دونالد ترامب، فاز بكل شئ، فاز بالرئاسة، وفاز حزبة بالكونجرس، ومجلس النواب، واستطاع بسط سيطرته على كل المؤسسات، وقد بدأ بتشكيل فريقه الإداري للولاية الرئاسية الثانية، مع اختيار أسماء بارزة في مختلف المناصب الوزارية التي تعكس أجندته السياسية والاقتصادية.
هذه التعيينات تحمل آثاراً مباشرة على السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، ونستطيع استنباط القادم بالبحث حول خلفيات الأسماء التي اختارها وتأثيراتهم المحتملة.
استهلّ ترامب، اختياره لمايك هوكابي، ليكون سفيرا للولايات المتحدة لدى إسرائيل، وهو اسم معروف بدعمه القوي لإسرائيل، وإنكاره للوجود الفلسطيني في الضفة الغربية، حيث يشير إليها كـ"يهودا والسامرة"، لذلك فان تعيينه يعكس توجهاً أكثر تشدداً لدعم السياسات الإسرائيلية، مما قد يؤثر على فرص حل الدولتين، ويزيد من التوتر في المنطقة، وهو امر بالغ الخطورة سيجعل المنطقة علي صعيد ساخن.
ثم اختار تولسي غابارد، لتكون مديرة للاستخبارات الوطنية، وهي الشخصية التي كانت ديمقراطية في السابق ومعروفة بآرائها المناهضة للتدخل العسكري الأمريكي الواسع، لكن توليها هذا المنصب قد يدفع في اتجاه تركيز إدارة ترامب على مكافحة الإرهاب مع تقليل الالتزام بحروب الشرق الأوسط الطويلة.
ثم اختار كريستي نويم، لتكون وزيرة الأمن الداخلي، والتي ستتولى تنفيذ سياسات ترامب الصارمة على الهجرة، بما في ذلك زيادة عمليات الترحيل، وبناء مزيد من المرافق الحدودية، وهي السياسات التي قد تؤثر على الجاليات المهاجرة في الولايات المتحدة، بما في ذلك العرب والمسلمين.
الحقيبة الخارجية، أعلن ترامب انه سيختار لها، ماركو روبيو، المعروف بمواقفه الحازمة ضد الصين وإيران، والذي سيؤدي تعيينه إلى سياسات أكثر تشددًا تجاه الشرق الأوسط، وفي صالح اسرائيل مع تعزيز العلاقات مع الدول الحليفة، مثل مصر.
اللافت للنظر، انه اختار بيت هيجسيث، المعلق التلفزيوني، عضو الحزب المحافظ والمناهض للناتو والرافض للتدخلات العسكرية الأمريكية في النزاعات المسلحة، ليُشرف على تعزيز السياسة الدفاعية تحت شعار "السلام من خلال القوة"، مع تقليص التزامات أمريكا العسكرية طويلة الأمد وخاصة الناتو.
كما اعلن عن اسم كيلي لوفلر، مرشحة لرئاسة وزارة الزراعة، حيث ستركز على تقليل النفقات البيئية، ودعم سياسات الزراعة التقليدية، ما قد يعزز التبادل الزراعي بين مصر وأمريكا.
كما لفت النظر، اختيار الديمقراطي السابق، والمثير للجدل روبرت كينيدي جونيور، والذي يراه العديد من الديمقراطيين، غير متزن عقليا ونفسيا، والمعروف بآرائه السلبية حول اللقاحات، وخاصه لقاحات كورونا مما قد يؤثر على التعاون الدولي في مجالات الصحة العامة.
وجاء اسم ليندا مكماهون، لتتولى وزارة التعليم، وانتشرت لها فيديوهات قديمة مثيرة للجدل داخل وخارج حلبات المصارعة، إلا انها تنوي التركيز على تقليل البيروقراطية في التعليم، مما قد يغير سياسات التعاون التعليمي مع الشرق الأوسط.
شخصيًا، أرى انه من المتوقع أن يستمر ترامب في تعزيز العلاقات مع مصر بناءً على تاريخ العلاقات القوية مع الرئيس السيسي، خلال فترته الأولى، السياسة الجديدة قد تدعم التعاون في مكافحة الإرهاب وتعزيز العلاقات العسكرية، ولكنها قد تكون أقل اهتماماً بحقوق الإنسان مقارنة بإدارة بايدن، كما ان ترامب قد يدفع نحو اتفاقيات تطبيع إضافية بين الدول العربية وإسرائيل، مشابهة لاتفاقيات أبراهام التي وُقعت في ولايته الأولى، وهذا يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الديناميكيات السياسية في المنطقة وهذا ما ستكشف عنه الايام والأسابيع المقبلة.
منذ 4 ساعات