تفاصيل اختطاف مروعة .. شاب جزائري محتجز لثلاثين عامًا على يد جاره
كشفت المحكمة الجزائرية تفاصيل مأساوية عن قضية اختطاف الشاب الجزائري عمر بن عمران، الذي احتجزه جاره بوفريقش عطية بن شرقي لأكثر من 30 عامًا في قبو بيته، حيث عاش في ظروف قاسية منذ عام 1997.
وأثناء جلسة النطق بالحكم التي عُقدت يوم الأربعاء، وصف بن عمران الظروف المؤلمة التي تعرض لها خلال هذه السنوات الطويلة، قائلاً إنه أجبر على العمل تحت تهديد السحر والشعوذة لتنفيذ أوامر الخاطف، من بين المهام التي أجبره عليها، كانت رعاية الأغنام في إسطبل دون أي شفقة أو رحمة.
وخلال المحاكمة، نفى الجاني جميع التهم الموجهة إليه، مدعيًا أن بن عمران اختار العيش معه بمحض إرادته، وهو ما رفضه الضحية تمامًا، وأكد محامي الضحية، أن معاناة موكله النفسية والجسدية تجاوزت أحيانًا ألم الموت نفسه.
وفي ختام المحاكمة التي استمرت طوال الليل حتى صباح الأربعاء، قضت المحكمة بالسجن المؤبد على المتهم الرئيسي، بينما تراوحت الأحكام على باقي المتورطين بين البراءة والسجن لمدة تصل إلى 6 أشهر.
كيف انكشفت القضية؟ تفجرت قضية بن عمران في مايو 2024، عندما نشرت شقيقته منشورًا على فيسبوك أعربت فيه عن اعتقادها بأن شقيقها ما زال على قيد الحياة، ليقوم لاحقًا سكان المنطقة بالتوجه إلى منزل الجاني، حينها عُثر على بن عمران في قبو مظلم مخصص للمواشي، بعد سنوات من التعتيم على مكان وجوده.
الغريب في القصة أن الشاب بن عمران كان على بعد أمتار قليلة من منزله الأصلي، إذ لم تتجاوز المسافة بين منزله ومنزل الجاني 200 متر، ولطالما ظنت والدته، التي توفيت منذ سنوات، أن ابنها مختبئ عند الجار، لكنها لم تجد من يصدقها.
شهادات مؤثرة ومشاهد غريبة أثارت شهادات الجيران دهشة الجزائريين، خاصة بعد تأكيدهم أنهم لم يتوقعوا أن يحتجز الجاني ضحيته لثلاثة عقود، ومن الأمور المؤثرة في القصة، مشهد الكلب الوفي للضحية الذي ظل واقفًا أمام منزل الخاطف لأسابيع، وكأنه يترقب عودة صاحبه، قبل العثور عليه مقتولًا بعد فترة قصيرة من الحادثة.
بعد إنقاذه، وضع بن عمران في مستشفى خاص حيث يخضع لرعاية نفسية وصحية دقيقة، ولا يُسمح بزيارته إلا لأفراد عائلته المقربين جدًا، في جلسة قصيرة جمعته مع أهله، أكد لهم أنه كان يرى بعضهم من خلف النافذة، لكنه لم يكن يملك القدرة على التواصل معهم، وكأنه مسلوب الإرادة.
منذ 3 أيام