تشهد الهند انتخابات تشريعية ستكون الأكبر والأطول في تاريخها، في بلاد تضم مليار ناخب، ومئات الأحزاب، وفيما تشير الاستطلاعات إلى تقدم حزب ناريندرا مودي، تتصدر البطالة والفقر الحملات الانتخابية.
وبعد أن جرت المرحلة الأولى من الانتخابات في 18 أبريل/ نيسان، يُتوقع أن يبدأ تصويت المرحلة الثانية في الأول من يونيو / حزيران فيما يبدأ فرز الأصوات في الرابع من الشهر ذاته مع إعلان النتائج في نفس اليوم. يتعين على الحزب أو الائتلاف الحزبي الحصول على 272 مقعداً في البرلمان لضمان حصوله على الأغلبية.
لا يزال رئيس الوزراء مودي، الذي يتطلع إلى فترة ولاية ثالثة، هو المرشح الأوفر حظاً وسط توقعات استطلاعات الرأي المبكرة بإعادة انتخابه. وحال فوز الرجل، 73 سنة، يحقق الرقم القياسي الذي سجله جواهر لال نهرو أول رئيس وزراء للهند الذي انتخب لثلاث دورات متتالية.
شاهد أيضاً: الهند تخوض أكبر انتخابات في العالم.. هل سيتولى ناريندرا مودي ولاية ثالثة؟
ويتمتع مودي بشعبية كبيرة فيما يرجع الفضل في ذلك جزئياً إلى برنامجه الذي يراعي الأغلبية الهندوسية التي تشكل 80% من السكان في البلاد فيما أطلق برنامجاً لتحقيق النمو الاقتصادي مع التعهد بأن تصبح الهند ثالث أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2029.
فجوة مالية
لكن تعهد رئيس الوزراء مودي بجعل الهند "دولة متقدمة بحلول عام 2047" لم يخفت أصوات المعارضين الذين يتهمونه بالتسبب بالمزيد من الفقر والبطالة في عهده.
تعد الهند، التي يبلغ الناتج المحلي الإجمالي بها 3.7 تريليون دولار، أسرع الاقتصادات نمواً في العالم. وتفوق الاقتصاد الهندي على اقتصاد المملكة المتحدة ليحتل المركز الخامس على مستوى العالم.
كما تسير الهند على الطريق إلى تحقيق ناتج محلي إجمالي بقيمة 7 ترليون دولار بحلول عام 2027، وهو ما يعتبر قفزة تجعلها تتجاوز اليابان وألمانيا إلى المركز الثالث بعد الولايات المتحدة والصين على مستوى ترتيب الاقتصادات الرئيسية حول العالم.
وتزعم حكومة مودي أنها أنفقت مئات المليارات من الدولارات لمساعدة الأسر الفقيرة، ووصلت بهذا الإنفاق إلى أكثر من 900 مليون شخص. كما استثمر عدد من قادة الدولة بشكل كبير في برامج الرعاية الاجتماعية.
:
لكن عوائد هذا الازدهار الاقتصادي الذي شهدته الهند تصيب قلة من فئات المجتمع بينما تتسع فجوة التفاوت المالي بين الناس.
وتحتل الهند المرتبة 140 عالمياً من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي ويعيش أكثر من 34 مليون من مواطنيها على أقل من 2.15 دولار في اليوم، على الرغم من أن البيانات الحكومية تظهر أن "الفقر المدقع" قد انخفض كثيراً.
ازدياد البطالة
تحتل الوظائف قدراً كبيراً من اهتمام الناخبين في الهند. ويدخل سبعة إلى ثمانية ملايين من الشباب الهندي سوق العمل سنوياً، لكن الملايين منهم لا ينجحون في العثور على وظيفة.
أصبحت قضية البطالة تحتل مركز الصدارة على نحو متزايد، حيث اتهم زعيم المعارضة راهول غاندي رئيس الوزراء ناريندرا مودي وحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم بجعل البلاد "مركزاً للبطالة".
ترتفع معدلات البطالة بشكل خاص بين شباب الهند، حيث يشكل أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً نسبة غير معقولة تبلغ نحو 83% من جميعالعاطلين عن العمل في الهند، وفقاً لـ "تقرير التوظيف في الهند 2024"، الذي نشرته الشهر الماضي منظمة العمل الدولية ومنظمة العمل الدولية ومعهد التنمية البشرية.
وفق مركز الدراسات الإعلامية، وهو مركز بحثي مقره نيودلهي، يتجاوز حجم الإنفاق على انتخابات عام 2024 عتبة الـ 14 مليار دولار ما يمثل ارتفاعا كبيرا عن كلفة انتخابات عام 2019 حيث أنفقت الأحزاب السياسية نحو 8.7 مليار دولار.
منذ 36 أسبوع