حقيقة تغيير مواعيد امتحانات الجامعات وأسباب إلغاء نظام البابل شيت..عاجل

بدأت جميع الجامعات بكل كلياتها المختلفة النظرية منها والعملية وكذلك المعاهد العالية الاستعداد لتنفيذ القرار الأخير للمجلس الأعلى للجامعات برئاسة د.محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمي، بالعودة لنظام الامتحانات المقالية لطلاب الكليات المختلفة خاصة النظرية منها وهو ما اعتبره كثير من الخبراء خطوة إيجابية وتصحيح لخطأ سابق كان يقضى بالاعتماد فقط على نظام امتحانات «البابل شيت» أو « الاختيار من متعدد ».

والذى تسبب فى أن كثيرًا من الطلاب يحصلون على درجات عالية إما بالغش أو التنشين فى الإجابات أو الحصول على درجات غير حقيقية لاعتمادهم على الإجابة على الأسئلة بالتسويد على الإجابات بشكل عشوائى لعدم علمهم بالإجابة الصحيحة بعد أن أصبحت أسئلة «الاختيار من متعدد » أو « البابل شيت » عبارة عن أسئلة متكررة يمكن توقعها وحفظ مجموعة منها كما يقول د.حسين خالد وزير التعليم العالى الأسبق، ويؤكد أن هناك تجارب مريرة فى هذا الأمر، منها كتيبات خاصة بالأسئلة المكررة وحفظها وحصول طلاب على أعلى الدرجات دون فهم أو وعى للمقرر.

ومن جانبه أكد د.مصطفى رفعت أمين المجلس الأعلى للجامعات أن نظام الاختيار من متعدد «البابل شيت » فى الامتحانات لن يكون بدءًا من امتحانات الفصل الدراسى الأولى هذا العام هو نظام التقييم الوحيد على مستوى المقررات التخصصية بجميع كليات الجامعات المصرية والذى كانت قد فرضته ظروف جائحة كرونا وتعذر انتظام التدريس والامتحانات بالجامعات أيضًا وثبت فشل الاعتماد عليها كليًا فى تقييم الطلاب فى الامتحانات بعد أن ظهرت فيه العديد من المساوئ فى عملية تقييم الطلاب خاصة فى الكليات النظرية مثل كليات الحقوق على سبيل المثال .

أعلن ذلك بعد أن صدر القرار الرسمى من المجلس الأعلى للجامعات الذى يؤكد أنه ابتداء من الاختبارات النهائية للفصل الدراسى الحالى (2024 ــــ 2025) سيكون نظام أسئلة جميع الاختبارات لجميع الفرق بالكلية فى النظام العام والبرامج النوعية على مستوى الاختبارات الورقية والإلكترونية هو خليط من أسئلة الاختيار من متعدد والأسئلة المقالية.

وأكد المجلس الأعلى للجامعات أنه لا تعديل أو تغيير فى مواعيد الامتحانات وستجرى خلال شهر يناير المقبل بمختلف الكليات فى الجامعات الخاصة والأهلية والحكومية والمعاهد والجامعات التكنولوجية.

اقرأ أيضًا | عامان للعمادة ومجالس الإدارات قابلة للتجديد.. وإنذار بغلق المعاهد الضعيفة إذا لم توفق أوضاعها

50% بحقوق القاهرة

وكانت أولى الجامعات التى بدأت فى تطبيق ماقرره المجلس الأعلى للجامعات فى هذا الشأن هى جامعة القاهرة حيث قادت هذا التغيير للعودة إلى نظام الأسئلة المقالية كلية الحقوق بالجامعة ـ ويؤكد د.محمد سامى عبد الصادق رئيس الجامعة أن كلية الحقوق بالجامعة ستطبق قرار المجلس الأعلى للجامعات فى امتحانات الفصل الدراسى الأول الحالى وتجعل امتحاناتها بمختلف الفرق 50% منها بنظام الأسئلة المقالية و50% الأخرى بنظام الاختيار المتعدد.

وتابع: تركنا لكل كلية من كليات الجامعة تحديد النسبة التى تراها للأسئلة المقالية فى مختلف مقرراتها خاصة أن كثيرًا من الطلاب يؤكدون حاليًا أنهم ظلوا لعدة سنوات يتم امتحانهم بدءًا من الثانوية العامة وحتى الآن بنظام الاختيار المتعدد فقط ـ ولهذا يطلبون فرصة للتعود على العودة لنظام الأسئلة المقالية إذا كانت كليتهم تريد أن تزيد من نسبتها فى الامتحانات أما امتحانات التعليم المفتوح فى الدفعات المتبقية من هذا النظام ستكون بنسبة 100% أسئلة موضوعية (بابل شيت) فى جميع البرامج، دون استخدام الأسئلة المقالية لأن كل مقرراتها نظرية وليس فيها مقررات عملية.

وأوضح رئيس جامعة القاهرة أن قرار المجلس الأعلى للجامعات قد جاء فى وقته بعد أن أثبت الواقع أن نظام البابل شيت أو ما يسمى بنظام « الاختيار من متعدد » يجب ألا يستمر وحده فى قياس قدرات الطلاب فى مدى استيعابهم للمقررات وأنه يضر بالفعل بمصلحة الطالب خاصة فى كليات مثل كليات الحقوق حيث كانت معظم الهيئات القضائية والشركات أيضًا تفضل فى تعييناتها الخريجين الذين تم امتحانهم بنظام الأسئلة المقالية لأن أسئلة الاختيار من متعدد لا تتيح للطالب أن يتدرب على كيفية إعداد مذكرة دفاع أو يعد صحيفة دعوى وبالتالى أصبح نظام البابل شيت هذا يضر بمصلحة الطلاب قبل أن يفيدهم.

تعزيز التفكير النقدى

وفى جامعة قناة السويس ناقش مجلس الجامعة برئاسة د.ناصر مندور رئيس الجامعة فور انعقاد المجلس بعد قرار المجلس الأعلى للجامعات آليات تفعيل القرار الصادر من المجلس الأعلى بعدم الاعتماد الحصرى على نظام «البابل شيت» فى تقييم المقررات التخصصية بمختلف الجامعات المصرية، وضرورة دمج الأسئلة المقالية لقياس الفهم والتعبير بشكل أفضل.. وأوضح د. مندور أن الأسئلة المقالية تسهم بالفعل فى تعزيز التفكير النقدى وترابط المحتوى الدراسي، مما يساعد الطلاب على تحقيق استيعاب شامل للمقررات، لافتاً أن هذا القرار لا يعنى بأى حال من الأحوال إلغاء نظام الـ «بابل شيت» بل يتم الدمج بين النظامين.

وهى نفس النتيجة التى وافق عليها مجلس جامعة أسيوط، برئاسة د. أحمد المنشاوي، على العودة لنظام الامتحانات المقالية لطلاب الكليات المختلفة، وأكد رئيس الجامعة أيضًا لجميع عمداء كلياتها أن نظام «البابل شيت» لن يكون نظام التقييم الوحيد فى المقررات التخصصية بجميع كليات الجامعة بعد أن قرر المجلس الأعلى للجامعات عودة الأسئلة المقالية لتكون جزءًا رئيسيًا من تقييم الطلاب بجانب نظام الاختيار من متعدد (البابل شيت ) .

تعزيز قدرة الطلاب

ومن جانبه أكد د.شريف صالح رئيس جامعة بورسعيد أن الهدف من القرار الأخير للمجلس الأعلى للجامعات بعودة نظام الأسئلة المقالية فى امتحانات مختلف كليات الجامعات هو تحقيق تقييم شامل يُظهر قدرات الطلاب التحليلية والكتابية خاصة فى الكليات النظرية مثل الحقوق والآداب والتجارة والخدمة الاجتماعية والإعلام والتربية وغيرها بالإضافة إلى تعزيز قدرة الطلاب على التفكير النقدى والتحليلى وتشجيع الإبداع والتعبير عن الأفكار بطريقة منظمة وتحسين جودة العملية التعليمية فى الجامعات المصرية.

التأثير المتوقع

وعن التأثير المتوقع لهذا القرار بعودة نظام الأسئلة المقالية فى امتحانات مختلف الجامعات يرى د.لؤى سعد الدين القائم بعمل رئيس جامعة أسوان أنه سيحقق مزيدًا من التنوع فى طرق التدريس والتقييم والاستعداد بشكل أفضل لسوق العمل من خلال تدريب الطلاب على مهارات التحليل وحل المشكلات.

ويضيف أن القرار يركز على تطوير جودة التعليم الجامعى ويستهدف رفع مستوى كفاءة الطلاب وتوسيع نطاق مهاراتهم الأكاديمية والمهنية ـ كما يُعد خطوة مهمة نحو تحسين مخرجات التعليم العالى فى مصر وهذا التغيير يمثل عودة إلى أساليب تقييم تجمع بين التحليل والتطبيق العملي، مما يعكس اهتمام وزارة التعليم العالى بإعداد خريجين مؤهلين للتحديات المستقبلية.

عوار شديد

ويؤكد د.شوقى سعيد ـ بمعهد العلوم التجارية بالمحلة أن قرار المجلس الأعلى للجامعات بعودة الأسئلة المقالية أثلج صدرنا لأنه يعالج عوارًا شديدًا فى شكل الامتحانات التى كنا نطبقها فى السنوات الأخيرة بكل جامعاتنا ومعاهدنا بنظام البابل شيت أو ما يعرف بنظام الاختيار من متعدد بعد أن ثبت وجود عيوب شديدة فى هذه النوعية من الامتحانات فى حالة تطبيقها منفردة، منها غياب التقييم الشامل.

حيث تعتمد على إجابات قصيرة مباشرة أو مجرد اختيار، فلا تقيس الفهم العميق للطالب وقدرته على التحليل والإبداع ـ كما أنه كان يسهل توقعها ويستطيع الطلاب أحيانًا اختيار الإجابات الصحيحة بالاعتماد على التخمين، خاصة إذا كانت الخيارات محدودة، ما يؤدى إلى درجات لا تعكس مستوى الطالب الفعلى، وتجعل هذه الامتحانات الطلاب يركزون على الحفظ دون الفهم بعمق.

المتميز وغير المتميز

وهو ما يؤكد عليه أيضا د.على محجوب ـ بالمعهد العالى للعلوم التجارية بأبى قير بالإسكندرية لأن هذه التعديلات تهدف ـ كما يقول إلى تحسين جودة التقييم عبر ضمان دقة وموضوعية قياس أداء الطلاب ومعرفة مدى إلمامهم بمضمون المقررات الدراسية بشكل حقيقى وقدرتهم على التعبير عما تحصلوا عليه من مفاهيم بهذه المواد مما يساعد فى التفرقة بشكل جيد بين طالب اجتهد واستوعب مضمون المقرر جيدًا ولديه القدرة عن التعبير عن ذلك من خلال إجاباته المقالية وبذلك نفرق بشكل دقيق بين المتميز وغير المتميز.

طالبت به كثيرًا

ومن جانبه يؤكد د.محمد أبو الفضل بدران النائب لرئيس جامعة جنوب الوادى لشئون التعليم والطلاب أنه سعيد جدًا بقرار المجلس الأعلى للجامعات فى هذا الشأن وأنه كان قد طالب بذلك منذ أكثر من عام فى مقالات له متعددة بالصحف طالبت فيها وأكدت أكثر من مرة على أنه فى الامتحانات الجامعية يجب أن توزع بين الأسئلة المقالية وغيرها بعد أن أصبح هناك اتجاه يرى أن أسئلة « الاختبار من متعدد » و« الصح والخطأ » هى الأنسب للطلاب وأسرع تصحيحاً لأن الأوراق تصحح إلكترونياً وبذلك نستبعد العنصر البشرى ونسرع زمنياً فى عملية التصحيح.

وهذا صحيح لكن هذه الأسئلة لا تقيس مهارات الطلاب ولا يتفوق فيها الموهوب بل تتحول إلى حفظ أرقام وسنوات وتعريفات وأسهل للغش، وقد تصلح فى علوم لكنها بالتأكيد لا تصلح فى علوم أخرى.. فكيف أختبر طالباً فى النقد الأدبى والموسيقى والرسم ودراسات الجدوى ومذكرات التحقيق والتخطيط الهندسى والحالات المرضية ومهارات التقنية وغيرها بالصح والخطأ واختيار من متعدد؟ وكيف سيترافع المحامى ويشخص الطبيب ويخطط المهندس ويستجوب القاضى ويشرح المعلم وباقى التخصصات بهذه الأسئلة؟

الجمع بين الطريقتين

لقد بدا الأمر مستحيلاً ـ والحديث مازال على لسان د.أبو الفضل بدران ـ ولا أدرى سبب إصرار البعض على هذه النوعية من الأسئلة غير المقالية، ولماذا لا نجمع بين الطريقتين ولتكن هذه الأسئلة MCQ بنسبة أقل من 50% والبقية مقالية حتى نقيس مهارات الطالب وتفرده عن أقرانه وإظهار إبداعه وتميزه وخطوط الطلاب التى ينبغى أن نعتنى بها فى مدارسنا فقد تحولت خطوطهم إلى لوغاريتمات لا تُقرأ وقد تسبب الكمبيوتر والتليفونات فى تحويل الخط من إبداع ذاتى إلى صف حروف آلية لا جمال فيها ولا روح.

فكيف يتخرج طالب جامعى دون أن يكتب جملة واحدة طوال أربعة أعوام جامعية؟ الجمع بين الأسئلة المقالية وغيرها سينقذ ما يمكن إنقاذه، فالمهارات فردية وتصحيحها رؤى ذاتية أيضاً، والإبداع جمال والتفوق حلم، وأما الحديث عن أن الجامعات العالمية تطبق هذا فهو زعم كاذب وادخلوا على مواقع هذه الجامعات وتصفحوا نماذج أسئلتها فى بنوك الأسئلة وسوف تجدون أن الأسئلة المقالية هى الأغلب، والرجوع إلى الحق فضيلة.

تحسين جودة التعليم

ويرى د.ماهر فؤاد الأستاذ بمعهد القاهرة العالى للسياحة والفنادق بالمقطم ان هذا التوجيه الصادر عن المجلس الأعلى للجامعات يعكس توجهاً إصلاحياً مهماً فى مجال التعليم الجامعي، خاصة فيما يتعلق بطرق التقييم الأكاديمي. ذلك أن قرار الحد من الاعتماد على نظام «البابل شيت» خطوة استراتيجية لتطوير العملية التعليمية، حيث يهدف إلى تعزيز التنوع فى أساليب التقييم بما يتماشى مع طبيعة كل مقرر تخصصي وهذا يعكس إدراكًا عميقًا بأن التعليم الجامعى لا ينبغى أن يعتمد على وسيلة تقييم واحدة، بل يجب أن يشمل طرقًا متعددة لتقييم المعرفة والمهارات بشكل شامل.

ويؤكد أن أهمية التنوع فى التقييم يؤدى إلى الاعتماد على أساليب تقييم متنوعة وإلى تحسين مخرجات التعلم، إذ إنه يتيح قياس المهارات التحليلية، الإبداعية، والنقدية للطلاب، بدلاً من التركيز على الحفظ والاسترجاع فقط. كما يعد هذا القرار داعمًا للجودة الأكاديمية، حيث يساعد فى تحديد نقاط القوة والضعف لدى الطلاب بشكل أكثر دقة، مما يتيح تحسين استراتيجيات التدريس.

وحتى تكتمل هذه الرؤية أرى ضرورة تدريب أعضاء هيئة التدريس على استخدام أساليب التقييم المتنوعة بشكل فعال، مع توعية الطلاب بأهمية هذا التحول.

ودوره فى تطوير مهاراتهم. وضع معايير واضحة لضمان جودة التقييم وتنفيذه بكفاءة.. ويؤكد مرة أخرى أن هذا القرار هو بالفعل خطوة إيجابية نحو تحسين التعليم الجامعى فى مصر وتحقيق رؤية مستدامة لمستقبل أكثر إشراقًا.


المزيد من بوابة أخبار اليوم

منذ 7 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 3 ساعات