أعلنت وزارة الداخلية الإماراتية إلقاء القبض على ثلاثة أشخاص بتهمة قتل حاخام يهودي، كان قد عُثر على جثته صباح يوم الأحد في مدينة العين الإماراتية.
تسفي كوغان، إسرائيلي يحمل الجنسية المولدوفية، كان يبلغ من العمر 28 عاما، وكان أحد ممثلي حركة حباد اليهودية، قبل أن يختفى في دبي بعد منتصف يوم الخميس الماضي، لتبدأ مع اختفائه تحقيقات من جانب كل من الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) والسلطات الإماراتية.
وقد عُثر على جثة كوغان بعد العثور على سيارته على مسافة حوالي ساعةْ قيادة من منزله في دبي، حسبما صرح مصدر مطلع على التحقيقات.
ومن غير المعلوم ما إذا كان كوغان قد قُتل في مدينة العين القريبة من الحدود مع سلطنة عُمان، أم أنه قُتل في مكان آخر، بحسب ما صرّح برلماني إسرائيلي لوكالة رويترز للأنباء.
ولم تكشف السلطات الإماراتية حتى الآن عن ملابسات مقتل كوغان، ويُشتبه في أن يكون الحاخام اليهودي قد تعرض للاختطاف قبل القتل، وتحوم الشكوك حول ثلاثة أشخاص يحملون الجنسية الأوزبكية، ممن يُعتقد أنهم على صلة بإيران وقد هربوا إلى تركيا، بحسب تقارير إعلامية إسرائيلية.
وتقول حركة حباد، (إحدى أكبر الحركات اليهودية الأرثوذكسية) التي كان كوغان يعمل معها، إن كوغان شوهد آخر مرة في دبي، حيث كان يدير متجراً يبيع أطعمة الكوشر "الحلال بحسب الشريعة اليهودية".
وعلى موقعها الإلكتروني، أشادت حركة حباد بإسهامات كوغان في نشر تعاليم اليهودية في الدولة الخليجية، عبر التعريف بطعام الكوشر، فضلاً عن تدشين أول مركز تعليمي يهودي في المنطقة.
ويقدم فرع الحركة في الإمارات دعماً لآلاف اليهود الزائرين والمقيمين، كما يقدم خدمات خاصة بتنظيم حفلات دينية يهودية.
وتستقبل دبي سائحين ورجال أعمال إسرائيليين بأعداد جيدة منذ تطبيع العلاقات مع إسرائيل فيما عُرف باتفاقات أبراهام في 2020. وكان كوغان قد وصل إلى دولة الإمارات قبل ذلك التاريخ.
وكان كوغان متزوجا من امرأة تُدعى ريفكي منذ 2022، وهي مواطنة أمريكية تعيش معه في دولة الإمارات، كما أنها ابنة أخي الحاخام غافرييل هولتبزبرغ، الذي لقي مصرعه في هجمات مومباي في عام 2008.
ووصفت الحكومة الإسرائيلية مقتل كوغان بأنه "حادث إرهابي شنيع ومعادٍ للسامية"، وقال مكتب نتنياهو، إن إسرائيل "ستعمل بكل الوسائل طلباً للعدالة ومحاكمة القَتلة".
ولم تُحمّل إسرائيل مسؤولية مقتل كوغان لجهة بعينها، لكن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي قال يوم الأحد إنه يعتقد أن هناك تهديدا لا يزال ماثلاً للإسرائيليين واليهود في المنطقة.
وتنتاب إسرائيل مخاوف من قيام عملاء لإيران باختطاف أو قتل إسرائيليين يعيشون في الخارج. وفي أغسطس/آب الماضي، أصدرت إسرائيل تحذيرا نادرا من السفر إلى دول بينها وبين إيران حدود مشتركة.
وأثار مقتل كوغان مخاوف بين اليهود تتعلق بالأمان في دولة الإمارات، وعادت السلطات الإسرائيلية إلى إصدار توصياتها بعدم السفر إلى الدولة الخليجية ما لم تكن هناك ضرورة لذلك، كما أوصت رعاياها هناك بتوخي الحذر.
ويأتي ذلك بعد أيام قليلة من تعرّض إسرائيليين ويهود لهجمات في عواصم غربية كان أبرزها هجوم في العاصمة الهولندية أمستردام.
ورغم تحسّن أوضاع الجالية اليهودية والإسرائيلية الصغيرة في الإمارات بعد إبرام اتفاقات أبراهام؛ إذ أصبح لها مراكز دينية، بل ومؤسسات تجارية، إلا أن هذه الأوضاع سرعان ما عادت أدراجها إلى الوراء مع اشتعال حرب غزة في السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023.
لكن مسؤولين إماراتيين بارزين أكدوا، يوم الأحد، أن الإمارات بلد آمن، دون الالتفات بشكل صريح لحادثة مقتل كوغان.
وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، كتب أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي: " ستبقى الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار ومجتمع التسامح والتعايش ومنارة التطور والعزة والرفعة".
تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية المحتوى غير متاح
Twitter اطلع على المزيد في بي بي سي ليست مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية. جدير بالذكر أن بيانات الحكومة الإماراتية تشير إلى كوغان باعتباره مواطنا مولدوفيا، دون الإشارة إلى جنسيته الإسرائيلية.
وجاء في بيان القبض على الجُناة: "تمكنت السلطات الإماراتية في وقت قياسي من إلقاء القبض على الجناة في حادثة مقتل شخص مقيم في الدولة يدعى تسفي كوغان يحمل الجنسية المولدوفية بحسب الأوراق الثبوتية التي دخل بها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وعددهم ثلاثة أشخاص".
منذ 3 ساعات