حسم نادي الزمالك ملف المدير الفني الجديد بتعاقده مع البلجيكي يانيك فيريرا، الذي يقود الفارس الأبيض لموسمين مقبلين.

ويبحث الزمالك عن بناء فريق جديد قادر على المنافسة محليًا وأفريقيًا بعد الإخفاقات المتتالية في السنوات القليلة الماضية، رغم تحقيق الفريق عدة بطولات محلية وقارية (الكونفدرالية والسوبر الأفريقي).

السيرة الذاتية بدأ يانيك فيريرا مسيرته كمدرب للفئات السنية بنادي أندرلخت البلجيكي، قبل أن يتجه للعمل كمحلل أداء مع المدير الفني الأسبق لـ جينت فرانكي دوري.

عمل يانيك فيريرا بعد ذلك كمساعد لأحد الأسماء الأسطورية في بلجيكا، وهو ميشيل برودوم، الذي تواجد كمدير فني لفريق الشباب وتُوج معه بلقب الدوري السعودي آنذاك، قبل أن يصبح أصغر مدرب في تاريخ الدوري البلجيكي مع فريق شارلروا وهو في الـ31 من عمره.

وخاض فيريرا بعد ذلك عدة تجارب مع سانت ترويدن، ثم خطوته الأبرز مع ستاندرلييج وميشلين وبيفرين في بلجيكا، بجانب عمله في المنطقة العربية مع فريقي الفتح والرياض بالدوري السعودي، إضافة لتجربة قصيرة مع أومونيا القبرصي.

فلسفة فيريرا لا يمكن الحديث عن طريقة لعب ثابتة ليانيك فيريرا، فهو يتمتع بمرونة تكتيكية كبيرة، وإن كان يميل بشكل واضح لطريقة 4-3-3 التي تتحول أحيانًا إلى 4-2-3-1.

ويشرح فيريرا فلسفته التكتيكية خلال مداخلة عبر قناة CEEF TV البلجيكية، خلال تحليله لطريقة 3-4-3 التي اعتمد عليها فريق جينت بقيادة المدرب فان هايزبروك.

ويقول فيريرا: "في 3-4-3 أحتفظ دائمًا بنفس المبادئ التي استخدمها مع طريقة 4-3-3، فالأهم دائمًا عند فقدان الكرة هو الضغط على حامل الكرة مباشرة".

وتابع: "لا أستخدم قاعدة الـ5 أو 6 ثوانٍ لاستعادة الكرة، لكن الضغط يجب أن يكون متواصلاً إما لحين قطع الكرة أو استعادة التنظيم الدفاعي لفريقي بشكل طبيعي، يمكن لهذا الأمر أن يستغرق 3 ثوانٍ أو 15 ثانية حسب الحالة".

ويكمل يانيك فيريرا شرح فلسفته بأن طريقة اللعب مثل 3-4-3 يمكن أن يستخدمها أي فريق، سواء كان متفوقًا أو متراجعًا للدفاع، ما يهم دائمًا هو الانضباط والتركيز والتدرب بشكل مستمر لخلق التحركات بشكل أوتوماتيكي بين اللاعبين داخل الملعب.

مرونة خططية يتضح من حديث فيريرا أن الطريقة الرقمية ليست هي ما يعنيه بشكل كامل، بل التمركز داخل الملعب وكيفية تغييره بحسب ظروف اللقاء.

ويوضح المدرب البلجيكي هذا الأمر بأن طريقة مثل 3-4-3 لا يبدأ بها الفريق المباراة بشكل واضح، لكن من الممكن أن تبدأ بطريقة 4-3-3 وتتحول بشكل بديهي للاعتماد على ثلاثة لاعبين في الخلف بتراجع أحد اللاعبين من محور خط الوسط إلى جانب قلبي الدفاع.

ويركز فيريرا بشكل كبير على خلق المساحات خلف ظهيري الجنب، وهو يميل دائمًا لاستغلال لاعبي الأجنحة للتواجد في المساحات بين الظهيرين وقلبي الدفاع، لمنح الفرص للظهيرين للتقدم واللعب على الخطوط، ما يمنح الفريق مساحة أكبر بعرض الملعب، وبالتالي فرصة أكبر في ضرب الخطوط.

تجربة بلجيكية مشابهة رغم امتلاك يانيك فيريرا، صاحب الـ44 عامًا، تجربة كبيرة، إلا أن تجربته مع ستاندرلييج قد تبدو الأقرب لما هو مقبل عليه مع الزمالك.

ستاندرلييج، أحد عمالقة الكرة البلجيكية، مر بفترة لم تكن الأفضل قبل أن يتعاقد مع يانيك فيريرا قبل انطلاق موسم 2015-2016، بعدما جذب إليه الانتباه بعد نجاحه مع فريق سانت ترويدين.

وتمكن يانيك فيريرا من قيادة الفريق للتأهل للمشاركة الأوروبية وتحقيق لقب كأس بلجيكا، قبل أن يرحل بسبب خلاف مع المدير الرياضي للنادي آنذاك.

ويقول يانيك فيريرا في تصريحات تعكس شخصيته الصارمة والحماسية الواضحة بعد توليه مهمة ستاندرلييج، عبر موقع Sud Info: "أشعر بأنني محظوظ لكوني جزءًا من مشروع إعادة بناء نادٍ كبير، وأعمل مع مجموعة تمتلك جودة كبيرة. لكن مثلما لا يمكن لشخص مريض أن يشفى في يوم أو يومين، فإن التحسن قد يحتاج لبعض الوقت".

وأضاف: "مع ذلك، سنبذل كل ما في وسعنا لنكون جاهزين في أسرع وقت ممكن، ونستمر على هذا المستوى لأطول فترة ممكنة، سأفعل كل شيء حتى يحصل مشجعو ستاندار على ما يستحقونه، سنقاتل في كل لحظة من حياتنا من أجل ذلك".

العمل مع الشباب ميزة أخرى ربما رجحت كفة يانيك فيريرا لتولي مهمة المدير الفني لفريق الزمالك مع بداية مرحلة جديدة للنادي.

ويخطط الزمالك لإعادة هيكلة فريق الكرة بالنزول بمعدل أعمار الفريق، وهو ما يفسر قرار قائد الفريق شيكابالا بالإعتزال، وعدم التجديد لـ عبد الله السعيد، وتجميد المفاوضات "حتى الآن" مع طارق حامد نجم الفريق السابق.

ويمتلك يانيك فيريرا خبرة التعامل مع اللاعبين الصغار، التي اكتسبها خلال تواجده كمدرب للفئات السنية بنادي أندرلخت البلجيكي.

وعمل فيريرا مع مجموعة مميزة من أبرز الأسماء التي مثلت المنتخب البلجيكي فيما بعد، وعلى رأسهم المهاجم روميلو لوكاكو، إضافة إلى تيليمانس وعدنان يانوزاي لاعب مانشستر يونايتد السابق.

ويبدو تواجد فيريرا بمثابة فرصة للزمالك لإعادة بناء فريقه بشكل صحيح، وفرصة أخرى للاعبين الناشئين الباحثين عن فرصة للظهور مع الفارس الأبيض.