منذ 9 ساعات
سلسلة هج.م.ات تثير القلق بأمريكا: انف.جار في واشنطن وإطلاق ن.ار يستهدف رجال الإطفاء بأيداهو. الرابط

في أقل من 24 ساعة، شهدت الولايات المتحدة هزتين أمنيتين مدويتين، تكشفان عن هشاشة متزايدة في نسيجها الداخلي وأمنها المجتمعي. من انفجار غامض هز العاصمة واشنطن وأصاب المنازل بالدمار، إلى هجوم مسلح استهدف رجال الإطفاء أثناء تأديتهم واجبهم في أيداهو، تتجلى أمام العالم صورة مقلقة لتصاعد العنف الممنهج ضد رموز الطوارئ والخدمات العامة. وسط هذا الواقع المعقد، يطرح التساؤل الحاسم: هل تعيش أمريكا ذروة أزمة أمنية داخلية تهدد استقرارها، أم أن هذه الحوادث مجرد فصول عابرة في مسلسل طويل من التوترات المتنامية؟

انفجار واشنطن: غموض يلف الأسباب فجر أمس الأحد، سُمع دوي انفجار ضخم في الجانب الشمالي من واشنطن، أسفر عن تهدم بعض أجزاء من المنازل القريبة وتصدع البنية التحتية، دون تسجيل خسائر بشرية. ورغم ترجيحات أولية بحدوث تسرب غاز أو خلل فني تحت الأرض، إلا أن السلطات لم تستبعد احتمالات أخرى، ولا تزال التحقيقات جارية لمعرفة الأسباب الحقيقية.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين في فرق الإطفاء قولهم إن الانفجار وقع قبل فجر الأحد بلحظات، وشوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من أسفل أحد الأبنية السكنية، فيما فُرض طوق أمني واسع النطاق.

أيداهو تحت النار: قناص يستهدف رجال الإطفاء وفي حادث منفصل أكثر خطورة، تعرض فريق من رجال الإطفاء لإطلاق نار كثيف خلال استجابتهم لحريق غابات في منطقة طريق إيست نتلتون جلتش شمال ولاية أيداهو. وأعلنت السلطات مقتل اثنين من عناصر الإطفاء، فيما وصفت حالة أحد المصابين بالحرجة.

وبحسب بيانات الشرطة، فإن الهجوم نُفذ على الأرجح بواسطة قناص متمركز في منطقة مرتفعة، وتم استهداف الطاقم أثناء أداء مهامهم. ولا تزال القوات الأمنية تواصل عمليات التمشيط، وسط حالة تأهب قصوى في الولاية.

هل تتعرض أمريكا لموجة عنف ممنهجة؟ رغم عدم وجود رابط مباشر بين حادث واشنطن وهجوم أيداهو حتى الآن، إلا أن تشابه التوقيت، وطبيعة الأهداف المدنية، واستهداف الطواقم الخدمية، يفتح باب التساؤل حول مدى تصاعد خطر العنف الداخلي أو الهجمات المتعمدة ضد البنية الحيوية.

ويقول محللون إن "الولايات المتحدة تشهد منذ أعوام زيادة مقلقة في الاعتداءات على طواقم الإسعاف والإطفاء، خاصة في المناطق الريفية التي تتسم بانتشار السلاح وغياب الثقة بالمؤسسات".

كما تشير تقارير رسمية إلى أن أكثر من 1200 حادث اعتداء مباشر على أفراد الطوارئ تم تسجيله في 2024 وحدها، بزيادة 18% عن العام السابق.

أزمة أمن داخلي تتطلب استجابة عاجلة المشهد العام يعكس خللًا متزايدًا في منظومة الحماية المدنية. فمع تصاعد التهديدات التي تواجهها الولايات المتحدة خارجيًا، لا يقل الخطر الداخلي أهمية، خصوصًا إذا استمرت الاعتداءات على الطواقم المنوط بها حماية الأرواح والممتلكات.

ويدعو خبراء الأمن إلى:

تعزيز الحماية الميدانية لفرق الطوارئ، خصوصًا في مهامهم خارج المدن.

رفع مستوى التنسيق بين قوات الشرطة وأجهزة الدفاع المدني في الحالات ذات الطابع الأمني.

فتح تحقيقات في دوافع الهجمات المسلّحة، ومدى ارتباطها بأي مجموعات متطرفة محلية.

حوادث واشنطن وأيداهو ليست مجرد وقائع منفصلة، بل ناقوس خطر يُقرع من جديد في وجه الأمن الداخلي الأميركي. عندما تتحول فرق الإنقاذ إلى أهداف، وتصبح مواقع الخدمة العامة ساحات استهداف، فإن النظام المجتمعي بأكمله يصبح في مهب الريح.

ومع استمرار التحقيقات، يبقى السؤال الأهم: هل تتحرك واشنطن بسرعة لاحتواء هذا التصعيد؟ أم أن القادم أسوأ؟


المزيد من موقع الجمهور

منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ ساعتين