعة من القتال والموت والدمار، مع غياب الظروف المعيشية الملائمة، مثل نقص المياه والمرافق الصحية.
يأتي ذلك بالإضافة إلى أن التلفزيون الإسرائيلي أفاد بأن 98% من عائلات الجنود الإسرائيلية أبلغت عن ضرر نفسي أو عقلي نتيجة الخدمة الاحتياطية.
الوحدة 8200 في جيش الاحتلال تشهد أسوأ أزمة في تاريخها على صعيد آخر، أورد موقع "أكسيوس" الأمريكي، أن الوحدة 8200 في الجيش الإسرائيلي تشهد "أسوأ أزمة في تاريخها" بعد فشل عمليات أكتوبر. وفقًا لضباط استخبارات سابقين، فإن الوحدة تحتاج إلى مهارات استخباراتية أساسية بات العديد من أفرادها يفتقرون إليها، مما يهدد بتكرار الفشل في العمليات المستقبلية.
تأتي هذه التقارير لتكشف عن التحديات الكبيرة التي يواجهها الجيش الإسرائيلي في مختلف المجالات البشرية والنفسية، في الوقت الذي تستمر فيه الحرب في غزة ولبنان، مع تداعياتها التي تمس قدرة الاحتلال على استمرارية القتال بفعالية.
منذ 8 ساعات