في أعقاب فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية يوم الثلاثاء 5 نوفمبر 2024، سارع كبار القادة الأوروبيين إلى دق ناقوس الخطر، محذرين من تداعيات عودة السياسات الحمائية الأمريكية، إذ في لقاء مصيري جمع بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس البنك المركزي الأوروبي السابق ماريو دراجي في باريس، تم تسليط الضوء على التحديات الاقتصادية الوشيكة وضرورة تحصين الاقتصاد الأوروبي ضد العاصفة التجارية القادمة من عبر الأطلسي.
الحرب التجارية على الأبواب
كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية عن خطط ترامب الطموحة لإعادة هيكلة التجارة العالمية بعد عودته للبيت الأبيض، إذ أوضح أن الرئيس الأمريكي المنتخب يعتزم فرض رسوم جمركية غير مسبوقة تتراوح بين 10% و20% على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة، مع تشديد خاص على الصين بنسبة تصل إلى 60%.
هذه السياسة، التي تفوق في حدتها ما شهدته فترة رئاسته الأولى، تهدد بإحداث اضطرابات عميقة في النظام التجاري العالمي وتضع أوروبا في موقف حرج.
وخلال اللقاء الذي استمر ساعة كاملة في الكوليج دو فرانس العريق، حذر ماكرون بوضوح قائلاً: "نحن ندخل بشكل واضح في عالم حروب التعريفات الجمركية".
وأضاف أن أوروبا ستجد نفسها عالقة في صراع تجاري محتدم بين الولايات المتحدة والصين، مما يضعها أمام خيارات صعبة ومعقدة.
المعضلة الأوروبية والضغط الأمريكي
شرح دراجي، خلال حديثه في اللقاء، المنطق المتوقع للسياسة التجارية الأمريكية الجديدة قائلاً: "مع جدار التعريفات الجمركية... إذا كنت صديقاً، فأنت داخل المنظومة، وإذا لم تكن صديقاً، فأنت خارجها، وسأحكم عليك بناءً على رغبتك في أن تكون صديقاً"، موضحا أن إدارة ترامب ستمارس ضغوطاً هائلة على أوروبا لاختيار جانب في المواجهة مع الصين.
وفي سياق متصل، أشار ماكرون إلى أن استراتيجية ترامب قد تهدف إلى "إجبار الأوروبيين على الانفصال بشكل أسرع عن الصين" من خلال التهديد بفرض رسوم جمركية على أوروبا إذا استمرت في التجارة مع بكين.
وحذر من أن هذا النهج قد يؤدي إلى تعميق الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي بين الدول التي تربطها علاقات تجارية وثيقة مع الصين وتلك المتحالفة بشكل أوثق مع واشنطن.
الاستجابة الأوروبية المتوقعة
في مواجهة هذه التحديات، أكد المسؤولان الأوروبيان على ضرورة تبني استراتيجية شاملة لتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد الأوروبي.
وتتضمن هذه الاستراتيجية زيادة الاستثمارات في القطاعات الاستراتيجية، وتطوير أسواق رأس المال، وتحديث النظام المالي الأوروبي ليكون أكثر دعماً للابتكار والتكنولوجيا.
وأكد دراجي، الذي قدم في سبتمبر الماضي توصيات مهمة لإنقاذ الاقتصاد الأوروبي، أن فوز ترامب يمثل "جرس إنذار" يستدعي العمل بوتيرة أسرع وأكثر كثافة، كما دعا إلى إصلاح البيروقراطية الأوروبية التي تدفع الشركات، وخاصة في قطاع التكنولوجيا، إلى مغادرة القارة العجوز.
نظرة مستقبلية
ووصف ماكرون فوز ترامب بأنه "لحظة تسارع" محذراً من أن "كلما طال انتظارنا، كلما واجهنا معضلات يستحيل حلها"، وقد بدأت بروكسل بالفعل في الإعداد للرد بسرعة وقوة على أي إجراءات حمائية أمريكية محتملة.
وتنقل الصحيفة عن خبراء التجارة والمراقبين انقسامهم حول النوايا الحقيقية للسياسة التجارية الأمريكية القادمة، فبينما يرى البعض أنها مجرد تكتيك تفاوضي لانتزاع تنازلات، يعتقد آخرون أن ترامب ملتزم ببرنامج أعمق للعزلة الاقتصادية يهدف إلى حماية الوظائف الأمريكية.
ويعزز هذا الاعتقاد الأخير التوقعات بعودة روبرت لايتهايزر، الممثل التجاري الأمريكي السابق المعروف بمواقفه الحمائية المتشددة، إلى موقع مؤثر في الإدارة الجديدة.
مسيرة سياسية حافلة بالإخفاقات
يواجه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو تحدياً سياسياً جديداً مع فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، في وقت يعاني فيه من تراجع غير مسبوق في شعبيته وانهيار تدريجي لحكومته الليبرالية، في هذا الصدد كشفت صحيفة "التليجراف" أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض ستشكل ضربة قاصمة لمستقبل ترودو السياسي، وستعجل برحيله عن المشهد السياسي الكندي.
تشهد الساحة السياسية الكندية تحولاً كبيرًا في المزاج العام تجاه رئيس الوزراء جاستن ترودو، الذي بات يواجه أزمة ثقة غير مسبوقة في تاريخه السياسي، وأوضحت الصحيفة أن سلسلة من الأخطاء والفضائح السياسية قد أضرت بشدة بصورته أمام الناخب الكندي، حيث تورط في ثلاث وقائع مثيرة للجدل ظهر فيها بوجه ملطخ بالطلاء الأسود، وارتكب انتهاكين أخلاقيين موث…
منذ 12 ساعة