اتجهت أنظار القوى الدولية مؤخرا إلى دول قارة أفريقيا، وباتت مسرحا مفتوحا للتنافس بين مشاريع للمحتل التقليدي الغربي القديم، وزيادة تركيز أمريكا على تلك المنطقة التي باتت ساحة جديدة لنفوذ روسيا والصين.
صراع مشاريع دولية فى السودان وأفريقيا ودفعت المتغيرات السياسية التي شهدتها دول أفريقية عدة، للتنافس الدولي الكبير على بسط النفوذ في القارة والسيطرة على مواردها، وتأثيرها على باقى الشرق الأوسط وأوروبا غالبية الدول في الإقليم.
وبالطبع ليست فرنسا بريطانيا وإيطاليا تركيا والولايات المتحدة الأمريكية أولى الدول التي لا يخفى على أحد سعيها لتوسيع مناطق نفوذها في أفريقيا، ولكن مع تمدد النفوذ الصيني بالإضافة لسعي دول أخرى مثل ألمانيا وروسيا لمد نفوذها بالقارة السمراء، المعادلة الجديدة دفعت عواصم غربية فاعلة على رأسها روما وباريس وحتى أنقرة إلى تغيير خططها وإنشاء تحالفات جديدة اعتمادًا على مبدأ المصالح المتبادلة.
السودان والقرن الأفريقي ساحة تنافس بين فرنسا وأمريكا هذه المعادلة، جعلت من السودان والقرن الأفريقي، نقطة التقاء مهمة للمصالح الفرنسية الإسرائيلية وحتى عربيا ظهرت الإمارات كلاعب فاعل فى تلك المعادلة وتلاحقها المنظمات الدولية حاليا بسيل من التقارير حول دورها في الصراع الدائر بين الجيش ومليشيا الدعم السريع فى الخرطوم، ومنذ أيام زعمت منظمة العفو الدولية تورط الإمارات فى نقل معدات مدرعات فرنسية لصالح قوات الدعم السريع في انتهاك لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على منطقة دارفور.
وذكرت صحيفة "لو موند" الفرنسية أنه "تمّ تجهيز ناقلات الجند المدرعة التي بنتها وقدمتها الإمارات، والتي رصدتها منظمة "العفو الدولية" في السودان، بأنظمة دفاعية من إنتاج شركة "جاليكس" الفرنسية.
وقالت الأمينة العامة للمنظمة الدولية، أجنيس كالامار، في بيان إن "أبحاثنا تظهر أن الأسلحة المصممة والمصنعة في فرنسا تستخدم بشكل نشط في ساحة المعركة في السودان".
وأضافت أن نظام "جاليكس" فرنسي الصنع تم رصده مثبتًا على ناقلات جنود مدرعة قدمتها الإمارات لمليشيات "الدعم السريع"، كما قدمت صورًا لمركبات مدمرة مزودة بالنظام نفسه.
وأشارت كالامار إلى "أن أي استخدام لـ" لنظام جاليكس" في دارفور سيكون انتهاكًا واضحًا لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة"، داعية باريس إلى "التوقّف فورًا عن توريد هذا النظام إلى الإمارات" من قبل الشركات المصنعة.
ميليشيا الدعم السريع تنفي تلقيها أسلحة فرنسية من جانبها نفت الدعم السريع، وجاء النفي على لسان أعضاء من قوات الدعم السريع، تحدثوا إلى الصحفيين في نيروبي بكينيا
وقال رئيس وفد الدعم السريع، عمر حمدان أحمد، لا نحصل على أي مساعدة من أي دولة على الإطلاق"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "فرانس برس".
و انخرطت فرنسا مؤخرا فى الصراع الدائر بالسودان، بعد فقدان نفوذها في دول مثل مالي وغينيا وبوركينا فاسو والنيجر وأخيرا الغابون، إلى جانب تنامي نفوذ دول أخرى، وتسعى حاليا لاستعادة نفوذها المفقود عبر بوابة السودان، فتلك البلد الذي يعاني الويلات يراه أصحاب المشاريع غنيمة كافية لتعويض الخسائر، فهو بلد غني بالثروات ويمتلك موقع جغرافي مهم. كما أن حصولها على موطئ قدم في السودان سوف يساعدها على وضع حد للنفوذ الأمريكي والروسي وحتى الصيني المتنامي في القارة السمراء.
لقاء مغلق بين ماكرون وحمدوك يثير الشكوك حول موقف فرنسا استضافة باريس منتصف أبريل مؤتمرا حول الأزمة السودانية، وعقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء السوداني الأسبق، عبد الله حمدوك رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية "تقدم".
ونقلت صحف سودانية محلية تقارير على لسان مصادر سياسية مطلع، أن حمدوك حصل على وعود فرنسية لتمكينه من العودة إلى السلطة، وأعرب حينها سفير الخرطوم لدى باريس خالد فرح عن دهشته واستنكاره لغياب حكومة بلادهم الشرعية عن مؤتمر باريس، فى الوقت الذي تم دعوة «تقدم» وعقد رئيس الدولة جلسة مغلقة مع حمدوك رغم عدم امتلاكه منصبا سياسيا يؤهله لمثل هذه اللقاءات.
وأعرب عسكريون بالجيش السودانى، عن إدانتهم للقاء ماكرون وحمدوك، وذكروا بطلب فرنسى قديم متعلق بإقامة قاعدة عسكرية فرنسية فى البلاد.
وعززت تصريحات السفيرة الفرنسية لدى السودان رجاء ربيع، عن الدعم الفرنسي الكبير والقوي للجهود التي يبذلها عبد الله حمدوك، وترحيبها بمؤتمر "تقدم"، المخاوف من مساع فرنسا لتمكينه سياسيا مقابل وعود مستقبلية أبرز تمرير الموافقة على إقامة مثل هذه القاعدة.
أيضا تحدثت تقارير عن دور فرنسا فى تبنى تحالف سري بين حمدوك وحميدتى قائد مليشيا الدعم السريع، بهدف خلق ذراع سياسي مدعوما بتشكيل عسكري لمواجهة الجيش.
كما ساهمت مزاعم العفو الدولية حول نقل أسلحة فرنسية بمعاونة الإمارات لقوات "الدعم السريع"، فى إثارة الشكوك حول القواعد العسكرية الفرنسية الموجودة فى تشاد فى تسهيل استقبال ونقل هذه الأسلحة.
تجاهل دعوة السلطة السودانية الشرعية أو ممثلين عن الجيش فى مؤتمر أبريل بباريس حول الأزمة السودانية وحفاوة الترحيب بحمدوك، وضعت ماكرون كعدو للدولة السودانية، وتوجيه اتهام لفرنسا باستغلال نفوذها الدولى لحماية حميدتي وعرقلة توجيه اتهامات دولية رسمية ضده فى الوقت الحالي.
إسرائيل تنقل أجهزة تجسس لصالح حميدتي بطبيعة الحال دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ أيام الرئيس السابق عمر البشير، لم يغب السودان عن بوصلة أهدافها فى القارة، وكشفت غزة أهمية السودان لدى تل أبيب فى سياق خطتها لتطويق الإقليم، ووقع منذ وقت طويل اختيارها على حميدتي، ليكون ممثله هناك.
ويعد زعيم مليشيا الدعم السريع، من وجهة النظر الإسرائيلي خيار مضمون عن الدخول فى علاقات مع الجيش السوداني خشية وجود نفوذ للإسلاميين داخله، خاصة أن الاحتلال يعول فى عدوانه الجاري على الدول العربية على ذريعة مهاجمة أذرع المقاومة أو الداعمون لحماس فى غزة.
وحسب الهوى العبري أن دعم قائد الدعم السريع عسكريًا وسياسيًا لتمكينه من حكم الدولة، لن يخلصها فقط من الجيش السوداني واحتمال مناهضتها للعدو المحتل مستقبلا أسوة بالجيوش العربية التي تناصب الكيان العداء وتعتبره عدو محتمل الحرب معه قادمه لا محالة.
فرجل من صناعتها فى الحكم كافى لدفع السودانيين إلى التطبيع على المستوى السياسي والشعبي، كما يفتح لها منفذ إلى البحر الأحمر الذي أدركت خطورته فى ظل الدعم القوى من جماعة الحوثي للمقاومة فى غزة واستغلال الشريان الحيوي فى معاقبة الاحتلال، إضافة إلى هدفها الدائم فى محاصرة مصر من كافة حدودها لقناعة إسرائيل بأن القاهرة رغم اتفاقية السلام تظل المهدد الوحيد لها بعد تفكيك كافة الجيوش العربية وهرولة العواصم الأخرى على التطبيع.
نقل برامج تجسس إسرائيلية إلى حميدتي دعم حكومة نتنياهو للمشروع حميدتي، لم يقف عند حد الحدود والتسريبات، بل كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية مؤخرا، أن قائد مليشيا الدعم السريع حصل على أجهزة تجسس متطورة، نقلتها إلى الخرطوم طائرة مرتبطة ببرنامج التجسس الإسرائيلي، تجلب تكنولوجيا المراقبة من الاتحاد الأوروبي. وبحسب الصحيفة فقد تم نقل الشحنة على وجه السرعة إلى منطقة "جبل مرة" بدارفور التي تقع تحت سيطرة "الدعم السريع" بالكامل.
أول تعليق رسمي من الإمارات بشأن دعم أطراف الأزمة السودانية بالسلاح وفيما يتعلق بالدور الإماراتي زاد مؤخرا أيضا منسوب التصريحات الصادرة عن الحكومة السودانية وجنرالات الجيش التى تحمل اتهامات صريحة بدون تلميح إلى الإمارات حول مزاعم تورطها فى مساندة الدعم السريع، ويرى الساسة فى الخرطوم، إن أبو ظبى تقوم بهذا الدور لفوائد اقتصادية أبرزها السيطرة على قطاع الذهب والتعدين والتواجد على البحر الأحمر، والمثير للقلق سواء صدقت تلك الاتهامات أم لا، أنه بات فى عمق مصر مشاريع غربية وإقليمية وعربية تتصارع على الفوز بكعكة السودان ما يسترعي انتباه الدولة المصرية ودول الجوار الأخرى لخطورة تلك التحركات.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم أسعار الدولار أسعار اليورو أسعار العملات أخبار الرياضة أخبار مصر، أخبار اقتصاد أخبار المحافظات أخبار السياسة، أخبار الحوداث ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي الدوري الإيطالي الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا دوري أبطال أفريقيا دوري أبطال آسيا والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
منذ 4 ساعات