منذ 5 ساعات
دراسة تكشف اتساع فجوة رعاية مرضى السرطان بين الدول الفقيرة والغنية

استعرضت دراسة حديثة منشورة في دورية "كانسر"، التابعة لجمعية السرطان الأميركية، التفاوتات الكبيرة في عدد حالات الوفيات بسبب السرطان، والقدرة على تحمُّل تكاليف العلاج، بالإضافة إلى مدى توفُّر الأدوية الخاصة بهذا المرض في مختلف دول العالم.

وأشارت الدراسة إلى أن هناك فجوات ضخمة بين الدول مرتفعة الدخل وغيرها من منخفضة الدخل، ما يعكس تحديات جوهرية في الوصول إلى العلاجات الضرورية.

ولفتت الدراسة إلى أن حالات الإصابة بالسرطان ستشهد زيادة ملحوظة خلال العقود المقبلة، إذ يُتوقع أن يصل عدد حالات الإصابة الجديدة إلى نحو 28.4 مليون حالة في عام 2040، وأن الدول منخفضة الدخل ستكون الأكثر تأثراً بهذه الزيادة، في حين ستستقر معدلات الوفيات بسبب السرطان في الدول المتقدمة.

وأوضحت الدراسة أن هناك عوامل متعددة تسهم في ارتفاع معدلات الإصابة والوفيات في الدول منخفضة الدخل مقارنة بالدول المتقدمة، ومن بينها عدم المساواة في الوصول إلى العلاج، إذ يواجه المرضى في الدول منخفضة الدخل صعوبة أكبر في الوصول إلى الأدوية الحديثة مثل العلاج المناعي، الذي قد يكلف آلاف الدولارات سنوياً مقارنة بالعلاجات الكيميائية التقليدية.

وفيات مرض السرطان

وأظهرت إحصائية أنه في الوقت الراهن، يموت 5 ملايين شخص من بين 7 ملايين مصاب بالسرطان في العالم سنوياً، في الدول منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل بسبب السرطان، وهو ما يشكل نحو 10% من إجمالي 50 مليون حالة وفاة في هذه الدول.

ورغم هذا، فإن مرض السرطان لا يُعترف به كأولوية صحية في معظم هذه الدول، حيث إنه في الأماكن التي يموت فيها الأطفال بسبب الملاريا والأمراض المعدية الأخرى، ويعانون من تداعيات سوء التغذية، كما تموت نساء في أثناء الولادة، ويموت شباب بسبب الإيدز، لا يحظى مرضى السرطان، بالاهتمام الكافي.

ويؤدي غياب برامج الفحص المبكر إلى تأخر تشخيص المرض في المراحل المبكرة، مما يزيد من صعوبة العلاج ويقلل من فرص الشفاء، كما أن استمرار عوامل الخطر المسرطنة، مثل التدخين، وتلوث الهواء، والتعرض للمواد الكيميائية الضارة، لا تزال منتشرة في بعض الدول النامية.

وبحسب الدراسة، تعاني العديد من الدول منخفضة الدخل من نقص في المنشآت الطبية المتقدمة والأطباء المتخصصين، مما يجعل علاج السرطان أكثر صعوبة.

كما أن الدول منخفضة الدخل تخصص نسبة أقل من ناتجها المحلي الإجمالي لرعاية مرضى السرطان مقارنة بالدول الغنية، ورغم ذلك تُضطر أحياناً لدفع أسعار أعلى لنفس الأدوية الأساسية، ما يساهم في تعميق الفجوات الصحية بين الدول الغنية والفقيرة.

جدير بالذكر أن الأبحاث المتعلقة بالسرطان والعلاجات المثلى تعتمد غالباً على دراسات أُجريت في الدول مرتفعة الدخل، والتي قد لا تعكس بالضرورة الاحتياجات والتحديات الصحية في الدول منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل.

وأوضحت الدراسة أن هذا التفاوت في الأبحاث يؤدي إلى نقص في المعرفة الدقيقة بشأن كيفية تأثير السرطان في المناطق الفقيرة، وبالتالي يؤثر سلباً على فاعلية العلاجات المقدمة في هذه المناطق.

حلول لسد فجوات رعاية مرضى السرطان

وطرح الباحثون مجموعة من الحلول التي قد تساعد في تقليص الفجوات المتزايدة في رعاية مرضى السرطان حول العالم، ومن ضمنها استخدام الأدوية الجنيسة "المكافِئة" والجزيئات الحيوية كبديل فاعل لتقليل تكاليف العلاج، مع الحفاظ على جودة العلاج، وأيضاً تطبيق نظام التأمين الصحي الشامل الذي يمكن أن يساهم في تحسين الوصول إلى العلاجات، خاصة في الدول منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل.

وشددت الدراسة على ضرورة أن تحصل الدول الفقيرة على دعم مالي من المؤسسات الدولية والهيئات الصحية العالمية للمساعدة في توفير الأدوية الحديثة بأسعار مناسبة، بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية الطبية في الدول النامية.

وألمحت الدراسة إلى أن التعاون الدولي يلعب دوراً حاسماً في معالجة التحديات المرتبطة بمكافحة السرطان على مستوى العالم، وخاصة في مجال دعم البحوث العلمية التي تركز على السرطان في الدول النامية، بالإضافة إلى تعزيز تبادل الخبرات والتقنيات الطبية المتقدمة بين الدول.


المزيد من الشرق للأخبار

منذ 6 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 8 ساعات