وأنا أتابعُ فعاليات القمَّة العربيَّة والإسلاميَّة المنعقدة بالعاصمة الرِّياض، بتاريخ 11 نوفمبر 2024م، والتي حظيت بالعدد الأكثر من الحضور من الدول الإسلاميَّة، والتي انعقدت في ظروف هامَّة ومفصليَّة؛ لضخامة وأهميَّة الأحداث المصاحبة لزمن انعقادها، كتنامي الهجمات الإسرائيليَّة على قطاع غزَّة، والجنوب اللبناني، والتي ذهب ضحيتها الآلاف من سكَّان القطاعين، كان أغلبهم من النِّساء والأطفال وكبار السِّن، وما ترتَّب عليه من انعدام الكثير من الخدمات الضروريَّة للحياة كالغِذاء، والدَّواء، والكِساء، بالإضافة إلى الأمن المنعدم تمامًا، وفي جانبٍ آخرَ حالة التَّغيير التي واكبت الانتخابات الأمريكيَّة، والتي أعادت الحزبَ الجمهوريَّ بقيادة ترامب للبيت الأبيض، بعد مرور أربعة أعوام، كانت سوداويَّة بالنسبة للعرب، بما تحمله من فواجع حُكم الحزب الديمقراطيِّ بقيادة بايدن.
ولعلَّ الحديث عن القمم العربيَّة والإسلاميَّة السَّابقة يطول ويتشعَّب؛ لتسبُّبه في حالة إحباط ويأس لدى المجتمعات العربيَّة والإسلاميَّة، فالقمَّة العربيَّة والإسلاميَّة المنعقدة قبل عام تقريبًا، أعقبها هذا العدوان الغاشم، وما رافقها من أحداث مأساويَّة، لكن هذه القمة كانت مختلفة تمامًا، بفضل القيادة الحكيمة لها، والإجماع العربي والإسلامي على القرارات التي اتَّخذتها، لكن يبقى الحكم عليها من حيث الإجمال مؤجَّلًا للمستقبل القريب حين دخولها محك التنفيذ، ونتمنى مستقبلًا أنْ تكون جميع قراراتها قرارات عملية تنفيذية يكون لها صدى عند إسرائيل، والدول المساندة لها.
وفي الختام يبقى الشُّكر والثَّناء للقيادة الحكيمة، التي نالت كلَّ الإعجاب في احتوائها لكافَّة الوفود، بالرغم من حالة التشرذم التي كانت تعيشها تلك الدول.
كما يبقى الثَّناء على ذلك التَّنظيم المبهج بكافَّة مراسمه وأدواته، وتلك الحفاوة غير المستغربة من حكومة المملكة العربيَّة السعوديَّة التي أبهرت الحضور من القادة، كما أبهرت كافَّة المتابعين عبر الشَّاشات.
منذ 18 ساعة