يسبب السرطان أمراضا شديدة، حتى قبل تشخيصه، فقد يلاحظ الشخص مجموعة واسعة من الأعراض التى إما يُغفل عنها أو يُخلط بينها وبين أمراض أخرى، مما يؤدى إلى تأخير التشخيص والعلاج.
فى حين أن بعض أنواع السرطان أسهل اكتشافًا من غيرها، إلا أن هناك أنواعًا أخرى تتشكل وتنمو دون أن تُكتشف لعقد أو أكثر، وفقًا لدراسة نُشرت فى مجلة "ساينس ترانسليشنال ميديسن"، وينصح الخبراء وفقا لتقرير موقع onlymyhealth، بإجراء فحص دوري إذا كنت تعاني من عدوى شائعة وتمرض كثيرًا، ويوضح التقرير أن تكرار الإصابة بالعدوى والأمراض قد يكون علامة على الإصابة بالسرطان الناتج عن ضعف جهاز المناعة.
كيف يؤثر السرطان على جسمك؟
السرطان مصطلح شامل لمجموعة من الأمراض التي تتميز بنمو غير طبيعي للخلايا واحتمال انتشارها إلى أجزاء أخرى من الجسم، فهو ليس مرضًا واحدًا، بل مجموعة تضم أكثر من 100 مرض تؤثر على مختلف أعضاء ووظائف الجسم.
وفقا لوكالة السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) في عام 2022، سُجِّل ما يُقدَّر بـ2 مليون حالة إصابة جديدة بالسرطان و90.7 مليون حالة وفاة، يُصاب حوالي واحد من كل خمسة أشخاص بالسرطان خلال حياتهم؛ ويموت حوالي واحد من كل تسعة رجال وواحدة من كل 12 امرأة بسبب هذا المرض.
وبحسب المرصد العالمي للسرطان التابع للوكالة الدولية لبحوث السرطان، شكلت 10 أنواع من السرطان مجتمعة حوالي ثلثي الحالات الجديدة والوفيات على مستوى العالم في عام 2022، سرطان الرئة هو السرطان الأكثر شيوعًا في جميع أنحاء العالم، حيث بلغ عدد الحالات الجديدة 20.5 مليون حالة، وهو ما يمثل 12.4% من إجمالي الحالات الجديدة، وجاء سرطان الثدي لدى الإناث في المرتبة الثانية (20.3 مليون حالة، 11.6%)، يليه سرطان القولون والمستقيم (10.9 مليون حالة، 9.6%)، وسرطان البروستاتا (10.5 مليون حالة، 7.3%)، وسرطان المعدة (9.7 مليون حالة، 4.9%).
يؤثر السرطان على الجسم بتعطيل النمو الطبيعي للخلايا، مما يؤدي إلى انقسام خلوي غير منضبط وتكوين أورام قد تُلحق الضرر بالأنسجة السليمة، كما يمكن أن تنتشر الخلايا السرطانية إلى أجزاء أخرى من الجسم عبر مجرى الدم أو الجهاز الليمفاوي، مُسببةً المزيد من الضرر، وقد تُؤثر على أعضاء متعددة.
وجود العديد من الأعراض غير المحددة يستدعي التقييم إذا كانت مستمرة أو غير مُفسّرة، وتشمل هذه الأعراض..
فقدان الوزن غير المبرر.
التعب المزمن.
التعرق الليلي.
تضخم الغدد الليمفاوية غير المؤلم.
سهولة الإصابة بالكدمات أو النزيف.
آلام العظام المستمرة أو آلام الظهر.
تغيرات في الشهية أو عادات الأمعاء.
ومع أن هذه الأعراض لا تؤكد الإصابة بالسرطان، إلا أن وجودها، وخاصةً مع الالتهابات المتكررة، ينبغي أن يؤدي إلى تقييم طبي في الوقت المناسب، فالكشف المبكر يُحسّن بشكل ملحوظ نتائج العلاج في معظم حالات السرطان".
هل يمكن أن تكون العدوى المتكررة علامة على الإصابة بالسرطان؟
ومن المثير للاهتمام أن العدوى المتكررة يمكن أن تكون في بعض الأحيان مؤشرا مبكرا لبعض أنواع السرطان، وخاصة الأورام الخبيثة في الدم مثل سرطان الدم، أو الليمفوما، أو الورم النقوي المتعدد، هذه السرطانات تنشأ في الدم أو الجهاز الليمفاوي ويمكن أن تؤثر على قدرة الجسم على إنتاج خلايا مناعية وظيفية.
عندما يتم تعطيل وظيفة خلايا الدم البيضاء الطبيعية، فإن قدرة الجسم على مكافحة العدوى تتضاءل، وهو ما قد يتجلى في شكل عدوى متكررة أو شديدة بشكل غير عادي.
في بعض أنواع السرطان، وخاصة تلك التي تصيب نخاع العظم أو الجهاز الليمفاوي يتأثر الجهاز المناعي بشكل مباشر، على سبيل المثال، في سرطان الدم، تتكاثر الخلايا الخبيثة في نخاع العظم وتزاحم خلايا الدم البيضاء السليمة، مما يُضعف الاستجابة المناعية، إضافةً إلى ذلك، يمكن أن تُنتج السرطانات مواد تُثبط النشاط المناعي، كما أن العلاجات مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي والعلاجات المثبطة للمناعة تُضعف كفاءة المناعة بشكل أكبر.
هذه الحالة الضعيفة تجعل المرضى أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الشائعة والانتهازية.
العدوى التي يجب الحذر منها
قد يُصاب مرضى السرطان غير المُشخَّص، وخاصةً سرطانات الدم، بعدوى متكررة أو مُستديمة أو مُقاومة للعلاج التقليدي، ومن الأمثلة الشائعة:
التهابات الجهاز التنفسي المتكررة، مثل الالتهاب الرئوي أو التهاب الشعب الهوائية.
التهابات الفم، مثل مرض القلاع أو قرح الفم المزمنة.
التهابات المسالك البولية.
التهابات الجلد أو الأنسجة الرخوة.
التهابات الجيوب الأنفية أو الأذن.
يمكن أن تحدث أيضًا عدوى انتهازية نادرة في الأفراد الأصحاء، ويجب أن تثير الشكوك حول وجود حالة نقص مناعة كامنة.
متى يجب إجراء المزيد من الاختبارات للكشف عن العدوى؟
إذا كنت تعانى من حمى مستمرة أو متكررة، أو التهاب في الحلق، أو التهابات تنفسية، خاصةً عند عدم وجود سبب واضح أو ضعف الاستجابة للعلاج، فقد يتطلب الأمر إجراء المزيد من الفحوصات.
ينصح بإجراء تعداد دم كامل (CBC) مع فحص تفريقي كخطوة أولى، أي خلل، مثل فقر الدم غير المبرر، أو قلة الكريات البيض، أو قلة الصفيحات الدموية، يجب أن يستدعي إجراء المزيد من الفحوصات التشخيصية، بما في ذلك التصوير بالرنين المغناطيسي أو تقييم نخاع العظم، وذلك حسب الحالة السريرية.
منذ 12 ساعة
