يُعد التحدث مع النفس بصوت عالٍ من العادات التي يمارسها الكثيرون دون وعي كامل بأهميتها وفوائدها، قد تبدو غريبة للبعض، لكنها في الحقيقة تُعتبر أداة فعّالة لتحسين التركيز وتنظيم الأفكار، كما أثبتت دراسات علمية عديد، في هذا الصدد، نستعرض أبرز فوائد التحدث مع النفس وكيفية تأثيرها الإيجابي على الصحة النفسية والعقلية.

لماذا يتحدث الناس مع أنفسهم بصوت عالٍ؟ بحسب الدكتور توماس برينتهوبت، أستاذ علم النفس، فإن الأشخاص الذين يعيشون في عزلة اجتماعية أو يواجهون مواقف جديدة ومجهدة يميلون أكثر للتحدث مع أنفسهم. هذا السلوك يساعد على التعامل مع القلق أو المواقف الصعبة من خلال التعبير عن الأفكار بشكل مسموع، مما يساهم في تقليل الفوضى العقلية وزيادة التركيز، بحسب مجلة time.

يمارس الأطفال الصغار التحدث مع أنفسهم أثناء تعلمهم أدواراً اجتماعية، بينما يميل كبار السن إلى هذه العادة لعدة أسباب، مثل تحسين الذاكرة أو تخفيف القيود الاجتماعية، حيث يبدون أقل اهتماماً بآراء الآخرين.

فوائد التحدث مع النفس 1. تقليل التوتر والقلق التحدث مع النفس يُبطئ عملية التفكير ويساعد على تنظيمها. على سبيل المثال، عندما يواجه الشخص مشكلة، يمكن للتحدث مع النفس أن يحوّل الأفكار المبعثرة إلى جمل واضحة، مما يقلل من مستويات التوتر.

2. تحفيز الذات يستخدم البعض التحدث مع النفس كأداة لتحفيز الذات، سواءً عند ممارسة الرياضة أو عند بداية اليوم. عبارات مثل: "يمكنك فعل ذلك" تعمل على رفع الروح المعنوية وتعزيز الثقة بالنفس.

3. تحسين الأداء وحل المشكلات أظهرت الأبحاث أن التحدث مع النفس يساعد على تحسين الأداء في المهام اليومية. على سبيل المثال، الأشخاص الذين يبحثون عن شيء مفقود ويكررون اسمه بصوت عالٍ يجدونه بشكل أسرع.

4. تنظيم الأفكار وزيادة التركيز عندما نتحدث مع أنفسنا بصوت عالٍ، يصبح من السهل تنظيم الخطوات اللازمة لإتمام مهمة معينة، مثل إعداد قائمة مهام يومية أو التخطيط لحدث مهم.

5. التعبير عن المشاعر يُعتبر التحدث مع النفس وسيلة فعّالة لتفريغ المشاعر السلبية مثل الغضب أو الإحباط، مما يساعد على استعادة الهدوء بشكل أسرع.

اقرأ أيضا|

استخدامات التحدث مع النفس في العلاج النفسي يشير خبراء الصحة النفسية إلى أهمية التحدث مع النفس في تعزيز الوعي الذاتي وزيادة التحكم في العواطف، يُستخدم هذا الأسلوب في علاجات مثل العلاج السلوكي الجدلي (DBT) لتشجيع المرضى على استخدام عبارات تحفيزية مثل: "أنا بخير، هذا الشعور سيزول."

كما تُعتبر هذه العادة مفيدة للأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة أو القلق المزمن، إذ تُساعدهم على الشعور بالاستقرار العاطفي والانخراط في اللحظة الحالية.

التحدث مع النفس ليس مجرد عادة غريبة، بل هو أداة قوية لتحسين جودة الحياة. من خلال تنظيم الأفكار، تقليل التوتر، وتحفيز الذات، يمكن لهذه العادة أن تكون حليفاً قوياً في مواجهة تحديات الحياة اليومية. لذلك، دعونا نعيد النظر في تصوراتنا حول التحدث مع النفس ونستغل هذه العادة لتحسين صحتنا النفسية والعقلية.