تُعَدُّ الشهور الأولى من حياة الطفل من أصعب الشهور التي تمر على الأم؛ بسبب البكاء المتواصل الذي يكون غالباً على شكل نوبات لرضيعها الجديد الذي لا تعرف أسباب بكائه على الرغم من حرصها على نفي أي سبب فتهتم بإرضاعه وتغيير ملابسه ومحاولة تنويمه، ولكنه لا يتوقف عن البكاء، وتقع الأم في حيرة خاصة أنها تكون ما زالت تعاني من آثار الولادة ومتاعبها، وتريد أن تحظى بقسط من الراحة، ولكن ذلك لا يحدث.

يجب على الأم أن تهتم بتفسير ما يصدر عن مولودها من حركات وإشارات؛ لكي تعرف سبب بكائه، وبخاصة أن معظم أسباب بكاء المواليد يكون شعورهم بالمغص، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، في حديث خاص بها؛ استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتور أحمد عثمان، حيث أشار إلى كيف تكتشفين أن مولودك يبكي بسبب شعوره بالمغص من خلال لغة جسده؛ حيث تصدر منه حركات تشير إلى تألمه من أعراض المغص تحديداً، ونصائح مهمة لتقليل آلام المغص لديه مثل تكريعه وتعريضه للضوضاء البيضاء، وغيرها من النصائح في الآتي. علامات المغص عند الرضيع من خلال لغة جسده

توقعي أن مولودك يبكي بسبب المغص حين يكون عمره أسبوعين أو أكثر لأن هذه السن التي تبدأ فيها المعاناة من تراكم الغازات لدى المولود؛ ففي الأيام الأولى من عمره يقضى المولود وقته نائماً، وقد يبكي لأنه يريد الرضاعة أو أن يشعر بوجود أمه، ويسكت بمجرد أن تصبح إلى جواره أو يشم رائحتها، ثم تبدأ الغازات تتراكم في بطنه مع أخطاء الرضاعة التي تقع فيها الأم، وتبدأ نوبات البكاء التي قد تستمر لساعات، ويكون سببها هو شعوره بالمغص.

لاحظي أن طفلك الرضيع يقوم بشد قبضتي يديه بسبب شعوره بالمغص وهذه الإشارة يجب أن تفهميها جيداً وتحاولي التعامل معها، وفي بعض الأحيان يكون المغص شديداً؛ فسوف تلاحظين أن رضيعك يقوم بثني ساقيه وجذبهما نحو بطنه وهذه إشارة أخرى من إشارات جسده تدل على إصابته بالمغص، وبأنه يتألم ويريد منك التدخل؛ لكي تساعديه على تقليل ألمه.

توقعي أن يكون بكاء الرضيع المصاب بالمغص شديداً بحيث لا يتوقف بمعنى أن هذا البكاء يأخذ وتيرة واحدة ولا ينخفض، ويكون بسبب شعوره المزعج والمؤلم بالألم، ويقل حين تقومين بقلبه على بطنه، بحيث يلامس بطنه ركبتك -مثلاً- فسوف تجدين أنه توقف عن البكاء فوراً، والملاحظ أن البكاء بسبب المغص يحدث ويزداد في فترات المساء، بمعنى أنه يكون نتيجة لتراكمات النهار من عدم التكريع وأخطاء الرضاعة، وتعرضه -مثلاً- لرضاعة صناعية؛ فيكون الرضيع قادراً على التحمل حتى تتراكم لديه المسببات وتزيد مع المساء، ويستمر في ذلك حتى وقت متأخر، وقد تستمر نوبة البكاء لمدة أربع ساعات متواصلة.

لاحظي أن الرضيع المصاب بالمغص، الذي ينتفخ بطنه بالغازات؛ يكون من الصعب إرضاؤه.

توقعي أن الرضيع على صغر سنه، الذي يكون مصاباً بالمغص يكون من الصعب إرضاؤه بمعنى أنه يشعر بالانزعاج بصورة لا تُوصف حتى لو قامت الأم بحمله أو انتقل من كتف إلى كتف، أو حين تقومين بمحاولة إرضاعه وأنت واقفة أو وأنت تغنين له؛ فالنتيجة واحدة فهو يتألم بسبب شعوره بألم في بطنه.

لاحظي انتفاخ بطن طفلك الرضيع بمعنى أنه يعاني من المغص، وأن هناك الكثير من الغازات قد تراكمت في بطنه وصرت تسمعين صوتاً يُسمى" التطبيل" حين تدقين بأطراف اصابعك برفق على جانب سرة المولود، ويقوم الطبيب بذلك أيضاً ويسمع الصوت نفسه؛ ما يعني أن الغازات قد تجمعت بشكل كبير.

أسباب المغص عند الرُّضَّع

اعلمي أن أهم أسباب إصابة الرُّضَّع بالمغص وخاصة في شهور حياتهم الأولى؛ هو عدم تعود الجهاز الهضمي للمولود على عملية الهضم وإفراز الإنزيمات الهاضمة عموماً؛ فقد اعتاد المولود أن يحصل على الغذاء من خلال المشيمة ويصله دون تعب أو مشقة، ولكنه انفصل عن الرحم، وأصبح عليه أن يقوم بهضم الغذاء لكي يستفيد منه ويستمد طاقته، ومثل أي آلة جديدة فالمعدة والأمعاء تواجهان صعوبة التأقلم مع عملهما الجديد؛ فيبدأ الألم لدى الرضيع الذي يستمر حتى الأشهر الثلاثة الأولى من حياته غالباً.

لاحظي أن نوبة المغص عند رضيعك تحدث بسبب عدم التكريع لإخراج الهواء من بطن الطفل أولاً بأول، وامتلاء بطن وأمعاء الرضيع بالغازات يؤدي للشعور بالمغص؛ لأن هذه الغازات تتحرك وتحاول أن تخرج فتسبب له الألم، وقد لُوحظ أن الطفل الذي يرضع رضاعة صناعية يتعرض للإصابة بالمغص الليلي خصوصاً أكثر من الطفل الذي يرضع من الأم؛ بسبب طبيعة الحليب الصناعي الذي لا يكون بالفوائد نفسها لحليب الأم، على الأقل من ناحية درجة الحرارة المناسبة لأمعاء الطفل الداخلية.

توقعي أن يُصاب مولودك بالمغص في شهور حياته الأولى ولشهور قادمة بسبب طبيعة الغذاء الذي تحصلين عليه، حيث يتأثر الرضيع بالمشروبات التي تحتوي على الكافيين -مثلاً- فتسبب له المغص والأرق وصعوبة النوم إضافة لتأثره ببعض المأكولات والأصناف التي تصيب الأم بالانتفاخ وتراكم الغازات فتنتقل إليه من خلال حليبها، ومن هذه الأصناف التي يفضل أن تقلل الأم من تناولها البصل والثوم والكراث والكرنب والقنبيط.

نصائح لتخفيف آلام المغص عند رضيعك

اهتمي بخطوة التكريع بعد كل رضعة من كل ناحية من صدرك وليس بعد انتهاء عملية الرضاعة نهائياً؛ لأن إخراج الهواء من بطن الرضيع يشعره بالراحة ويقلل من المغص ويجعله مقبلاً على الرضاعة أكثر؛ فيحقق زيادة في الوزن، ويستمر الرضيع في الرضاعة حتى نهاية الرضعة، في حين أن الرضيع الذي لا يتم تكريعه تلاحظ الأم أنه يرضع لدقائق ثم يترك الثدي ويبدأ في البكاء؛ بسبب شعوره بالألم وهكذا.

حاولي أن تستخدمي طريقة الضوضاء البيضاء في تشتيت تركيز الرضيع على البكاء بسبب المغص، ولذلك عدة طرق يمكنك اتباعها، ومن بينها تشغيل بعض الأجهزة المنزلية مثل مجفف الشعر أو الخلاط الكهربائي أو الغسالة، وكذلك الخروج من البيت والتجوال بالسيارة في ساعات المساء يكون من الطرق المناسبة التي تأتي بنتائج رائعة في تقليل مغص الرُّضَّع وتوقفهم عن البكاء؛ حيث يعودون إلى البيت ويخلدون إلى النوم فوراً.

قومي بتعريض الجزء السفلي من جسم رضيعك لتيار من الماء الدافئ من خلال حوض من الماء الصغير بحيث تمسكين به جيداً خوفاً من أن ينزلق، وسوف تلاحظين أن المولود سوف يتوقف عن البكاء لأن الماء الدافئ وارتفاع الحرارة قليلاً عن حرارة جسمه سوف يساعد كثيراً في تقليل الغازات وخروجها من فتحة الشرج، إضافة إلى تهدئة حركة الأمعاء المزعجة، ويمكن للأم أن تضع قنينة بها ماء دافئ فوق بطن الرضيع في حال كان من الصعب وضعه في الحوض بسبب برودة الجو مثلاً.

اهتمي بأن تقومي بتدليك بطن المولود بزيت الزيتون الدافئ كل ليلة، وذلك بأطراف أصابعك، وبحركة عكس عقارب الساعة. كما يفيد أن تقومي بتحريك ساقيه بحركة الدراجة لعدة دقائق؛ فسوف يهدأ الرضيع بهذه الحركة بسبب خروج الغازات، ويمكنك استخدام هذه الطريقة عدة مرات خلال فترات تغيير ملابسه.

قد يهمك أيضاً: علاج المغص عند الرضع في الشهور الأولى

* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.