بعد مشاهدة الجزء الثاني من فيلم الرعب الأمريكي "المهرج" للمخرج كولين كراوتشوك، يعود المتفرج بذاكرته إلى ذلك الطابور الطويل من أفلام الرعب الجماهيرية التي يعتقد صنّاعها أنهم ينتمون إلى تقاليد نوعية خاصة. والنموذج الأبرز لهذا الاتجاه هو كراوتشوك نفسه، الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتصوير الوهمي والخرافي في أفلامه، وقد أحدث نقلة جذرية في المذاق البصري والنفسي الذي اعتاد الناس تقبّله في هذا النوع من الأعمال.
في هذا الجزء، الذي كتبه أيضًا كراوتشوك، تبقى عناصر الإثارة معلّقة حتى النهاية، إلى أن يتم القضاء على الشر والسحر بحيلة من ساحرة شابة تُدعى ماكس، التي تجد نفسها أسيرة ومطاردة من قِبل المهرج الساحر المزعج. الفيلم يقدّم فكرة واحدة مهيمنة هي الرعب المفزع وجرائم القتل التي يرتكبها المهرج في ليلة الهالوين داخل بلدة صغيرة. ومع ذلك، لا يمكن اعتبار هذا الجزء ولا سابقه أفلامًا ذات بناء سردي حقيقي، إذ يقدّمان فصولًا فانتازية متفرقة يربطها خيط هشّ أو متناقض أحيانًا. ومن النادر أن يشعر المشاهد في أفلام كراوتشوك بأنه أمام عمل ينمو نحو ذروة متكاملة؛ فكل مشهد يبدو ذروة قائمة بذاتها، لكنها لا تمنح الإحساس بالاكتمال أو الترابط العضوي.
استخدم كراوتشوك أسلوب الكاميرا السلسة غير الملحوظة، إلى جانب المونتاج المحكم، ويواصل العمل مع الطاقم نفسه في معظم أفلامه. ولا يسع المرء إلا أن يُعجب بمخرج لا يتراجع أمام أي وسيلة جديدة للتعبير عن رؤاه، مهما بدت غريبة أو صادمة.
في النهاية، يبقى "المهرج 2" فيلم رعب تقليديًا في جوهره، متقن الصنعة، لكنه يترك الإحساس بعدم الاكتما
منذ 11 ساعة
