"الشعب الطيب بطبعه"، جملة دائمًا ما يرددها العالم عن أهل مصر، وهناك نماذج كثيرة تثبت هذه المقولة نصادفها في حياتنا اليومية، ونموذجنا اليوم عن سائق سيرفيس "سيارة أجرة" بدأ بنفسه ودشن مبادرة للركوب مجانًا للطالبات البنات والغير قادرين وكبار السن، بمحافظة البحيرة.
"اركب وأجرتك عليا.. كلنا بنساعد بعض"، هكذا يستقبل عم أحمد حمودة، صاحب سرفيس ومبادرة الركوب مجانًا للغير قادرين زبائنه بوجه مبتسم وهو يعمل ويتنقل بشوارع مدينة دمنهور، وعلى الرغم من أنه وضع ملصقات على سيارته لمبادرته، إلا أن الركاب الغير قادرين والطالبات لم يصدقوا ويبادروا بدفع الأجرة، ليتفاجئوا برد فعل عم أحمد بإعادة الأجرة، قائلًا لهم: "أنتم زي بناتي وأهلي وكله لوجه الله".
التقت عدسة "مبتدا" مع أحمد حموده، صاحب مبادرة الركوب مجانًا للطالبات والغير القادرين وكبار السن، ليتحدث عنها، قائلًا: "في البداية، أنا مهندس زراعي على المعاش، وقمت منذ سنوات بشراء سيارة سرفيس للعمل عليها بدمنهور، ومن وقتها وأنا مُتخذ قرارًا بتخصيص جزء منها لعمل الخير، وهذا لم ينقص من رزقي، بل أكرمني الله وزاد دخلي ورزقي واشتريت سيارة أخرى".
وتابع: "أنا مشجع زملكاوي من الدرجة الأولى وبدأ موضوع الخير معي بأول مبادرة وكانت الركوب مجانًا لكل الزملكاوية، وبعد ارتفاع أسعار تعريفة الركوب والوضع الحالي لا بُد أن نقف وندعم بلدنا الحبيبة وأهالينا الغير القادرين، فقمت منذ ما يقرب من شهرين بعمل مبادرة الركوب مجانًا للطالبات البنات والغير القادرين وكبار السن".
وأضاف: "يركب معي زبائن كثيرة ويقوموا بدفع أجرة مضاعفة، ومنهم من يتبرع بمبالغ لدعم المباردة، ولكنني أرفض، لأنني الحمد لله دخلي معقول ويزيد رزقي بعمل الخير، كما أن السيارة ملكي، ولذلك أفضل أن أتكفل أنا بمبادرتي، وأدعو أصحاب السيارات الأجرة بتنفيذ المبادرة لمساعدة الغير قادرين".
منذ 8 ساعات