منذ 4 ساعات
مؤشرات فقدان الاستمتاع بالحياة

نعلم جيدًا أن الحياة قد تكون ضاغطة، ولكن بها أوقات وممارسات تساعدك على تخطي، وتقبل هذه الضغوط، وتخفف عنك شعور الإنهاك المستمر.

مؤشرات فقدان الاستمتاع بالحياة والوصول لمرحلة الشدة والإنهاك، ثلاثة، وهي:

- فقدان الاستمتاع الحركي «الإنهاك الحركي و الحسي» لا توجد طاقة لبذل الرياضة، أو الخروج من المنزل، أو ممارسة الهوايات، لا متعة لها، لا يوجد طعم لهذا كله، ولم يعد ممتعًا، يكثر الشخص من النوم والبقاء ساكنًا، وذلك موقف شديد الخطورة، يتطلب منك الحركة بشكل منتظم.

- فقدان الاستمتاع الاجتماعي «حدة الانقطاع عن الآخرين» لم تعد هناك رغبة في صحبة الأصدقاء أو الخروج معهم، ولا حضور مجالسهم الدورية، ويبدأ الشخص بالغياب المتكرر، ولا يبادر بالتواصل الهاتفي أو حتى استقبال الاتصالات، ويشعر بثقل تلك المجالات والمجالس، ويشعر بثقل واضح في المكالمات الهاتفية مع الآخرين والهرب من التواجد معهم، وتقديم الأعذار باستمرار.

- فقدان الاستمتاع بالطعام «اضطراب الشهية» لم يعد الطعام له قيمة، لم يعد لذيذًا ولا يستحق الذهاب والسعي لشرائه، ربما يأكل الشخص ليعيش فقط أو حتى يأكل بشكل سريع وبكميات كبيرة.

جميع ما سبق من فقدان لطعم الحياة ليس هو المشكلة بحد ذاتها، بل أعراض المشكلة الحقيقية، وهي الإصابة بالاكتئاب، وليس بالضرورة أن يحدث ذلك فجأة، ولكن يحدث بالتدريج، البعض لا يعلم أنه مصاب بالاكتئاب بسبب أن تلك الأعراض ليست واضحة تمامًا أو يمكن تحملها أو التحايل عليها.

علاج الاكتئاب، ليس بنصائح تقرؤها في وسائل التواصل الاجتماعي؛ بل الحل بالذهاب للعيادة النفسية للحصول على جلسات العلاج النفسي باستراتيجيات العلاج بالحوار عند المعالج النفسي، والذهاب للطبيب النفسي للحصول على العلاج الدوائي إن احتاج الأمر، وكلما ذهبت مبكرًا كان الشفاء أكثر سرعة وفعالية.

روشتة التعامل مع ضغوطات الحياة ما تتمتع به من مرونة هو ما يساعدك على البقاء في هذه الحياة بصحة نفسية أطول، نحن نملك أهداف، ونملك قدرات، فإذا اتفقت قدراتنا مع أهدافنا سعدنا وانسجمنا، لكن مع مرور السنوات قد نضعف ونواجه ظروفًا هي أقوى منا وتضعف قدراتنا ومهاراتنا ولا تصبح متوافقة مع أهدافنا.

كن واقعيًا، ليس المطلوب أن نستسلم، ولكن المطلوب أن نتأقلم مع متغيراتنا لنصبح أكثر توافقًا مع أهدافنا، ومن الذي لا يتغير؟! أما أن تصرّ على ما كنت عليه فستنكسر في النهاية، فالصحة تضعف، والظروف تتغير.

لتعيش أفضل، حاول أن تتكيّف مع كل واقع جديد يظهر لك سواء وجدته في نفسك أو في الواقع حولك.

المرونة أهم أسلحة الناجحين، فكلما تمسكت بالمرونة، وتكيفت معها، كان وصولك لأهدافك أسهل وأفضل.

فعلًا، «من لا يتغير يهلك» هذه المقولة من الأساسيات لدي، وذلك لأن كل يوم وكل تجربة هي معطى جديد بالحياة تتغير به ظروفها.

تعلُمنا من تجاربنا ينعكس بالتغييرات، التي نُجريها على حياتنا وأهدافنا، مع استمرار السعي فيها دون توقف، أخيرًا تغيير الهدف أو التعديل فيه ليس هزيمة بل تطور.

من يُريد أن تكون أحوال حياته كلها إيجابية، فيما يخص العمل، العائلة، العلاقات، الحياة الخاصة، هذا تفكير غير واقعي، وقد يُزيد التفكير المُفرط لصاحبه الأمور سوءًا، الحياة لا تسير بهذه الطريقة، ومن مهارات التأقلم، تقبل أن بعض أجزاء الحياة تسير عكس ما تريد، لكنك تركز على ما يمكنك فعله، وما يمكنك تغييره، ولتتغير النتائج ربما تحتاج أن تجرب أشياءً جديدة ربما تخاف منها، أو ترضى بأمور كنت ترفض وجودها.

النفس هي المحرك الأساسي للحياة، والجسد مجرد انعكاس لحالها، كما قال سبحانه وتعالى: «ونفس وما سواها».

ربما الحل هو إعادة تعريف النجاح بما يتوافق مع سلام النفس واستقرارها، لكن السؤال: «كيف يُمكننا تحقيق التوازن بين المثالية والطموح دون أن نثقل النفس بما لا تحتمل؟»، هل القبول بالنواقص يكفي أم أننا بحاجة لإعادة النظر في مفهوم النجاح نفسه؟!..


المزيد من موقع مبتدا

منذ ساعة
منذ ساعتين
منذ ساعة
منذ ساعة
منذ ساعة