في عالم المجوهرات، حيث يلتقي الفن بالحرفية والتاريخ بالحداثة، تبرز المصممة المغربية يسرا نيشان كأحد الأسماء المبدعة التي استطاعت أن تدمج تراثها الثقافي الغني مع لمسة عصرية فريدة، منذ طفولتها كانت المجوهرات جزءاً من حياتها، وبدأت رحلتها كمصممة عندما ارتدت قطعاً تقليدية مغربية قديمة في أسبوع الموضة في باريس، ليتساءل الجميع عن مصدر هذه الجماليات المبهرة، هذه اللحظة كانت بمثابة إشارة لها لبدء حلمها في إنشاء علامة "Dihyan" للمجوهرات، والتي تهدف إلى إحياء المجوهرات المغربية التقليدية وتحويلها إلى قطع عصرية تمثل جسراً بين الماضي والحاضر.
في هذه المقابلة، تسلط يسرا الضوء على الإلهام الذي دفعها لتطوير تصاميمها، والتحديات التي واجهتها في بداية مشوارها، وكيف تغلبت عليها بشجاعة وإصرار، كما تروي لنا عن آخر مجموعاتها، التي تمزج بين الهندسة المغربية والرمزية الطبيعية، وتستخدم فيها موادّ طبيعية نادرة وتقنيات حرفية مغربية عريقة.
من خلال هذه المقابلة، نغوص في عالم يسرا نيشان، ونتعرف إلى رؤيتها، مصادر إلهامها، وتطلعاتها للمستقبل؛ لنكتشف معاً كيف يمكن للمجوهرات أن تروي قصصاً وتحتفل بالفردية بطرق مبتكرة.
هل يمكنك مشاركة القصة وراء رحلتك في تصميم المجوهرات؟ باعتباري شغوفة بالمجوهرات وأحب ثقافتي منذ الطفولة، فقد تلقيت دعوة لفن صناعة المجوهرات، كانت أكبر علامة على المضي قدماً في حلمي هي الاهتمام الذي استحوذت عليه من قبل عشاق الموضة والمصممين أثناء ارتدائي قطعاً تقليدية مغربية قديمة من مجموعتي الخاصة خلال أسبوع الموضة في باريس، وهو الإدراك الذي دفعني إلى تطوير الفكرة بشكل أكبر، والتفكير في فكرة تصور بيت المجوهرات الخاص بي وتخيل مجموعتي الخاصة، مع وضع هدف واحد في الاعتبار، وهو بث حياة جديدة في المجوهرات المغربية لإنشاء قطع أزياء حقيقية.
قد يهمك أيضاً: الفن والثقافة في مجوهرات نادين فقه: قصة إلهام مستمر
هل كان لديك أي مرشدين أو مؤثرين خلال أيامك الأولى كمصممة؟ لم يكن لديّ أي مرشد، ولكنني كنت دائماً أستوحي من تراثي الثقافي والمجوهرات المغربية القديمة ومدى أناقة وجمال النساء المغربيات في الماضي، وهن يرتدين المجوهرات المغربية المذهلة في الحياة اليومية.
ما هي التحديات التي واجهتها عندما بدأت لأول مرة، وكيف تغلبت عليها؟ إن بدء علامة تجارية للمجوهرات يأتي مع العديد من التحديات، من حيث اكتساب ثقة العملاء عندما نكون علامة تجارية جديدة، وبناء الرؤية، وموازنة الطلب والقدرة الإنتاجية خاصة كعلامة تجارية جديدة، وكان التحدي الأكثر أهمية بالنسبة لي هو بناء فريق من الحرفيين المغاربة المذهلين.
إن بدء علامة تجارية للمجوهرات يتطلب المثابرة، ولكن التغلب على هذه التحديات يمكن أن يمهد الطريق للنجاح على المدى الطويل.
من أين تستمدين إلهامك لتصاميمك؟ كان ذلك أثناء الوباء بينما كان العالم يتوقف عن العمل عندما ظهرت الصور الأولى لـ Dihyan، لقد وجدت متعة كبيرة في الرسم وجعلته نافورة إبداعي لما تخيلته سابقاً كأولى تصاميم العلامة التجارية.
أثناء عملية الإبداع، يتم اختيار كل لؤلؤة وحجر وعنصر بعناية لوضعها في تلك الرسومات، وإعادة تفسيرها لاحقاً من قبل صائغي الفضة المغاربة الذين جلبوا Dihyan إلى الوجود.
هل يمكنك أن تخبرينا عن مجموعتك الأخيرة؟ تستمد مجموعتي الأخيرة الإلهام كما هو الحال دائماً في تصاميمي، من الشكل الهندسي المغربي، وأضفت هذه المرة الإلهام من الطبيعة والفراشات والأصداف، تدمج الأشكال الطبيعية مع جمال الحرف اليدوية المغربية لاستحضار شعور بالحركة والتحول، والتقاط الجمال في عدم الثبات.
ما هي المواد والتقنيات التي تستخدمينها في هذه المجموعة الجديدة، ولماذا؟ مجموعة من الأحجار الطبيعية، اليشم والعقيق واللؤلؤ، إلى جانب الفضة الإسترليني عيار 925 المطلية بخيوط من الذهب عيار 24 قيراطاً والحرير التي تربط العناصر المختلفة معاً. أصبحت سلاسل Dihyan المميزة التي يمكن ارتداؤها خلف الرقبة أو الصدر، بسرعة شعار العلامة التجارية.
ما هي تطلعاتك لمستقبل علامتك التجارية؟ بعيداً عن النمو، فإن أملي هو إلهام نهج أكثر وعياً للمجوهرات، حيث تحكي كل قطعة قصة شخصية، وتحتفل بالفردية، وتصبح جزءاً عزيزاً من رحلة مرتديها، في النهاية، أريد أن تُعرف علامتي التجارية ليس فقط بالتميز في التصميم، ولكن أيضاً بالتأثير الإيجابي الذي يخلق من خلال الفن والحرفية المغربية والاستدامة والمشاركة المجتمعية.
هل لديك أي تعاونات أو مشاريع قادمة متحمسة لها؟ لدي مشروع تعاوني مثير للغاية قادم لا يمكنني التحدث عنه في الوقت الحالي، ولكن سأشاركه في أقرب وقت ممكن.
ما هي النصيحة التي تقدمينها لمصممي المجوهرات الطموحين الذين يتطلعون إلى ترك بصمة في الصناعة؟ نصيحتي هي أن يتبعوا الشغف دائماً، وأن يظلوا متحمسين للعمل، وأن يلتزموا بالحلم، والمثابرة، والثقة بالنفس، ابدأْ من مكان ما، فقط ابدأْ.
تابعي أيضاً: لانا آل كمال: إبداع ينصهر مع التراث في كل قطعة فنية
منذ 3 ساعات