حمدى رزق
ذئب منفرد، الشخص الذى يدعم جماعة بفعل مؤثم قانونا، يفعلها وحده، خارج عن هيكلها، وكأنه ( ظاهريا ) ليس محسوبا عليها، فحسب، متأثر، أو يدافع عن أيديولوجية ومعتقدات الجماعة. قول مأثور عن وطنى غيور، «إذا كان صباعك إخوانى اقطعه»،
ومعلوم، يموت الزمار وإصبعه يلعب، وكذا الذئب الإخوانى لا تكف أصابعه عن اللعب (الخيانة)..
والمعنى باختصار، من شب على شيء شاب عليه، والإخوان شبوا على الخيانة منذ خان مرشدهم الأول وطنه، وأسس جماعته بدعم مالى من خارج الحدود عبر مدير شركة قناة السويس، «لويس أنطوان»، والذى كان وقتئذ (بداية القرن العشرين) رئيس المحفل الماسونى بباريس، باعتراف حسن البنا نفسه، وهذا مثبت تاريخيا عليه وعلى جماعته.
لماذا الحديث عن إخوان الشيطان، وذئابهم المنفردة، وقد كسرت أصابعهم، أصابع الزمار، لسبب بكائيات الإخوان على هزيمة مرشحة الحزب الديمقراطى «كامالا هاريس»، سرادق عزاء إلكترونى، وكأن عندهم ميت !! بعد فوز دونالد ترامب،
الإخوان اليوم فى كرب عظيم، صفحاتهم متشحة بالسواد، ومنصاتهم تلعن الديمقراطية الأمريكية، ورسلهم إلى بلاد العم سام يبكون خسارة هاريس بالدمع الهتون.. إخوان الشيطان كانوا يدعمون «هاريس» سرا وعلانية، مؤتمرات وتبرعات، ودعايات، أنفقوا على دعمها إنفاق من لا يخشى الفقر، حلموا بالعودة إلى الحياة عبر «الفوضى الخلاقة» التى استنها الأب الروحى (مرشد) الحزب الديمقراطى «باراك أوباما»،
وعادة ما تنشط خلايا الإخوان فى أجواء الفوضى، لتمارس خياناتها التاريخية سعيا وراء خلافة مستبدة وملك عضود.تحت شجرة المانجو العتيقة فى بيته الكبير فى «الضبعية» بالإسماعيلية، جلس طيب الذكر الخال «عبدالرحمن الأبنودى» وحدثنى عن «العدو» الذى يتربص بالمحروسة، وقالها صادمة، «العدو بقى جوه البلد»، يقصد الإخوان، وهو من قال فيهم «هم على باطل، وانتهازيون يتآمرون على الوطن»، ووصف حكمهم «أسود سنة فى تاريخ مصر».
الخال كان مستبصرا، ويراهم جيدا، خونة خوانا، لا يؤتمنون على وطن، وتآمروا بليل مع صنوف الاستخبارات، من أمريكية إلى إيرانية دون خجل وطنى، كانوا ولا يزالون يختانون وطنهم فى المضاجع الاستخباراتية. وإلى ساعته. يخدعون الطيبين بقول مخادع، وحديث مخاتل مستوجب الحذر منهم وطنيا، وما يروج فى بعض المنصات (الموالسة إخوانيا) تحت زعم نهاية الإخوان أو الإخوان فى حكم خبر كان، يقينا عكسه صحيح،
وما يرشح من منصات الإخوان وقنواتهم يبرهن على ما نقول.. تموت الحية وسمها فى راسها، الفكرة الإخوانية حية تسعى! لم ينج مشروع وطنى، و لا قيادة وطنية، من عبدالناصر إلى السيسى، من غل إخوانى يرتسم كذبا، يتربصون فى الدغل الإلكترونى المظلم، الاغتيالات المعنوية طالت كل مصرى ومصرية بقصف مفرط بأسلحة قذرة، يشنون حملات كراهية إلكترونية منظمة على كل ما هو وطنى.
لا يمر يوم على المحروسة دون كذبة إخوانية مصنعة فى أقبية استخباراتية مظلمة، تتلقفها المنصات الإخوانية، وتمررها إلى ذئابها المنفردة النشيطة فى الفضاء الإلكترونى، لتسويد وجه الوطن، وإشاعة الإحباط، واليأس، واستنفاد الوقود الحيوى للوطن، وتثبيط المناعة الذاتية، واختراق الجبهة الداخلية بفيروسات متحورة تشيع عدوى الإحباط العام. مخططهم الجهنمى، خلخلة البنيان، ونخر الأساسات، وبلبلة الناس، وتشتيت الجهود، وتعويق المراكب السايرة، وإثارة النعرات الطائفية والجهوية والإثنية والعرقية، بل.. والكروية أحيانا،
واستهداف البناية المؤسسة للجمهورية الجديدة، وبخس المنجز، وتقزيم الأبراج العالية، وإشاعة الحرام الوطنى، والمس بالمقدسات الوطنية، وفتن الطيبين من حول قيادتهم. يجيدون فنون الخداع، ويتدثرون فى لحى «مسبسبة»، برز الثعلب يوما، وهم نوعية من الذئاب تبدو منفردة، ويقولون عنها الذئاب المنفردة، وكل ذئب منهم يحمل رأساً ملغما، عبوة مفخخة تنفجر فينا إحباطا وتخلف يأسا. ذئاب الإخوان الرمادية من أشرس وأخبث الذئاب البشرية، لها وجه بشر، ولكنها تخفى أنيابا، تبخ سما فى آنية الوطن، الإخوان عدو لكم فاحذروهم..
لمزيد من مقالات حمدى رزق
منذ 12 ساعة