كشفت وسائل إعلام عبرية أن وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد جدعون ساعر حذر في وقت سابق بشدة من التهاون في العلاقات الخارجية مع الدول العربية وعلى رأسها مصر والأردن. وقال موقع "Hakolhayehudi" الإخباري الإسرائيلي والذي يصدر عن تيار اليمين المتشدد في إسرائيل، الوزير جدعون ساعر، كان قد شارك منذ أسبوعين حينما كان آنذاك وزيرا بلا حقيبة والآن بات وزيرا للخارجية، في مؤتمر "الشرق الأوسط الصحيح" الذي ضم عضو الكنيست أوهاد طال والسفير السابق ديفيد فريدمان، وفي المؤتمر تحدث ساعر عن خطورة الاعتماد الكامل على الأردن ومصر، وضرورة الاستعداد لأي شيء. وقال ساعر: "في العلاقات الدولية بشكل عام، وفي الشرق الأوسط بشكل خاص، يجب أن ننأى بأنفسنا عن فكرة أن الواقع كما نعرفه الآن، سيبقى إلى الأبد، فتركيا حتى عهد أردوغان كانت دولة صديقة لإسرائيل، وكذلك إيران حتى الثورة الإسلامية كانت دولة صديقة لتل أبيب ومصر والأردن دولتان حاربتا ضد إسرائيل في محاولة متكررة لتدميرها، اليوم لدينا اتفاقيات سلام معهما". وأضاف: "ماذا سيحدث في المستقبل في كل من هذه البلدان؟.. بالطبع لا ينصح بالتنبؤ فيما سوف يحدث من جانبهم في المستقبل"، مستطردا: "في الخطاب الشائع في استوديوهاتنا التلفزيونية، الحديث الشائع هو أن التحالف مع الدول العربية السنية المعتدلة سيضمن أمن إسرائيل ضد المحور الإيراني ومع ذلك، عندما تعمل إسرائيل ضد إيران والشركات التابعة لها، فإنها تتلقى مجموعة من الإدانات من هذه الدول على أقل تقدير، وأحيانا أيضا لإجراءات أكثر جذرية". وأضاف: "لا تخطئوا الفهم، أنا أؤيد تنمية العلاقات مع الدول العربية التي وقعت اتفاقيات معنا، وأعتقد أيضا أنه ينبغي علينا أن نسعى جاهدين لتوقيع اتفاقيات مع الدول الأخرى وفي المقام الأول مع المملكة العربية السعودية، وفي الوقت نفسه، أود ونود أن نؤكد أن مجموعة توقعاتنا من العلاقات معهم يجب أن تكون واقعية ومرتكزة على أرض الواقع، ولنتذكر أن الرئيس التركي أردوغان قال مؤخرا إن بلاده قطعت جميع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بعد الحرب في غزة ولبنان". وقال الوزير الإسرائيلي: "الوضع على الحدود المصرية هادئ نسبيا، لكن مصر تعمل منذ فترة طويلة على بناء البنية التحتية العسكرية التي ستسمح لها بمهاجمة إسرائيل في أي وقت، وقبل دخول الجيش الإسرائيلي إلى رفح، كان السيناريو الذي كانوا يستعدون له في مستوطنات المجلس الإقليمي أشكول، وخاصة في المستوطنات القريبة من الحدود المصرية مثل كرم أبو سالم وشلوميت وبني نيتزر، هو غزو قوات حماس من رفح، من خلال غزو موازٍ من قبل قوات حماس أو داعش من رفح المصرية"، على حد زعمه. وأضاف: "في المستوطنات التي تقع بالمنطقة الحدودية مع مصر قام الجيش الإسرائيلي بتخفيض الوحدات الاحتياطية قبل الحرب، واليوم هناك وحدات احتياطية موسعة بأسلحة ومعدات جديدة، بالإضافة إلى جنود من لواء فران، لكن من الواضح للجميع أن هذه القوات لا يمكنها الوقوف أمام الجيش المصري إذا حاول الهجوم". وأشار ساعر خلال المؤتمر إلى أن ما يحدث على الحدود المصرية من تهريب أسلحة غير مشروعة باستخدام الطائرات بدون طيار، هي ظاهرة آخذة في التزايد. وأعلن الجيش الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة عن ضبط عبوتين ناسفتين تم نقلهما باستخدام طائرات مسيرة عملاقة، كما عثر في أولى الشحنات على 4 بنادق ومسدس، وفي الثانية 8 مسدسات مع خرطوش، وقال ساعر: "كم من هذه الشحنات تعبر إلى إسرائيل يوميا على الحدود الشرقية والحدود المصرية؟.. لا أحد يعرف". وفي سياق أخر قال ساعر:"بينما لدينا اتفاقية سلام مع الأردن، فمن المهم أن نتذكر أن الحدود الشرقية لدولة إسرائيل ليست هادئة ولا محمية، فالمسلحون والمهاجرون غير الشرعيين يتسللون دون انقطاع". وأضاف : "في السنوات الأخيرة، أصبحت الحدود الأردنية طريقا سريعا لتهريب العسكريين الإيرانيين، بعضهم متقدمون، ومسلحون ومتسللون عبر حدود طويلة للغاية تم اختراقها جزئياً بالكامل وتأمينها جزئياً بالمراقبة والدوريات".
المصدر : موقع "Hakolhayehudi" الإخباري الإسرائيلي