في خطوة قد تُحدث ثورة في عالم السيارات، لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية تعتمد قواعد جديدة لتخصيص طيف تردد 5.9 جيجاهرتز للاتصالات بين المركبات وكل شيء، حسبما ذكر موقع techopedia الشهير.

في خطوة غير مسبوقة، اعتمدت لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية (FCC) قواعد جديدة تهدف إلى تعزيز أمان الطرق من خلال تخصيص 30 ميجاهرتز من طيف تردد 5.9 جيجاهرتز لصالح تكنولوجيا "الاتصال بين المركبات وكل شيء" أو ما يعرف بـ C-V2X. تتيح هذه التقنية للسيارات التواصل مباشرة مع بعضها البعض، ومع البنية التحتية للطرق، والمشاة، وراكبي الدراجات، مما يجعل التنقل على الطرق أكثر أمانًا وذكاءً.

ما هي تكنولوجيا C-V2X؟

تعمل تقنية C-V2X على تمكين السيارات من التواصل مع كل شيء حولها، سواء كانت سيارات أخرى، إشارات مرورية، طرق، أو حتى مشاة وراكبي دراجات، عبر شبكات الهواتف المحمولة. تخيل أن سيارتك ستتمكن قريبًا من تحذيرك من أخطار محتملة مثل السيارات المسرعة، أو الحفر في الطريق، أو حتى الازدحام المروري قبل أن تراه بعينيك! هذه التقنية تعد بتغيير جذري في تجربة القيادة.

مزايا القواعد الجديدة:

خصصت القواعد الجديدة 30 ميجاهرتز من طيف 5.9 جيجاهرتز للاستخدام الحصري في أنظمة النقل الذكية القائمة على C-V2X، ما سيوفر حلاً مبتكرًا للمشاكل اليومية على الطرق.

يمكن تقسيم هذا الطيف إلى قنوات مرنة بمقاسات مختلفة، ما يتيح مزيدًا من الخيارات التكنولوجية.

تم تحديد معايير فنية دقيقة لتنظيم قدرة الإرسال وتحديد أولويات الرسائل، ما يضمن سرعة وكفاءة التواصل بين السيارات والبنية التحتية.

الخطوة التي انتظرها قطاع السيارات:

في خطوة طال انتظارها، أصبح بإمكان شركات السيارات البدء في تطبيق تكنولوجيا C-V2X في سياراتها الجديدة. وسيتمكن السائقون قريبًا من الاستفادة من هذه التقنية المبتكرة، التي ستجعل سياراتهم قادرة على "التحدث" مع البيئة المحيطة، مما يقلل من الحوادث ويحسن سلامة الجميع على الطريق. كما تم تحديد جدول زمني للتخلص التدريجي من تكنولوجيا "الاتصالات قصيرة المدى المخصصة" (DSRC)، التي كانت تُستخدم في السابق لهذا الغرض.

تصريحات رئيسة FCC:

جيزيكا روزينورسل، رئيسة لجنة الاتصالات الفيدرالية، أكدت أن هذه الخطوة ستسهم في "تحفيز الابتكار في مجال الاتصالات اللاسلكية والنقل" مع ضمان "سلامة الجميع على الطرق". ورغم أن هذا القرار جاء بعد سنوات من النقاشات المكثفة، إلا أن الفوائد المترتبة عليه تتجاوز حدود الولايات المتحدة، فقد يساهم في تطوير شبكات النقل الذكية عالميًا.

هل ستصل هذه التكنولوجيا إلى مصر؟

صناعة السيارات في مصر قد تستفيد قريبًا من هذه التكنولوجيا المتقدمة، خصوصًا مع التطور المستمر في قطاع السيارات الذكية وبد تطبيق تكنولوجيا الاتصالات الـ5G. ومع خطط الحكومة المصرية لتطوير بنية النقل الذكي، قد نجد أنفسنا قريبًا على أبواب عصر جديد من الأمان على الطرق، حيث تتواصل السيارات مع بعضها البعض ومع الطرق بشكل يضمن تقليل الحوادث ويحسن تدفق حركة المرور.

نحو المستقبل الذكي

مع بدء تنفيذ هذه التكنولوجيا في السيارات، يبدو أن العالم يتجه نحو مستقبل تتواصل فيه المركبات مع بعضها البعض ومع البيئة المحيطة لتجنب الحوادث وتعزيز السلامة. والآن، مع القواعد الجديدة التي اعتمدتها FCC، فإن تطبيق هذه التقنية أصبح أقرب من أي وقت مضى.