عاجل| الصائد السويسري يقترب من تدريب الأهلي.. من هو أورس فيشر قائد ثورة برلين؟

يبدو أن الأهلي على مشارف حقبة استثنائية جديدة بقيادة سويسرية رفيعة المستوى، فبعد فترة ليست طويلة من البحث المستمر عن منقذ لمشروع «لمارد الأحمر، الذي كان على وشك الانهيار مع سقطات خوسيه رويبيرو المتتالية، برز اسم أورس فيشر أو «الصائد»، كما لقب، قائد ثورة برلين الشهيرة، الذي انتشله من هبوط كان محققا إلى المربع الذهبي ومزاحمة الكبار.. فما المتوقع من فيشر مع الأهلي حال اكتمال المفاوضات؟

«فيشر».. عامان من البحث عن مشروع

لا شك أن الأهلي يبحث عن قائد لمشروعه الذي بات متكدسًا بنجوم الصف الأول، ويبدو أنه وجد ضالته في أورس فيشر، الرجل السويسري هادئ الطباع، فباعتباره كان قادرًا على قيادة فريق من القاع إلى القمة ومنافسة الكبار في الدوري الألماني، مغمور لا يملك أي نجوم أو حتى إمكانيات مادية لتدعيمه، فسيكون قادرًا على استغلال نجوم المارد الأحمر في تطويع خطته الاستثنائية داخل الملعب.

لا جديد في العامين الماضيين لتتناقله الصحف عن إنجازات أورس فيشر، فرغم الطفرة التي حققها مع برلين، إلا أنه لازم المنزل لعامين متتاليين، دون أن يحصل على فرصة لتدريب نادٍ كبير، وهي الفرصة التي سيمنحها له النادي الأهلي ليعيد أمجاده، لكن تلك المرة داخل القارة الأفريقية.

طريقة لعب «فيشر».. هل تناسب الأهلي؟

ما يميز هذا الترشيح عن غيره، ليس فقط كونه يستطيع أن يخلق الحدث بهدوء وحكمة وخبرة سنوات طويلة في الملاعب، بل الشبه اللافت بين فلسفته الكروية وبين ما يفتقده الأهلي منذ سنوات، مشروع طويل النفس قادر على الاستمرار واحتلال القارة لسنوات طويلة متتالية.

في المشهد التكتيكي، لا يعتبر أورس فيشر مجرد مدرب يعتمد على خطة «3-5-2» أو «3-4-1-2»، بل يتميز بقدرته على قراءة المباراة وتحضير سيناريوهات بديلة مسبقا، خلال فترته مع يونيون برلين، كان دائمًا مستعدًا لتغيير الشكل الخططي حسب مجريات اللقاء، مثل التحول إلى «4-4-2» والدفع بمهاجم إضافي عند التأخر في النتيجة، أو التوسيع المفرط للأطراف واستغلال الكرات العرضية كسلاح فعال أمام الفرق الكبيرة، هذه المرونة ساهمت في جعل الفريق أحد أكثر الخصوم إزعاجًا في الدوري الألماني، حسب موقع «سكواكا».

من الناحية الجماعية، صاغ فيشر شخصية مختلفة ليونيون برلين، فلم يكن يعتمد على النجوم، بل اختار لاعبين يمتلكون رغبة ملحة في النجاح وروح القتال، رافضًا ضم الأسماء الباحثة عن محطة مؤقتة قبل الانتقال لأندية أكبر، هذه الفلسفة صنعت فريقًا متناغمًا وصاحب هوية واضحة، قاده من منطقة المراكز المتأخرة إلى المشاركة في دوري المؤتمرات، ثم الدوري الأوروبي، قبل أن يبلغ قمة الإنجاز بالتأهل إلى دوري أبطال أوروبا في موسم 2023–2024 بعد احتلال المركز الرابع في «بوندسليجا».

من الدرجة الثانية إلى دوري الأبطال

حين تولى أورس فيشر قيادة يونيون برلين عام 2018، لم يكن الفريق الألماني العاصمي أكثر من ناد يقاتل في ظلال البوندسليجا الدرجة الثانية، لكن المدرب السويسري لم يكتف بالصعود إلى الدوري الممتاز في موسمه الأول، بل قاد الفريق بعدها ليثبت أقدامه بين الكبار، وصولًا إلى التأهل التاريخي إلى دوري أبطال أوروبا موسم 2023–2024.

رحلة اعتبرت واحدة من أكثر القصص إلهامًا في الكرة الألمانية خلال العقد الأخير، وانتهت بتكريم استثنائي حين أُطلق اسمه على باندا حمراء في حديقة حيوان برلين.

السيرة الذاتية لأورس فيشر

«فيشر» ولد في 20 فبراير 1966، وخاض مسيرة كلاعب امتدت لأكثر من 500 مباراة مع زيورخ وسانت جالن، حمل خلالها شارة القيادة ولعب كقلب دفاع ومحور ارتكاز، ومع ناديه الأم زيورخ، توج بكأس سويسرا عام 2000، وهو إنجاز كررته ابنته «ريانة» لاحقًا مع فريق زيورخ للسيدات.

وعقب الاعتزال في 2003، بدأ فيشر رحلته التدريبية من فرق الشباب في زيورخ، قبل أن يتدرج إلى تدريب الفريق الأول عام 2010 ويقوده للمركز الثاني في الدوري السويسري، ثم تولى تدريب نادي ثون، وحقق معه إنجازًا تاريخيًا بالوصول إلى دور المجموعات في الدوري الأوروبي، ما منحه جائزة أفضل مدرب في سويسرا عام 2014.

عام 2015 كان نقطة تحول، حين قاد بازل للفوز بثنائية الدوري والكأس مرتين متتاليتين، كما خاض مع الفريق مغامرات أوروبية في دوري الأبطال، إلى أن انتهت فترته في 2017، لكن التجربة الأبرز ظلت مع يونيون برلين، التي نقلها من الهامش إلى العالمية بخطوات هادئة لكنها مدروسة بدقة.

مدرب مشروع لا مدرب طوارئ

خلف نجاحات فيشر تتخفى شخصية استثنائية في التعامل مع اللاعبين والإدارة والجمهور، وصفه كابتن يونيون برلين، كريستوفر تريمل، بأنه مدرب يلتقط التفاصيل الصغيرة مبكرًا، داخل وخارج الملعب، بينما قال عنه المهاجم النيجيري تايوو آوونيي: «كان بمثابة أب روحي لي، ساعدني على التأقلم والتطور».

هذا الحس الإنساني صاحبته صرامة تكتيكية هادئة استلهمها من لوسيان فافر، المدرب السويسري المعروف، الذي أشرف على فيشر عندما كان لاعبًا، إذ أقر الأخير بأنه تعلّم من فافر أهمية الانضباط، والتحضير المكثف، والانتباه للتفاصيل، وهي مبادئ ظل متمسكًا بها طوال مسيرته.

هل يبدأ الفصل الجديد من التتش؟

مع بداية موسم 2023–2024، دخل يونيون برلين في دوامة نتائج سلبية دامت 14 مباراة دون انتصار، ما أدى إلى رحيل فيشر بالتراضي في نوفمبر 2023، ورغم النهاية غير المثالية، إلا أن صدى تجربته ظل حاضرًا، وتوج بجائزة أفضل مدرب في ألمانيا لعام 2023.

منذ ذلك الحين، لم يوقع فيشر لأي ناد، لكنه لم يختفِ عن رادار الفرق الطامحة إلى بناء مشروع جاد، وهنا يدخل النادي الأهلي كمرشح مناسب وربما مثالي، لتجربة قد تمنحه فرصة لتكرار قصة برلين في نسخة قاهرية، خاصة أنه يطمح مع الأهلي إلى منحه الفرصة الكاملة من أجل الذهاب بعيدًا وبناء منظومة متكاملة قادرة على الاستمرار لسنوات، فقط ما يحتاجه العمل في هدوء.


المزيد من صحيفة الوطن المصرية

منذ 10 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 3 ساعات
منذ 10 ساعات