تشير تحركات إنفيديا، ومايكروسوفت، وIBM، وأمازون إلى اقتراب الحوسبة الكمية من نقطة تحول تاريخية قد تُغيّر شكل الاقتصاد العالمي والأمن السيبراني، مع ظهور تقديرات بأن الأجهزة الكمية القادرة على حل مشكلات معقدة قد تصبح متاحة تجاريًا خلال 5 سنوات، وليس خلال 30 عامًا كما كان يُعتقد سابقًا، بحسب تقرير نشرته "فوربس".الحوسبة الكمية، تتحول من كونها تقنية مستقبلية إلى واقع اقتصادي وأمني يفرض استعدادات عاجلة من البنوك والمؤسسات المالية، مع توقع أن يكون عام 2028 هو النقطة المفصلية لتطبيقات التشفير ما بعد الكمي تجنبًا لمخاطر اختراق الأنظمة المالية مع اقتراب وصول الحوسبة الكمية إلى السوق التجارية.إنفيديا ومايكروسوفت وIBM.. نقطة تحول تلوح في الأفققال جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لإنفيديا، إن القطاع يشهد "نقطة تحول"، مع اقتراب إمكانية استخدام أجهزة كمبيوتر كمية قادرة على حل مشكلات حقيقية خلال السنوات المقبلة، وهو ما يعزز الاتجاه نحو استثمارات ضخمة في البنية التحتية والتطبيقات الكمية.مايكروسوفت أعلنت عن تطوير بنية جديدة للحوسبة الكمية، تهدف إلى بناء جهاز كمي واحد أكثر قوة من جميع الحواسيب التقليدية مجتمعة، مع خطة للإطلاق التجاري خلال 5 سنوات، بما يتماشى مع توقعات بيل جيتس.أما IBM، فقد كشفت عن خطط لبناء حاسوب كمي مصحح للأخطاء بحلول 2028، يحتوي على 200 كيوبت منطقي، على أن يتبعه نظام "Blue Jay" بقدرات أعلى تصل إلى 2000 كيوبت منطقي.يُعدّ اختراق البيتكوين من أبرز المخاطر المرتبطة بالحوسبة الكمية، إذ قدّر تقرير لمعهد هدسون أن أي اختراق كمي قد يؤدي إلى خسائر تتجاوز 3 تريليونات دولار في الأسواق المالية، مع إمكانية إحداث ركود عالمي بسبب الاعتماد الواسع على التشفير التقليدي في حماية الأصول الرقمية والمعاملات البنكية.أفق اقتصادي وأمني جديد.. بنوك مركزية تستعد لمواجهة "Y2Q"أصبح "Y2Q" (اليوم الذي تجعل فيه الحوسبة الكمية بعض تقنيات التشفير الحالية غير صالحة) أولوية في إستراتيجيات البنوك المركزية. بنك فرنسا وسلطة النقد في سنغافورة أكملا تجارب ناجحة لاستخدام التشفير ما بعد الكمي في المراسلات الآمنة عبر البريد الإلكتروني، في خطوة لحماية البيانات المالية من المخاطر الكمية.مع إعلان الأمم المتحدة أن عام 2025 سيكون عام العلوم والتكنولوجيا الكمية، يتزايد الزخم العالمي للاستثمار في هذا المجال مع تسارع التحولات من المختبرات إلى الأسواق، في وقت يتخوف فيه الخبراء من أن التهديدات الحقيقية لن تكون فقط في العملات الرقمية بل في البنية المالية والحكومية بأكملها، إذا ما استغلت جهات دولية معادية هذه التكنولوجيا لشن هجمات سيبرانية معقدة.(ترجمات)۔