من المهم أن تدرك الأم أن ما تواجهه من تحدٍ وعدم الامتثال، ومواصلة التصرف بسلوك غير مهذب من جانب الطفل، رغم التنبيه بعدم القيام به، هي مشاكل سلوك عادية للأطفال في معظم الحالات، وكذلك عدم اتباع الأبناء للسلوك الجيد في مرحلة ما، ولكن بقليل من الصبر وتطبيق بعض الإستراتيجيات يمكن تحقيق السلوك الجيد للطفل، وتوجيهه إلى اتخاذ الخيارات الصحيحة.
في هذا الشأن تتحدث الدكتورة سهير المرصفي أستاذة التربية وتعديل السلوك ؛ لتوضيح وشرح كيفية تحفيز الطفل على التصرف بشكل جيد. ما هي الأفكار التي ينبغي التعرف إليها؟ بداية يجب ألا تأخذ الأم سلوك الطفل المتحدي على محمل شخصي، مع أهمية تلبية احتياجاته الأساسية وضرورة منح المراهقين -على الأخص- أكبر قدر من القوة والحرية، مع اختيار نظام العقوبات الذي من شأنه تغيير السلوك السلبي، وتعليم الطفل مهارات التفاوض المحترمة.
إن عدم الامتثال وسلوك التحدي الذي يتبعه الطفل يمكن أن يكون جزءاً من نمو الطفل السليم؛ فعندما يختبر الأطفال الحدود الموضوعة لهم ويحاولون تجاوزها، فإنهم يحاولون أن يكونوا أكثر استقلالية، وكما أن الاستقلال للناشئ يعد أمراً صحياً، فإن نمط التحدي المستمر ليس كذلك.
لإدارة سلوك الأبناء عليك تجنب التوبيخ المستمر على السلوك السلبي، والبحث عن فرص للثناء على السلوك الجيد، والتركيز على الأفعال الجيدة والاهتمام بها، سواء كانوا يتبعون التعليمات أو يجلسون بهدوء ويشاهدون الشاشة، أو يؤدون واجباتهم المدرسية.. باختصارهم يقومون بما تودين رؤيته.
كلما امتدحت سلوكاً معيناً، زاد احتمال تكرار طفلك لهذا النوع من السلوك الجيد في المستقبل، ولكن أمام السلوك السلبي للطفل انتبهي لتعابير وجهك ونبرة صوتك وتجنبي استخدام كلمات سلبية مثل "لا"، "توقف"، ووجهيه لما يمكنه فعله، وما توجهين انتباه ابنك إليه هو ما ستحصلين عليه.
ولا تنسي أن سمات العلاقة بين الوالدين من حب وتفاهم واحترام تنعكس بالضرورة على أسلوب تربيتهما للأبناء، فإن كان الطابع السائد بالمنزل الهدوء والتعقل وفرض قواعد مرنة مع ضبط وحزم في نفس الوقت، ينشأ الطفل عارفاً بحقوقه ومرحباً بها وبأدائها، وملتزماً بواجباته..والعكس صحيح. تعليم الطفل التعبير عن مشاعره من السلوكيات الإيجابية
متى يحتاج الطفل لتعديل السلوك؟ مشكلة التواصل: يعاني الطفل من صعوبة التعبير عن احتياجاته ورغباته بالصورة الصحيحة.
صعوبة التحكم في العواطف: يعاني من صعوبة في التعامل مع مشاعر الغضب والحزن والإحباط بصورة صحية.
تشتت الانتباه والتركيز: قد يظهر الطفل صعوبة في الانتباه والتركيز أثناء الأنشطة المدرسية.
صعوبات التعلم: قد يحتاج الطفل لدعم إضافي؛ كتعزيز السلوك الإيجابي لمعرفة مشكلته، والتعرف إلى أنماط التعلم التي تناسبه.
ردود الفعل غير الملائمة: مثل البكاء المفرط أو نوبات الغضب والصراخ للفت الانتباه ربما، أو كنوع من اختبار عواطف الأم.
التدهور في أداء المهام: حيث يميل بعض الأطفال فجأة للانعزال، وتحدث لهم اضطرابات في النوم وصعوبة في الدراسة. متى يبدأ تعليم السلوك الجيد عند الأطفال؟ مرحلة الطفولة المبكرة للأطفال بين عمر سنتين و5 سنوات؛ إذ تعتبر أساس تشكيل شخصية الطفل، ما يساعده على اكتساب العديد من المهارات التي تساعده في حياته فيما بعد، كما تحفزه على التفاعل بصورة إيجابية مع الأطفال الآخرين. مرحلة الطفولة بالمدرسة الابتدائية: يبدأ الأطفال في هذه المرحلة تكوين المزيد من العلاقات الاجتماعية مع زملائهم والمعلمين، لذا من الضروري متابعتهم بأساليب تعديل السلوك، لمساعدتهم على بناء شخصيات قادرة على مواجهة التحديات الجديدة التي قد يتعرضون لها. مرحلة المراهقة: من أصعب المراحل التي يمكن التعامل معها؛ إذ يتعمد المراهقون التمرد وتجاهل القواعد والأساليب المستخدمة، لذا من الضروري التعامل بحزم وهدوء، وتشجيعهم على تأمل ذواتهم وأخذ مشاعرهم على محمل الجد، كما ينبغي أن تكون قدوة يحتذى بها. كيف يتم تحقيق السلوك الجيد للأطفال؟ تحديد ثم تغيير السلوكيات غير المقبولة: مع مراعاة المرحلة العمرية الخاصة بالطفل، وكيفية التركيز على هذه السلوكيات، ثم ترتيب الأساليب المتخذة للتعديل، والاتفاق مع أقرب الأشخاص المحيطين بالطفل من أجداد وأقارب ومعلمين وغيرهم للتركيز على توحيد ردود الفعل اللازمة. استمرارية متابعة الطفل: يعرف الأطفال أن سلوكهم إيجابي أو سلبي من ردود أفعال الأشخاص حولهم، والتأثير الذي ينتج عن ذلك، لذا عليك إظهار رد فعل مباشر نتيجة لسلوكيات طفلك؛ فإذا كان لا يشارك أحداث يومه مع والديه أو لا يتفاعل في الفصل الدراسي، عليك أنت أو المعلم أن تُظهرا الاهتمام والتشجيع ليفعل ذلك، بعدها سيتعلم الطفل تلقائياً أن هذا السلوك جيد ومرغوب به. تعديل السلوك وفقاً لشخصية الطفل: الفروق الفردية من أهم النقاط التي يجب مراعاتها أثناء تعديل السلوك المختلف؛ إذ إن جميع الأطفال لديهم شخصياتهم المستقلة وردود أفعال تتغير من طفل لآخر؛ فقد تجد أن طفلاً يتعامل جيداً مع التعزيز الإيجابي وآخر لا يؤثر به ذلك، لهذا فإن وضع شخصية الطفل في الحسبان أمر لازم لنجاح تعديل السلوك. التعاون المشترك بين ولي الأمر والمعلم: إذا كان أحد الطرفين سواء المعلم أو ولي الأمر يخطط لتطبيق إستراتيجية تعديل السلوك للطفل، يجب مناقشتها مع الطرف الآخر وإخباره بذلك حتى يلقى الطفل ردود أفعال متشابهة على سلوكياته؛فيهتم بجدية الموضوع. ضرورة التعزيز الإيجابي لسلوك الطفل: يمكنك استخدام هذه الطريقة لتعزيز السلوك الإيجابي للطفل وتشجيعه في المناسبات المختلفة، عبر المكافآت وتعبيرات الثناء المختلفة، فيمكنك اللعب معه عند الانتهاء من أداء الواجب، والإشادة بالطفل وتقدير الفعل نفسه.
جدول تعديل السلوك للأطفال:
ويتم ذلك بالالتزام بأهداف وعادات صغيرة ينبغي تحقيقها يومياً، مثل: تنظيف الأسنان بانتظام، وتنظيف الغرفة، ثم في نهاية كل يوم تمنحه مكافأة صغيرة، ما يساعد على تعزيز الشعور بالمسئولية والالتزام، وتحقيق التقدم. ضبط القواعد وتحديد التوقعات: التعزيز الإيجابي والتعزيز السلبي يساعدان كثيراً في تعديل السلوك، إذ يعرف الطفل ما ينبغي فعله وما العواقب التي ستحدث إن لم يفعله مما يؤدي إلى تطبيق الانضباط الإيجابي تلقائياً.
فعلى سبيل المثال يعرف الطفل مسبقاً أن عليه النوم الساعة العاشرة مساءً ليشاهد التلفاز لمدة ساعة في اليوم التالي، ويعرف أيضاً أنه إن لم ينم في هذا الموعد لن يُسمَح له بذلك أو أن رفضه للمذاكرة له عواقبه، وهكذا. تنمية التواصل الفعَّال: التواصل مع الطفل بفعالية من أساليب السلوك الجيدة، إذ من الضروري الاستماع للطفل لفهم الأسباب وراء سلوكه، والتحدث معه عن المشاعر، وكيفية التعامل معها وفقاً للمواقف المختلفة.
*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
منذ 11 ساعة