يواجه الشباب والمراهقون في العالم العربي والإسلامي مجموعة من الأفكار المغلوطة والمشوهة عن الدين، والتي يثيرها عدد من العناصر الملحدة على وسائل التواصل الإجتماعي أو من خلال مواد تُبث في الإعلام الغربي، بهدف تشكيكهم في الدين وخرق القيم الأخلاقية، لذا أطلقت جريدة «الوطن» حملة تستهدف محاربة الإلحاد باسم «تعزيز قيم الهوية الدينية»، والتي تحمل شعار «الإيمان قوة.. واعبد ربك حتى يأتيك اليقين».
وهناك مجموعة من التساؤلات التي دائمًا ما يثيرها الملحدون بغرض الطعن على العدل الإلهي والتشكيك في وجود الخالق، حسب ما قاله الدكتور الراحل مصطفى محمود في برنامجه الشهير «العلم والإيمان»، ومن أبرز هذه التساؤلات «لماذا لم يتدخل الله ويوقف الحروب؟».
رد قوي من مصطفى محمود على تساؤلات الملحدين
جاء رد الدكتور مصطفى محمود على هذا التساؤل قائلًا: «الحروب شرور لا شك فيها، ولكن دائمًا ما يكمن الخير في الشر، فعندما نقرأ التاريخ نجد أن جميع الاختراعات المفيدة للبشرية تم اختراعها في وقت الحروب، لأن الأوقات العصيبة تجعل الإنسان يعكف مع نفسه وعقله محاولًا الخروج من الأزمة، لذا نجد اختراعات مثل الطاقة الذرية والقنابل الذرية والمضادات الحيوية لمداومة الجرحي والتخفيف من آلامهم هي نتاج الحروب والأوقات العصيبة».
وأضاف الدكتور مصطفى محمود، أن قول الإمام أبو حامد الغزالي قال «ولولا اعوجاج القوس لما رمى»، جاء ليجيب على شكوك الملحدين، بمعنى أنه لولا العيوب التي نراها في الكون لما اكتملت الوظيفة، متابعًا: «من ضمن الأسئلة المثارة من قبل الملحدين لماذا خلق الله أجسامنا ضعيفة؟ ولماذا قضى علينا بالمرض والعجز والشيخوخة؟.. وأقول لهم إن الخير هو القاعدة والشر هو الاستثناء، أي أن المرض يصيب الإنسان أياما وشهورا، ولكنه يقضي أغلب أيام عمره يتمتع بالصحة، كما توجد منافع للمرض منها على سبيل المثال توليد مناعة للجسم ضد الأمراض والفيروسات وتعليم الإنسان التحمل والجلد».
الشر يكمن ورائه الخير
وضرب الدكتور مصطفى محمود مثالًا آخر للملحدين، قائلًا: «يرى البشر أن البركان في ظاهره شر كبير، ولكن وراء هذا الشر صيانة كبيرة للكرة الأرضية لأنه يحدث تنفيس للأرض عن طريق البراكين ولولا هذا التنفيس لكانت الأرض انفجرت بما عليها.. فإذا كان البركان يؤدي لموت ألف شخص فينقذ في المقابل الملايين».
منذ 4 ساعات