منذ 3 ساعات
مقالات الشروق| ليلى إبراهيم شلبي: ماذا نفعل مع طبيبة كفر الدوار؟ -روعنى بالفعل تلك المقاطع المصورة على وسائل التواصل الاجتماعى ثم ما انتشر فى وسائل الإعلام لطبيبة كفر الدوار التى نصحت المصريين بإجراء تحليل إثبات النسب للتأكد من صحة أنسابهم.. المقال كاملا

ترددت كثيرًا قبل أن أشرع فى كتابة مقالى اليوم، الأمر الذى يعد سابقة حقيقية أعدها الأولى فى مسيرتى منذ بدأت الكتابة فى «الشروق».

روعنى بالفعل تلك المقاطع المصورة على وسائل التواصل الاجتماعى ثم ما انتشر فى وسائل الإعلام لطبيبة كفر الدوار التى نصحت المصريين بإجراء تحليل إثبات النسب للتأكد من صحة أنسابهم.

خاطبت مواطنيها المصريين بثقة الناصح الأمين الذى يشير بوضوح إلى تفشى وباء كارثى أخلاقى ينجم عنه تزايد المواليد غير الشرعيين نتيجة لعلاقات محرمة خارج إطار الزواج الشرعى منها زنى المحارم.

بداية: من موقع مسئولية وعلم، ظاهرة أطفال غير شرعيين معروفة فى كل بلاد العالم بصور ونسب مختلفة فى كل الثقافات والمجتمعات بلا استثناء. لا يعنى هذا على الإطلاق أننا نتقبلها بصدر رحب أو أننا نقبلها كظاهرة طبيعية وإن كنا يجب أن نتوقف عندها لمناقشتها ورصدها بصورة واقعية صادقة لنتمكن من مواجتها، أما الأهم فهو مستقبل هذا الوليد البرىء وكيف يمكن تنشئته وحمايته وإرشاده إلى بر الأمان: تلك مسئولية الدولة وكل من له خلق ودين من المواطنين يدفعانه إلى تقوى الله التى تلزمه بدفع الأذى عن المجتمع الذى ينتمى إليه ويعيش فيه.

ترددت بالفعل حينما خطر ببالى أن الكتابة عن الحدث إنما يزكى مستصغر الشرر وقد يعد اهتماما مبالغا فيه يزيد من حدة اللغط أساهم أنا فيه لكنى فى النهاية حسمت أمرى وقررت أن أكتب خاصة بعد أن تعالت آراء تشيد بموقف الطبيبة وتنفى عنها الخروج عن آداب المهنة وإذاعة أسرار مرضاها وتدعو لدعمها. من تلك الآراء رأى للدكتورة سعاد صالح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر!.. ردت به فى برنامج تليفزيونى شاهدته بنفسى.

الراصد بتعقل وهدوء لمقاطع الفيديو المصورة يمكنه أن يسجل بعض الملاحظات الهامة التى تنهى الموضوع إلى نتيجة علمية تحسم الأمر.

- طبيب أمراض النفس والأعصاب لن يجد مشقة فى تشخيص حالة الطبيبة الذهنية التى تتحدث بانفعال عن واقعة خاصة تحاول تعميمها على شعب بأسره. انفعال يبدو واضحا فى ألفاظها السوقية وسلوكها مع مرضاها. مَن مِن الأطباء المحترمين يخاطب مرضاه «بتعالى يا سكر قولى يا عسل» ثم سيل من الألفاظ التى يعف اللسان عن ترديدها.

- يغيب الاتزان تماما فى شخصية الطبيبة: فى تناولها للمشكلة وتوصيفها لها بل ويغيب العلم أيضا فى قولها أنها تعالج أطفالا فى الحضانات يبقون فيها «سنة أو سنة ونصف السنة» بينما هم لقطاء دون أسماء أو أب أو أم!

- إذا استبعدنا نظرية المؤامرة والتى قد تشى بأن هناك من دفعها للحديث لغرض تكدير سلام المجتمع - رغم أنه احتمال قائم - فأنا أرى أن خضوع تلك الطبيبة للتقييم العقلى والنفسى أمر أكثر جدوى من حبسها على ذمة التحقيق وأن ذلك يجب أن يتم على مستوى عال من العلم والمسئولية يؤهل لاتخاذ قرار سليم بشأنها ومدى قدراتها على مزاولة مهنة الطب والوفاء بمسئولية رسالتها وصحة نسبها لحملة قسم أبقراط.

- يجب أن يظهر للنقابة دور أكثر فاعلية فتلك دون أدنى شك قضية أمن إنسانى ووطنى فى ذات الوقت.

- هناك أيضا دور بالغ الأهمية يجب أن يشارك به المجتمع المدنى، لم يعد الأمر مقتصرا على توفير الطعام وإتاحة علاج الأمراض ومنح المساعدات المالية اليسيرة للناس، الدور الأجدى هو التصدى للأمراض الاجتماعية والوقاية منها لمجتمع وشعب حضارته على الأرض منذ القدم الأبهى والأكثر عراقة.


المزيد من جريدة الشروق

منذ 3 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ ساعتين