منذ 17 ساعة
بوابة الوفد| مح..اكمة كبرى تُفكك إمبراطورية ميتا بقيادة مارك زوكربيرج

في مشهد يُشبه الدراما التكنولوجية الكبرى، تدور رحى محاكمة تاريخية في العاصمة الأمريكية واشنطن، قد تُغيّر مستقبل صناعة التكنولوجيا إلى الأبد، مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا المالكة لفيسبوك وإنستجرام وواتساب يجد نفسه في قلب مواجهة قانونية محتدمة، مع لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية (FTC) التي تسعى لتفكيك جزء من إمبراطوريته الرقمية.

السبب؟ تتهم لجنة التجارة الفيدرالية شركة ميتا باتباع استراتيجية احتكارية مُتعمدة، تمثّلت في الاستحواذ على منافسين ناشئين مثل إنستجرام (2012) وواتساب (2014)، في محاولة لسحق أي تهديد محتمل لنفوذها المتصاعد في عالم التواصل الاجتماعي.

الشراء بدلًا من المنافسة.. كلمات زوكربيرج تحت المجهر

تستند القضية إلى وثائق ومراسلات داخلية، أبرزها بريد إلكتروني شهير من زوكربيرج عام 2012 قال فيه صراحة: "من الأفضل الشراء بدلًا من المنافسة"، هذه العبارة تُعد حجر الزاوية في حملة لجنة التجارة الفيدرالية، التي ترى في عمليات الاستحواذ هذه سلوكًا مناهضًا للمنافسة، هدفه الرئيسي "تحييد" أي تهديد، وفق تعبير المحامي دانيال ماثيسون من اللجنة.

ميتا تدافع: "استحواذاتنا حسّنت التجربة وليس العكس"

من جانبها، تُصرّ ميتا على أن عمليات الاستحواذ تمت وفق الأطر القانونية، وأنها ساهمت في تحسين وتطوير المنصات المعنية، سواء من حيث الوظائف أو الأمان أو قابلية الاستخدام. ويؤكد الفريق القانوني للشركة أن ما فعلته ميتا هو استثمار طبيعي لتوسيع نطاق خدماتها، وليس استراتيجية لقتل المنافسة.

تفكيك ميتا؟ السيناريو المحتمل يُرعب وادي السيليكون

النتائج المحتملة للمحاكمة قد تكون زلزالًا في عالم التكنولوجيا، إذ لو نجحت لجنة التجارة الفيدرالية في إثبات قضيتها، قد تُجبر ميتا على فصل كل من إنستجرام وواتساب كشركتين مستقلتين تمامًا، في واحدة من أضخم عمليات التفكيك في تاريخ الشركات التقنية.

معركة لا تشبه غيرها: هل تُعيد واشنطن رسم خريطة التكنولوجيا؟

الخبراء منقسمون حول فرص اللجنة في الانتصار. فبعضهم يرى أن إثبات النية الاحتكارية بعد سنوات من عمليات الاستحواذ سيكون أمرًا معقدًا، خصوصًا في ظل وجود منافسين كبار اليوم مثل تيك توك، ويوتيوب، وآي ماسج من آبل.

لكن مع ذلك، فإن القضية تُسلّط الضوء على تحول جديد في مزاج الجهات الرقابية الأمريكية، التي بدأت تُظهر رغبة واضحة في كبح جماح عمالقة التكنولوجيا، بعد سنوات من النمو المتسارع والتوسع بلا حدود.

هل نشهد بداية النهاية لاحتكار وادي السيليكون؟

سواء انتهت القضية بتفكيك فعلي أو تسوية قانونية، فإن رسالة هذه المحاكمة واضحة: لم تعد الشركات الكبرى في مأمن من المساءلة، وأيام "الشراء بلا محاسبة" قد تكون في طريقها إلى الزوال.

بهذه المحاكمة، تعلن واشنطن بوضوح: لا إمبراطورية تكنولوجية فوق القانون.


المزيد من بوابة الوفد

منذ 28 دقيقة
منذ ساعة
منذ ساعتين
منذ ساعة
منذ 10 دقائق