لا يربط معظمنا بين آلام الظهر والطفولة، فعندما نفكر في آلام الظهر، فإننا نربطها عادة بالتقدم في السن. ولكن هذه ليست الحقيقة، والحقيقة أن آلام الظهر تصيب ما بين 10% و30% من الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عاماً. ومن الصعب على بعض الآباء تقبل ذلك، ولكن هناك عدة أسباب يجب أن يعرفوها. كما يجب على الأمهات أن يعرفن متى يقلقن بشأن شكوى الأطفال من آلام الظهر.

دعونا نلقي نظرة على ستة أسباب شائعة لآلام الظهر عند الأطفال، يؤكد عليها الدكتور مينا جميل حنا، دكتور علاج طبيعي وتأهيل، من عيادة فيزيو كيور.

ما هي أسباب آلام الظهر عند الأطفال؟

في حين أن آلام الظهر عند الأطفال تكون مؤقتة في أغلب الأحيان وتختفي بالراحة أو التدخلات البسيطة، يجب على الآباء الانتباه إلى بعض العلامات التحذيرية التي قد تشير إلى حالة كامنة أكثر خطورة. وتشمل هذه العلامات الألم المستمر أو الشديد، والألم الذي يوقظ الطفل في الليل، وأعراضاً أخرى مثل الحمى، والضعف، والخدر، أو الألم الذي يتعارض مع الأنشطة اليومية، وإليكم أهم الأسباب:

انفتاق القرص يتكون العمود الفقري من 24 عظمة أو فقرة تصطف فوق بعضها البعض، وتفصل بينها أقراص إسفنجية صغيرة تعمل بمثابة وسادة مبطنة لتوفر الدعم والحماية لفقرات الظهر من الإصابات، وتمنع العظام الفقرية من الاحتكاك ببعضها البعض، كما أنها تحافظ على مرونة الجسم وقدرته على الانحناء والدوران والتحرك بسهولة دون ألم أو تصلب.

تحتوي الأقراص الفاصلة بين فقرات الظهر على مادةٍ تشبه الهلام السائل في قوامها، وهي تتشكل على هيئة حلقات مستديرة ذات طبقة خارجية صلبة تسمى بالغضروف الليفي، وهو يحيط النواة داخل القرص. ويُصاب الفرد بمرض القرص المنفتق بسبب التعرض إلى تمزقٍ في الجزء الخارجي المطاطي للقرص، ما يؤدي إلى تسرب المادة الهلامية من داخله، أو انتفاخ القرص وبروزه بين فقرات الظهر عند دفع النواة خارج القرص إلى القناة الشوكية، الأمر الذي يُحدث ضغطاً كبيراً على الأعصاب الشوكية ويتسبب بالآلام الشديدة في أماكن متفرقة من الجسم.

وعلى الرغم من أن الانزلاق الغضروفي لدى الأطفال ليس شائعاً بينهم كما هو الحال بين البالغين، إلا أنه قد يحدث مع ذلك لدى المراهقين جداً. وقد يعاني الأشخاص من ألم في الساقين وخدر ووخز وضعف ومشاكل في ثني أو فرد الظهر.

كسور الإجهاد لا تنجم كسور الإجهاد عن إصابةٍ واضحة (مثل، سقوط أو ضربة) ولكنَّها تحدث بعد الضغط المُتكرِّر وفرط الاستعمال. تحدث كسور الإجهاد عادةً في عظام أمشاط القدم (كسور المسيرات) عند الذين يُغيِّرون بسرعة شِدَّة أو مدَّة التمارين وعند الأطفال الذين يعملون ويكون تكيُّفهم ضعيفاً ويسيرون مسافات طويلة وهم يحملون حمولة، وتشمل عوامل الخطر الأخرى ارتفاع قوس القدم وانتعال الأحذية التي يكون امتصاصها للصَّدمات غيرُ كافٍ وتَرقُّق العظام (هشاشة العظام). وتحدث كسور الإجهاد في العمود الفقري في أغلب الأحيان بسبب انحلال الفقرات، وهو إصابة في عظام العمود الفقري. والرياضة لدى الأطفال غالباً ما تكون السبب، وخاصة تلك التي تنطوي على الانحناء المتكرر للخلف. ويتعرض لاعبو الجمباز والمراهقون المشاركون في الغوص لهذه الحالة، والتي يمكن أن تسبب عدم استقرار شديد في العمود الفقري.

عدوى العمود الفقري وهو التهاب الفقرات؛ أي العظام المكونة للعمود الفقري. وقد تكون أسبابه نتيجة تواجد الجراثيم في الدم؛ غالباً العنقودية الدهنية، التي تغذي بشكل خاص فقرات الصدر السفلى، أو القطنية. وتصيب العمود الفقري أمراض مُعدية أخرى؛ كالحمى المتموجة، حيث تصاب الأقراص التي تفصل الفقرات، والفقرات نفسها مؤدية إلى تصلب الظهر. وقد يكون من الصعب تشخيص العدوى في العمود الفقري، حيث تتراوح الأعراض من سوء الصحة العامة إلى الحمى وآلام الظهر عند الأطفال غير الموضعية. يجب إجراء اختبارات الدم القياسية لأي طفل يعاني من الحمى وآلام الظهر. عندما تكون العدوى مؤشراً، فمن المرجح أن تحدث في العمود الفقري.

أورام العمود الفقري أورام العمود الفقري هي كتلة غير طبيعية من الأنسجة تنمو وتتكاثر على نحو خارج عن السيطرة داخل أو حول الحبل الشوكي أو العمود الفقري، فهي لا تخضع للآليات التي تتحكم في نمو الخلايا الطبيعية في الجسم، ويمكن أن تكون هذه الأورام حميدة (غير سرطانية)، أو خبيثة (سرطانية). على الرغم من أن هذا سبب نادر نسبياً لآلام الظهر عند الأطفال والشباب، إلا أنه عندما يشكو الأطفال من الألم في الليل (خاصة عندما يمنع أو يقطع النوم)، أو يعانون من فقدان الوزن، أو يشعرون بالإعياء لأكثر من أسبوعين، يجب إجراء التشخيص للتأكد من أن الورم ليس هو السبب.

تشوهات العمود الفقري

تشوهات العمود الفقري، هي انحناءات غير طبيعية تحدث للعمود الفقري العظمي. من أهم الحالات التي تندرج تحت هذا النوع من التشوهات؛ الجنف والحدب التي قد يعاني منها عادةً أغلب البالغين نتيجة التآكل والتمزق المرتبط بالعمر على الظهر، أو نتيجة مضاعفات لعمليات جراحية سابقة. ويمكن اكتشاف حالات مثل الجنف عند الأطفال والحداب الذي يصيب العمود الفقري على الفور دائماً وقد لا تسبب الألم دائماً، حتى لو كان ملحوظاً. تتسبب كلتا الحالتين في انحناءات غير طبيعية في العمود الفقري.

متى أطلب المساعدة من الطبيب؟ إذا كان طفلك أو مراهقك يعاني من أعراض مثل الألم الذي يمنعه من النوم أو يوقظه في الليل، فيجب عليك طلب التشخيص على الفور. إن الأرق هو إشارة قوية إلى وجود شيء خاطئ.

إذا استمر الألم لعدة أسابيع فهذا يشير إلى أنك بحاجة إلى الدعم الطبي. إن الأعراض مثل الدوخة عند الأطفال، والمرض العام، والقشعريرة، وفقدان الوزن والألم، والضعف، أو الخدر في الساقين هي علامات تحذيرية على أن طفلك يحتاج إلى رعاية طبية.

كيف يمكنني المساعدة في منع آلام الظهر عند طفلي؟

يمكن للوالدين المساعدة في منع آلام الظهر عند الأطفال من خلال:

شجعي ابنك على اتخاذ الطريقة الصحيحة في المشي والجلوس.

حدي من الأحمال الثقيلة على الظهر، مثل حقيبة المدرسة، وأزيلي ما لا يحتاجه طفلك منها، أو اشتري له الحقيبة ذات العجلات.

عززي النشاط البدني المنتظم وممارسة التمارين الرياضية لتقوية عضلات الظهر.

اضمني وجود مرتبة داعمة ومساحة عمل مريحة للدراسة ومعالجة أي حالات طبية أساسية أو مخاوف على الفور.

احذري من أن يصاب طفلك بالسمنة أو زيادة الوزن.

تابعي التاريخ العائلي لمشاكل الظهر، والحالات الطبية الأساسية مثل الجنف أو التهاب المفاصل.

ما هي العلاجات المتوفرة لآلام الظهر عند الأطفال؟

يعتمد علاج آلام الظهر عند الأطفال على السبب الأساسي وشدتها. في كثير من الحالات، قد تكون الراحة ومسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية وتمارين التمدد اللطيفة كافية لتخفيف الأعراض. ومع ذلك، بالنسبة للألم الأكثر شدة أو استمراراً، قد يوصي مقدم الرعاية الصحية بالتدخلات الطبية مثل العلاج الطبيعي أو العلاج بتقويم العمود الفقري أو التقويم أو في حالات نادرة الجراحة.

يمكن لأدوات التشخيص المتقدمة تحديد السبب الجذري لألم الظهر لدى طفلك. كلما سارعت باللجوء إلى الطبيب، تمكن من مساعدتك في أقرب وقت.

يذكر أن آلام الظهر عند الأطفال، عندما يعالجها خبراء، لا يعني بالضرورة أن المشكلة ستستمر حتى مرحلة البلوغ. فمعظم الأطفال الذين يعانون من آلام الظهر سيعيشون حياة خالية من الألم.

الوقاية من آلام الظهر عند الأطفال باستخدام العلاج الطبيعي

*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.