خلال فترة الحرب المندلعة في السودان منذ أكثر من عام نصف، توالت جرائم الاغتصاب والعنف الجنسي بحق السودانيات، من دون حسيب أو رقيب بفعل الانفلات الأمني.
"عنف جنسي ممنهج" واليوم، حذّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر خلال زيارة إلى السودان من وباء عنف جنسي تتعرض له النساء في البلد الغارق في الحرب، منبّهاً من أن نطاق هذه الاعتداءات الجنسية "غير مقبول".
ففي أول زيارة له إلى بورتسودان، المدينة المطلة على البحر الأحمر، قال فليتشر "أشعر بالخجل لأننا لم نتمكن من حمايتكنّ، وأشعر بالخجل من أمثالي الرجال بسبب ما فعلوه".
جاء هذا بعدا التقى المسؤول الأممي قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، الاثنين، وناقشا الجهود المبذولة لزيادة توصيل المساعدات عبر الحدود وخطوط الصراع، ووسط تنديدات فرق الإغاثة بعقبات بيروقراطية.
كما شدد فليتشر خلال فعالية أقيمت في إحدى مدارس بورتسودان بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، على أن العالم يجب أن يفعل ما هو أفضل من أجل نساء السودان اللاتي يتعرضن لعنف جنسي منهجي.
أتى هذا التصريح بعدما أطلقت الأمم المتحدة أواخر الشهر الماضي، نداء أكدت فيه أنّ جرائم الاغتصاب في السودان أصبحت "معممة".
وأوضحت المنظمة الأممية أنّها أجرت تحقيقا أكّد أنّ معظم أعمال الاغتصاب ارتكبتها قوات الدعم السريع.
كما لفت رئيس البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن الوضع في السودان محمد شاندي عثمان في بيان، إلى أن البعثة صدمت بالنطاق المهول للعنف الجنسي الذي قامت بتوثيقه في السودان، مشيرا إلى أن وضع المدنييّن الأكثر حاجة، ولا سيما النساء والفتيات من جميع الأعمار، يبعث على القلق الشديد ويتطلّب معالجة عاجلة.
كما لم يسلم الأطفال من هذا العنف، في حين اختطفت نساء وفتيات لاستعبادهن جنسيا، وفقا لهذا التقرير.
وقال عثمان الذي يرأس هذه البعثة التي أُسِّست أواخر العام الماضي من جانب مجلس حقوق الإنسان لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في البلاد منذ بدء الصراع في نيسان/أبريل 2023، "لا يوجد مكان آمن في السودان الآن".
خطر مجاعة جماعية يشار إلى أنه ومنذ نيسان/أبريل 2023، انلعت حرب طاحنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
عمليات النزوح الواسعة من وسط السودان تفرض ظروفا قاسية على الأطفال والنساء وأودت الحرب بحياة عشرات الآلاف وشردت أكثر من 11 مليون شخص وتسبّبت بما تعتبره الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في الذاكرة الحديثة.
وفي السودان يواجه ما يقرب من 26 مليون شخص، أي حوالي نصف السكان، خطر مجاعة جماعية، في الوقت الذي يتبادل فيه طرفا الحرب الاتهامات باستخدام الجوع سلاحا في الحرب.
منذ 9 ساعات