تسبب عقار يستخدمه ملايين الأميركيين لعلاج الصلع في ظهور حالات "متلازمة المستذئب" لدى الأطفال، حيث أدى إلى نمو كثيف للشعر على أجزاء من أجسادهم، غير قابل للسيطرة عليه، وفقا لتقارير.
يعتبر عقار "مينوكسيديل" علاجا معتمدا من إدارة الغذاء والدواء الأميركية، ويتوفر بتركيزات مختلفة، تتراوح من 1% إلى 15%. وفي العادة، يستخدم لعلاج تساقط الشعر لدى البالغين، ويباع عادة دون وصفة طبية على شكل رغوة أو محلول موضعي. كما تتوفر منه تركيبات حبوب تتطلب وصفة طبية.
وفي دراسة جديدة، اكتشف الباحثون الإسبان أن السبب في نمو الشعر الزائد قد يكون انتقال المادة من الأهالي إلى الأطفال بعد استخدامهم للدواء. فعندما يلامس الأطفال آباءهم وأمهاتهم بعد استخدام "مينوكسيديل"، قد يدخل الدواء إلى أجسام الأطفال إما عن طريق الفم أو من خلال امتصاصه عبر البشرة الرقيقة.
وقد دفعت هذه الحالات الوكالة الأوروبية للأدوية إلى إضافة تحذيرات جديدة على ملصقات "مينوكسيديل"، تحذر فيها من خطر نمو الشعر لدى الأطفال نتيجة التعرض للدواء. كما تم توجيه تحذير صريح للأهالي بعدم السماح للأطفال بالوصول إلى الدواء أو ملامسة الأماكن التي تم تطبيقه عليها.
وعلى الرغم من أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية لم تصدر تعليقات رسمية حول الحالات في إسبانيا، إلا أن الباحثين ربطوا "مينوكسيديل" بنمو الشعر غير المرغوب فيه في حالات سابقة. ففي عام 2014، تم إدخال طفل إلى المستشفى في فرنسا بعد ابتلاعه ملعقة صغيرة من "مينوكسيديل"، ما أدى إلى تزايد معدل ضربات القلب وهبوط حاد في ضغط الدم.
وقالت الدكتورة إيزابيل كلوديت، رئيسة قسم الطوارئ للأطفال في مستشفى تولوز الفرنسية، التي أعدت التقرير: "بالجرعة العلاجية المعتادة، لا تسبب المادة عادة آثارا سلبية خطيرة، لكن كمية صغيرة قد تؤدي إلى هبوط حاد في ضغط الدم، وخاصة لدى الأطفال".
وفي سياق مشابه، في عام 2015، أفادت امرأة إسبانية أنها لاحظت نمو شعر غير مرغوب فيه على وجهها وجسمها بعد استخدامها "مينوكسيديل" لعلاج تساقط الشعر. وعادت حالتها إلى التحسن بعد التوقف عن استخدام الدواء.
ومنذ عام 2023، بدأت حالات نمو الشعر الزائد في الظهور لدى أطفال في إسبانيا بعد استخدام الآباء لـ"مينوكسيديل"، حيث تم رصد الشعر الزائد على ظهر الأطفال وساقيهم وفخذيهم، وهو ما يعرف بحالة فرط الشعر.
يذكر أن فرط الشعر قد يكون حالة يُولد بها الشخص أو يصاب بها لاحقا، وتسبب نمو الشعر في مناطق غير معتادة من الجسم. وتختلف الأعراض من شخص لآخر، ما يجعل من الصعب تشخيص الحالة بدقة. ورغم أن هذه الحالة قد تؤدي إلى مشكلات نفسية بسبب السخرية أو الانتقادات من الآخرين، فإن الأشخاص المصابين بها يعيشون حياة طبيعية وصحية.
المصدر: ديلي ميل