قربة الماء الساخن إحدى الوسائل التقليدية للتدفئة وتخفيف الآلام، ولكنها قد تحمل في طياتها مخاطر غير متوقعة إذا لم تستخدم بحذر، إذ سجلت المملكة المتحدة نحو 5944 إصابة بالحروق بسبب استخدام القربة الساخنةبينعامي 2014 و2023، إلا أنّالحروق ليست النوع الوحيد من الإصابات التي يتعرض لها الأشخاص، وإنما قد تنطوي على مخاطر أكبر.
ما هي متلازمة الجلد المحمص؟
يؤدي التعرض لمصادر الحرارة، مثل قربة الماء الساخن، والوسائد الحرارية، وأجهزة التدفئة، وحتى أجهزة الكمبيوتر المحمولة، إلى ظهورنمطأحمر على الجلد يشبه الشبكة وتعرف باسم متلازمة الجلد المحمص أو الاحمرار الناجمعن النار، ويحدث هذا بسببتمددالأوعية الدموية الصغيرة في الجلد أثناء محاولتها التعامل مع الحرارة، بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وعادةً تتحسن الحالة بعد إزالة مصدر الحرارة بفترة وجيزة، إلا أنّ التعرض المستمر للحرارة لفترات طويلة قد يتسبب في ترقق الجلد وزيادة تصبغه عندما تكون بعض بقع الجلد أغمق من غيرها، وقد يحدث فرط تصبغ الجلد نتيجة تلف الألياف المرنة للجلد وإطلاق الميلانين منخلايا الجلد، ويمكن أن يكون هذا الضرردائمًا، ولكن العلاجات مثلالعلاج بالليزرأو الكريمات الموضعية التي تحتوي على5-فلورويوراسيليمكن أن تساعد في الشفاء.
وقد يؤدي التأخر في تشخيص متلازمة الجلد المحمص والتعرض المستمر أيضًا إلى الإصابة بالسرطانات، مثلسرطان الخلايا القاعديةوسرطانالغدد الصماء العصبيةوالليمفومامنخفضة الدرجة، بحسب ما أشارتالدكتورة فريدريكه فاجنر، خبيرة أمراض الجلد الألمانية، مُضيفة أنّ بعض الأشخاص أكثر عرضة للضرر الناتج عن الحرارة، فعلى سبيل المثال، الأشخاص المصابونبمرض فقر الدم المنجلي والألمالمزمنهم أكثر عرضة للإصابةبالاحمرار الجلديأوإصابات الحروق الشديدة.
وقد يشعر مرضىالسكريالذين يعانون منمضاعفات في الدورة الدمويةتؤثرعلى تنظيم درجة حرارتهمبالبرد أكثر، وبالتالي يستخدمونمساعداتالتدفئة بانتظام، ولكن مرضى السكري الذين يعانون من مشاكل في الدورة الدموية قد يعانون أيضًا من ضعف الإحساس وقد لا يلاحظون ارتفاع درجة حرارة الجلد حتى يصابوا بالحروق.
ونصحتخبيرة أمراض الجلد بعدم استخدام قربة الماء الساخن لتدفئة الأطفال أو لتدفئة مكان نومهم مسبقًا، خاصة أنّ الأطفال حديثي الولادة لديهم دهون بنيةتساعدهم في الحفاظ علىدرجة حرارة الجسم الصحيةوحمايتهم من انخفاض حرارة الجسم، وعند الولادة، تشكل الدهون البنية نحو 5% من وزن جسم الأطفالوتتجمع حول الأعضاء الرئيسية لتوليد الحرارة.
كيف تبقى دافئًا بدون قربة الماء؟
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإنّالبطانيات الموزونة على حجم فراشك تساعد على منع خروج الهواء الدافئ في كل مرة تتحرك تحتها، ولكن إذا كنت جالسًا، فاحرص على رفع قدميك بعيدًا عن الأرض وهي عادةً الجزء الأكثر برودة في الغرفة، وبدلاً من ارتداء معطف أو سترة سميكة، يمكنك ارتداء عدة طبقات من الملابس فهذه الطريقة أكثر فعالية في حبس الهواء والاحتفاظ بالحرارة.
تحتوي أطراف أصابعك علىضعف عدد الألياف العصبيةالموجودة في راحة يدك، وهي معرضة للبرد،لذا فإن ارتداء القفازات حتى في الداخل، يمكن أن يساعد في تقليل طلب الجسم على توزيع الحرارة على اليدين وحبس الحرارة التي ينتجها الجسم على بشرتك، كما أنّ التحرك من وقت لآخر سوفيولد الحرارةويساعد في توزيع الدم الدافئ من قلبك إلى الأطراف، مثل أصابع اليدين وأصابع القدمين.
وإذا كنت تستخدم قربة ماء ساخن، فلا تستخدم الماء المغلي وتأكد من إضافة الماء البارد إلى الزجاجة، ومن الناحية المثالية، يجب أن تكون درجة الحرارةحوالي 50 إلى 60 درجة مئوية،ويمكنك تقليل خطر تلف الأنسجة عند استخدام زجاجات الماء الساخن أو وسادات التدفئة عن طريق توزيع الحرارة بالتساوي، لذا عليك أن تُحركها حتى لا تتركز الحرارة على منطقة واحدة.
منذ 15 ساعة