تشهد المملكة العربية السعودية تحولاً مذهلاً خلال السنوات الأخيرة، ولم تقتصر هذه التغييرات على الجوانب الاقتصادية فحسب، بل توسعت لتشمل الجوانب الثقافية أيضا، وذلك من خلال فتح قنوات جديدة أبرزها المشهد الثقافي والترفيهي.
ولعل ازدياد عدد المهرجانات المختلفة في السعودية أحد أهم المؤشرات على هذا التحول، وإذ تعيد هذه المهرجانات تشكيل المشهد الثقافي في المملكة، وتتيح لمواطنيها التفاعل مع الفن والترفيه وغيرها من الفنون.
واستقطبت الرياض مؤخراً كوكبة مميزة من المبدعين في جميع المجالات، وذلك من خلال مبادرة فريدة من نوعها على صعيد المنطقة تحت عنوان "Fresh Finds Saudi: Class 2k24"؛ وهي عبارة عن ورشة عمل من تنظيم Spotify، أشهر خدمة اشتراك في البث الصوتي في العالم.
وركّزت هذه الورشة على تعزيز المواهب الصاعدة في مجال الفنون والترفيه إلى جانب تمكين الفنانين الناشئين في السعودية بالمهارات والمعرفة والموارد الأساسية اللازمة للنمو في القطاع الموسيقي المحلي الذي يتميّز وديناميكيته؛ مما يعكس مكانة المملكة كوجهة عالمية للفن والترفيه.
وأعربت الشاعرة منة القيعي، خلال مشاركتها في فعاليات ورشة العمل، عن سعادتها بحضور هذه الفعالية المهمة، مشيرةً إلى أن التطور المتسارع الذي تشهده الرياض يجذب صناع الفن من مختلف أنحاء العالم. وقالت: "نجاح الأغنية يعتمد على عدة عوامل، سواء من حيث جودتها أو ارتباطها بنجاح الفيلم، حيث يكون للأغنية دور كبير في نجاح الفيلم." وأضافت أنها تتطلع إلى اكتساب خبرات جديدة من المواهب الصاعدة والشباب الواعد.
وقالت "ريا شديد"، مدير تحرير إستراتيجية الموسيقى والبودكاست في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في Spotify: "نؤمن بأن النمو والتطوّر الذي يشهده قطّاع الموسيقى والترفيه في المملكة العربية السعودية يُمثّل قفزة نوعية ورحلة شيّقة، كما تشهد المملكة الآن تحولاً ثقافياً كبيراً، مع صعود عدد متزايد من الفنانين وتطور القطاع على المستوى الإقليمي، ما جذب اهتماماً عالمياً واسعاً. ويعزز هذا النمو الاستثمارات الضخمة والمبادرات الإيجابية.
حيث تفتح هذه الجهود آفاقاً جديدة للفنانين وتتيح لهم منصات توسع من مدى انتشارهم على المستويين المحلي والعالمي."
ويعكس المشهد الموسيقي في المملكة تنوعاً غنياً يمتد من التأثيرات التقليدية والكلاسيكية إلى الأنماط الحديثة كالموسيقى الإلكترونية والهيب هوب، مما يمثل طيفاً واسعاً من التعبيرات الثقافية.
منذ 10 ساعات