منذ 3 ساعات
فيتو.. الليلة الأخيرة، مشهد الوداع في حياة الإمام الحسن سبط رسول الله (1 5)

في هذه السلسلة، نتناول استعراضًا لليالي الأخيرة في حياة بعض الصالحين، ممن يصدُق عليهم ما نصفه بـ "حُسن الخاتمة"، والفراق الطيب، والرحيل الجميل، بعد حياة حافلة بالإيمان بالله ورسوله، صلى الله عليه وآله وسلم، وبالحسنات، والالتزام بآداب الإسلام، وتعاليم الشريعة السمحة.

هو سبط النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، وأول أولاد علي بن أبي طالب، والحسن والحسين هما سيدا شباب أهل الجنة كما يروى عن الرسول.

قال رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم: "الحسن والحسين إمامان قاما أم قعدا".

هو الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو محمد القرشي الهاشمي، ابن ابنته فاطمة الزهراء وريحانته، وأشبه خلق الله به في وجهه.

ولد بالمدينة المنورة ليلة النصف من شهر رمضان سنة ثلاث للهجرة، فجيىء به إلى رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: "اللهم إني أعيذه بك وولده من الشيطان الرجيم. وأذّن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، وسمّاه حسنًا، وعقّ عنه كبشًا".

وحنكه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بريقه، وسماه حسنا، وهو أكبر ولد أبويه.

ويقال إن ما من أحد سمي بالحسن أو الحسين بين العرب قبل ولادتهما.

كنيته: أبو محمد، كناه بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ألقابه: التقي، الزكيّ، السبط، والمشهور بالمجتبى.

حب النبي لسيدنا الحسن

وقد كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يحبُّه حبًّا شديدا حتى كان يقبل زبيبته وهو صغير، وربما مص لسانه واعتنقه وداعبه، وربما جاء ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد في الصلاة فيركب على ظهره، فيقره على ذلك ويطيل السجود من أجله، وربما صعد معه إلى المنبر.

وقد ثبت في الحديث أنه، عليه الصلاة والسلام، بينما هو يخطب إذ رأى الحسن والحسين مقبلين، فنزل إليهما فاحتضنهما، وأخذهما معه إلى المنبر، وقال: "صدق اللهُ إنما أموالكم وأولادكم فتنةٌ، إني رأيت هذين يمشيان ويعثران، فلم أملك أن نزلت إليهما". ثم قال: "إنكم لمن روح الله، وإنكم لتبخلون وتجبنون".

أشهر زوجاته: خولة بنت منظور الفزارية، أم إسحاق بن طلحة بن عبيد الله التيميّ، أم بشر ابنة أبي مسعود الأنصاريّ، جعدة بنت الأشعث، هند بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، ورملة.

أولاده: زيد، الحسن، عمرو، القاسم، عبد الله، عبد الرحمن، الحسن (المثنى)، طلحة.

بناته: أم الحسن، أم الحسين، فاطمة، أم عبد الله، فاطمة الصغرى، أم سلمة.

استقبل النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، نبأ ولادته بموجات من السرور والفرح غمرت قلب النبي صلى الله عليه وآله، فسارع إلى بيت الصدّيقة، ليهنئها بسلامتها، وبمولودها الجديد المبارك.

ويفيض على المولود شيئًا من مكرمات نفسه، ولمّا وصل إلى الإمام نادى: يا أسماء، هاتني ابني.

أشبه الناس بالنبي

كان الحسن بن علي أشبه الناس بالنبي، صلى الله عليه وسلم.

وقد ثبت في "صحيح البخاري" بسنده عن عقبة بن الحارث، أن أبا بكر صلى بهم العصر، بعد انتقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بليال، ثم خرج هو وعلي يمشيان، فرأى الحسن يلعب مع الغلمان فاحتمله على عنقه، وجعل يقول: بأبي بأبي شبه النبي، ليس شبيها بعلي. قال: وعلي يضحك.

وقال إسماعيل بن أبي خالد، سمعت أبا جحيفة يقول: رأيت النبي، صلى الله عليه وسلم، وكان الحسن بن علي يشبهه.

وعن ابن أبي مليكة قال: كانت فاطمة تنقز الحسن بن علي، وتقول: "يا بأبي شبه النبي ليس شبيها بعلي".

وعن علي قال: الحسن أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين الصدر إلى الرأس، والحسين أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسفل من ذلك.

وعن أسامة بن زيد قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه، ويقعد الحسن على فخذه الأخرى، ثم يضمنا ثم يقول: "اللهم ارحمهما فإني أرحمهما". وفي رواية " اللهم إني أحبهما فأحبهما".

وعن أبي هريرة قال: كنت مع النبي، صلى الله عليه وسلم، في سوق من أسواق المدينة فانصرف وانصرفت معه، فجاء إلى فناء فاطمة، فنادى الحسن فقال: "أي لكع، أي لكع، أي لكع". فلم يجبه أحد فانصرف وانصرفت معه، فجاء إلى فناء عائشة فقعد. قال: فجاء الحسن بن علي. قال أبو هريرة ظننا أن أمه حبسته لتجعل في عنقه السخاب، فلما دخل التزمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتزم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: "اللهم إني أحبه فأحبه، وأحب من يحبه". ثلاث مرات.

الحسن، خامس الخلفاء الراشدين

وروى الترمذي بإسناده إلى مولى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: "الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ثم ملك بعد ذلك".

من معجزات النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، أنه بشَّر بأن الخلافة الراشدة ستكون لمدة 30 عاما، تنتهي بنهاية حكم الخليفة الراشد الخامس، الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهما.

"حليم آل البيت"

اتسم، رضي الله عنه، بالحلم وسعة الصدر، حتى سُمِّي "حليم آل البيت".

رُوي أن غلامًا للإمام الحسن جنى جناية توجب العقاب عليه فأمر به أن يضرب.

فقال: يا مولاي "... وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ... ".

قال: خلوا عنه.

فقال: يا مولاي "... وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ...".

قال: قد عفوت عنك.

قال: يا مولاي "... وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ".

قال: أنت حر لوجه الله، ولك ضعف ما كنت أعطيك.

ورغم ما عاناه الإمام الحسن من أعدائه الذين شنوا عليه حملات تشويه لشخصيته ومكانته، وما واجهه من أصحابه بعد صلحه مع معاوية من ألفاظ وأقوال غير لائقة أن يقال مثلها لإمام معصوم إلا أن حلمه قد أذهل الجميع.

فهذا مروان بن الحكم المعروف بعدائه للإمام، يُقِرُّ بأن حلمه يوازن الجبال.

يقول نص الرواية: لَمّا ماتَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، رضي الله عنه، أخرَجوا جِنازَتَهُ، فَحَمَلَ مَروانُ سَريرَهُ، فَقالَ لَهُ الحُسَينُ، رضي الله عنه: أتَحمِلُ سَريرَهُ؟ أما وَاللَّهِ لَقَد كُنتَ تُجَرِّعُهُ الغَيظَ.

فَقالَ مَروانُ: إنّي قَد أفعَلُ ذاكَ بِمَن يُوازِنُ حِلمُهُ الجِبالَ.

روى المبرّد، وابن عائشة أنّ شاميًّا رآه راكبًا فجعل يلعنه والحسن لا يردّ فلمّا فرغ أقبل الحسن فسلّم عليه وضحك فقال:

"أيّها الشّيخ أظنّك غريبًا ولعلّك شبّهت؛ فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا أحملناك، وإن كنت جائعًا أشبعناك، وإن كنت عريانًا كسوناك، وإن كنت محتاجًا أغنيناك، وإن كنت طريدًا آويناك، وإن كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حرّكت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك، لأنّ لنا موضعًا رحبًا وجاهًا عريضًا ومالًا كثيرًا".

فلمّا سمع الرّجل كلامه، بكى ثمّ قال: "أشهد أنّك خليفة الله في أرضه، الله أعلم حيث يجعل رسالته وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إليَّ والآن أنت أحبّ خلق الله إليَّ"، وحوّل رحله إليه، وكان ضيفه إلى أن ارتحل.

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم أسعار الدولار أسعار اليورو أسعار العملات أخبار الرياضة أخبار مصر، أخبار اقتصاد أخبار المحافظات أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي الدوري الإيطالي الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا دوري أبطال أفريقيا دوري أبطال آسيا والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


المزيد من موقع بوابة فيتو

منذ 10 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 11 ساعة
منذ 10 ساعات
منذ 11 ساعة