تحل اليوم الذكرى الـ111 على ميلاد المخرج فطين عبدالوهاب، الاسم الذي ارتبط في أذهاننا بالضحك والبهجة، والذي ترك بصمة لا تمحى في تاريخ السينما المصرية والعربية.
كان فطين عبد الوهاب عبقريا في تحويل المواقف اليومية العادية إلى مشاهد كوميدية تسحرنا، لم يقتصر الأمر على الاعتماد على نجوم الكوميديا التقليديين، بل تجاوز ذلك ليقدم لنا مزيجا فريدا من المواهب، حيث جعل نجوم المأساة والرومانسية يضحكوننا ويبهجونا، من منا ينسى يوسف وهبي وعمر الشريف في "إشاعة حب"، أو فاتن حمامة وكمال الشناوي في "الأستاذة فاطمة"؟ هؤلاء النجوم الكبار، بفضل رؤية فطين المبدعة، قدموا لنا أداء كوميديا لا ينسى.
لم يكتف فطين عبدالوهاب بإخراج نجوم كبار، بل كان أيضا صانع نجوم جدد، فقد قدم لنا العديد من الأفلام التي أصبحت علامات فارقة في تاريخ السينما، مثل "ابن حميدو"، "إشاعة حب"، "الآنسة حنفي"، "العتبة الخضراء"، "أرض النفاق"، وغيرها الكثير.
كما كان شريكا أساسيا في نجاح سلسلة أفلام إسماعيل ياسين، حيث قدم معه مجموعة من الأعمال الخالدة التي لا تزال تعرض حتى اليوم.
لم يكن فطين عبدالوهاب مخرجا موهوبا فقط، بل كان أيضا رساما ماهرا، كان يعشق الرسم، وكان ينشر لوحاته في الصحف والمجلات، وكانت تحظى بإعجاب الجمهور، وقد كانت أول لوحة رسمها لشقيقه الفنان سراج منير.
كان فطين عبدالوهاب يمتلك شجاعة كبيرة في تجربة أفكار جديدة ومبتكرة. فمثلا، عندما أراد تقديم فيلم "إشاعة حب"، كان من المقرر أن يقوم إسماعيل ياسين بدور البطولة، ولكن لظروف خاصة اعتذر إسماعيل ياسين، فقرر فطين عبدالوهاب أن يتحدى الجميع ويختار يوسف وهبي وعمر الشريف لبطولة الفيلم، وهما نجمين لم يشتهرا بالكوميديا من قبل، ونجح فطين في هذا التحدي، حيث قدم لنا فيلما كوميديا رائعا غير من وجهة نظر الجمهور عن هؤلاء النجوم.
كانت علاقة فطين عبدالوهاب بشادية علاقة فنية مميزة، حيث قدما معا مجموعة من الأفلام الخفيفة واللطيفة التي حازت على إعجاب الجمهور، كما كانت علاقته بإسماعيل ياسين علاقة صداقة قوية، حيث رافقه في حياته وموته، وتوفي قبله بـ12 يوما.
منذ 6 ساعات