حكاية التدخين| من كولومبوس إلى السيجارة الحديثة

التدخين، هذه العادة التي تغلغلت في مختلف الثقافات والمجتمعات على مر العصور، لم تكن دائمًا جزءًا من الحياة اليومية للبشر،جذورها تعود إلى رحلة المستكشف كريستوفر كولومبوس إلى العالم الجديد في القرن الخامس عشر، حيث نقل الأوروبيون عن سكان أمريكا الأصليين عادة استنشاق دخان أوراق التبغ. ومن تجربة بسيطة قادها الفضول، تحولت هذه العادة إلى ظاهرة عالمية، أثرت على الصحة العامة والاقتصادات، وأثارت جدلًا مستمرًا بين متعة اللحظة وثقل العواقب،بحسب ما جاء من RT.

أصل الحكاية| بداية التدخين

في 15 نوفمبر 1492، ذكر كريستوفر كولومبوس في مذكراته عادة غريبة لاحظها لدى سكان أمريكا الأصليين، الذين كانوا يحرقون أوراق نبات مجفف ويستنشق دخانه استرخاء واستمتاع،استغرب الأوروبيون هذه الممارسة، لكن الفضول دفع بعضهم إلى التجربة، وكان البحاران رودريغو دي خيريز ولويس دي توريس أول أوروبيين جربوا التدخين.

اقرا أيضأ| مخاطر التبغ.. كيف يساهم التدخين في الإصابة بسرطان الفم؟

عند عودته إلى إسبانيا، حاول رودريجو نقل هذه العادة، لكنها قوبلت برفض شديد؛ إذ ألقت محاكم التفتيش القبض عليه، معتقدة أن الدخان المتصاعد من فمه دليل على ارتباطه بالشيطان، قضى رودريغو سبع سنوات في السجن، ليخرج بعدها ويجد أن التدخين بدأ ينتشر في إسبانيا شيئًا فشيئًا.

رحلة التبغ الى أوروبا وبريطانيا

لم يتوقف انتشار التدخين عند إسبانيا، بل وصل إلى بريطانيا في وقت لاحق عبر البحار جون هوكينز، الذي جلب عادة التدخين من العالم الجديد،في البداية، لم يكن التدخين شائعًا بين البريطانيين، لكنه سرعان ما انتشر بين البحارة، وأصبح تقليدًا يوميًا معظمهم بعد عقدين فقط.

أما كلمة "التبغ" أو "تاباك"، فقد ظهرت لأول مرة في إسبانيا مع تأسيس أول شركة للتبغ في عام 1636 تحت اسم "تالا كاليرا"، كانت هذه الشركة مملوكة بالكامل للدولة الإسبانية، واشتق اسمها من لغة المايا القديمة، حيث تعني كلمة “سيكار” عملية التدخين.

أوهام الفوائد الصحية

في القرنين السادس عشر والسابع عشر، انتشر اعتقاد بأن التدخين يحمل فوائد صحية، واعتبره البعض وسيلة لتخفيف الجوع أو إزالة التعب، استمرت هذه الأوهام حتى أواخر القرن العشرين، حيث بدأت الأبحاث العلمية تكشف بشكل قاطع عن الآثار السلبية للتدخين على الصحة، مثل زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والرئة والسرطان.

نهاية الحكاية| حقائق لا جدال فيها

اليوم، بات من المؤكد أن جميع أشكال التدخين، سواء التقليدي أو الإلكتروني، تلحق أضرارًا جسيمة بالصحة، وتشير الدراسات إلى ارتباط التدخين بأمراض خطيرة، مثل السرطانات وأمراض القلب والرئة، إضافة إلى تشوهات خلقية وأمراض مزمنة أخرى.

بدأت حكاية التدخين كتقليد شعبي بين سكان العالم الجديد، وتحولت مع الزمن إلى ظاهرة عالمية أثرت على الصحة العامة والثقافات، ومن تجربة بسيطة قائمة على الفضول، أصبح التدخين عادة يُحذّر منها الأطباء والمنظمات الصحية عالميًا، وبين صفحات هذه القصة، تظهر دعوة لإعادة التفكير في هذه العادة، ومراجعة آثارها على الفرد والمجتمع.


المزيد من بوابة أخبار اليوم

منذ 9 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ ساعة
منذ ساعتين