يبدو أن تشبيه الشيء الذى تزداد قيمته ويرتفع سعره كلما مرت عليه الأيام، سيتحول من الدجاجة التى تبيض ذهباً إلى الموزة التى تبيض ذهباً!.
فمن كان يصدق أن دعابة من فنان ساخر تتحول إلى مصدر هام من مصادر دخل كل من يقتنيها؟!.البداية كانت عام ٢٠١٩ من فنان الرسم التصويرى الإيطالى الساخر «مورتسيو كاتيلان « الذى أراد أن يسخر من الطريقة التى يتبعها بعض الفنانين فما كان منه إلا أن جاء بموزة طازجة وشريط لاصق وقام بتثبيت الموزة على حائط معرض محلى ،وأطلق عليها امعانا فى السخرية لوحة «الكوميديان» .ففوجئ بأحد معجبى الرسم التصويرى يشتريها بمبلغ خيالى فى ذلك الوقت بلغ ١٢٠ ألف دولار.وكان هذا السعر حديث عالم الفن وقتها،ثم احتفظ المشترى الجديد بالموزة والشريط اللاصق وكان يقوم بتغيير الموزة كل ثلاثة أيام وهى الحد الأقصى لبقاء الموزة طازجة ،ثم عرضها عام ٢٠٢٢ خلال معرض آرت بازل بميامى بولاية فلوريدا والذى يحرص على حضوره سنويا أثرياء من كل أنحاء العالم لكنه لم يحصل على السعر الذى كان يحلم به.. لذا قرر عرضها غداً الأربعاء فى نيويورك حيث تجه أنظار محبى وعشاق الفن التصويرى صوب صالة عرض دار «سوثبيز» وهى أشهر صالة مزادات فى العالم حيث يتم عرض الموزة المثبتة على الحائط بشريط لاصق ويتوقع أن يتم بدء المزاد بمليون ونصف مليون دولار وفقاً لتصريحات «ليشيوس إليوت» مدير المزاد الذى قال أن الفن التصويرى لم يكن سابقاً يحظى بانتشار واسع مثلما هو الآن وقال رداً على حملات السخرية أنه يتوقع أن تباع الموزة بشريطها اللاصق بمبلغ يفوق المليون ونصف مليون دولار بكثير!!.. الطريف أن تلميذاً من كوريا الجنوبية يدعى نوح وينسون كان يتجول فى معرض فلوريدا العام الماضى مع مجموعة من زملاءه فى المدرسة عندما لفت نظره الموزه التى على الحائط وبمنتهى البراءة نزع الشريط اللاصق والتهمها وأعاد لصق القشرة على الحائط بنفس الشريط وعندما اكتشفت دار العرض التهام الموزة من خلال الكاميرات قامت بوضع موزة جديدة.. تصريحات مدير المزاد أثارت موجة سخرية عارمة على وسائل التواصل الاجتماعى حيث انتقد كثير من الفنانين عمل الموزة والشريط اللاصق والذى كان صاحبها يستهدف السخرية فإذا بها تتداول بمبالغ بالملايين دون أن يعرف أحد المعايير التى يتم من خلالها تقييم عمل فنى والحُكم عليه بأنه يستحق الملايين، ويبدو أن آراء متذوقى الفن لا قيمة لها طالما كان هناك من يدفع ملايين فى لوحات خزعبلية.. يذكر أن الرسومات الفنية القيمة والمشهورة عالميا، وخاصة الأعمال المؤرخة ما قبل 1800، مملوكة عادة للمتاحف والتى نادرا ما تقوم ببيعها وتعتبر لوحة الموناليزا الأغلى بأعلى قيمة تأمين للوحة فنية فى العالم،حيث تم تأمينها بمبلغ ١٠٠ مليون دولار فى ١٤ ديسمبر ١٩٦٢.
منذ 6 ساعات