الصيدلانية آية سلامة
الأسباب الداخلية لتساقط الشعر: من الهرمونات إلى نقص العناصر الغذائية
يعد تساقط الشعر من المشاكل الشائعة التي يعاني منها العديد من الأشخاص، حيث يمكن أن تؤدي العوامل الداخلية في الجسم إلى ضعف الشعر وتساقطه، تشمل هذه الأسباب الهرمونات، العوامل الوراثية، ونقص العناصر الغذائية.
1. تأثير الهرمونات على تساقط الشعر
تلعب الهرمونات دورًا حيويًا في نمو الشعر وتساقطه، وأبرز الهرمونات المؤثرة في الشعر تشمل:
الهرمونات الجنسية: يسبب هرمون التستوستيرون في بعض الأحيان زيادة في تساقط الشعر خاصة لدى الرجال، حيث يتحول إلى مادة تُعرف باسم "ديهدروتستوستيرون" (DHT) التي تؤثر على بصيلات الشعر وتجعلها أقل قوة، مما يؤدي إلى ضعف الشعر وسقوطه. يحدث هذا التأثير بشكل أكبر في حالات الوراثة المتمثلة في الصلع الذكوري.
التغيرات الهرمونية عند النساء: تؤدي التغيرات في مستويات هرمون الإستروجين والبروجسترون أثناء الحمل، الرضاعة، وانقطاع الطمث إلى تساقط الشعر لدى النساء. خلال الحمل، يكون الشعر عادة في حالة نمو ويبدو أكثر كثافة، ولكن بعد الولادة، تنخفض مستويات الهرمونات فجأة مما يسبب تساقط الشعر.
2. دور الإجهاد ونمط الحياة في تساقط الشعر
يؤدي الإجهاد النفسي والجسدي إلى اضطرابات هرمونية تؤثر على نمو الشعر، ينتج عن الإجهاد الزائد إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، الذي يؤثر بشكل مباشر على دورة نمو الشعر، حيث يمكن أن يتوقف الشعر عن النمو مؤقتًا ويدخل في مرحلة السقوط.
3. نقص العناصر الغذائية وتأثيره على صحة الشعر
يحتاج الشعر إلى مجموعة من الفيتامينات والمعادن للنمو بشكل صحي، ويعد نقص العناصر الغذائية من أهم الأسباب الداخلية لتساقط الشعر:
1. نقص الحديد:
يعد نقص الحديد من الأسباب الشائعة لتساقط الشعر، خاصة لدى النساء. يلعب الحديد دورًا هامًا في إنتاج الهيموجلوبين الذي يحمل الأكسجين إلى الخلايا بما في ذلك بصيلات الشعر. وقد أظهرت الدراسات أن نقص الحديد يؤدي إلى ضعف بصيلات الشعر وزيادة تساقطه.
2. نقص فيتامين ب12:
يؤثر نقص فيتامين ب12 على صحة الشعر، حيث يساعد هذا الفيتامين في تكوين كرات الدم الحمراء وإمداد الخلايا بالأكسجين. يؤدي نقص ب12 إلى ضعف الشعر وسقوطه، ويمكن تعويضه عن طريق تناول اللحوم، البيض، والألبان، أو عبر المكملات الغذائية.
3. نقص الزنك:
يعتبر الزنك من المعادن الأساسية لصحة الشعر، حيث يساعد في تجديد خلايا الشعر والحفاظ على سلامة فروة الرأس. نقص الزنك يؤدي إلى تساقط الشعر وتقصفه، ويمكن تعويضه عبر تناول اللحوم الحمراء، المكسرات، والبذور.
4. فيتامين د:
يرتبط نقص فيتامين د بزيادة تساقط الشعر، حيث أن له دورًا في تحفيز نمو بصيلات الشعر. ويمكن الحصول عليه من التعرض لأشعة الشمس أو من المكملات الغذائية.
4. دور اضطرابات الغدة الدرقية في تساقط الشعر
تؤثر اضطرابات الغدة الدرقية بشكل مباشر على الشعر، حيث يمكن أن يؤدي فرط نشاط الغدة الدرقية أو قصور الغدة الدرقية إلى مشاكل في دورة نمو الشعر. يؤدي انخفاض مستويات هرمونات الغدة الدرقية إلى بطء عملية التمثيل الغذائي وبالتالي ضعف البصيلات وتوقف نمو الشعر. يمكن للطبيب تحديد هذه الحالة من خلال الفحوصات المخبرية ووصف العلاج المناسب.
5. عوامل وراثية ومرضية
تُعد الوراثة أحد أهم العوامل التي تؤدي إلى تساقط الشعر، حيث ينتقل الصلع الوراثي غالبًا من الأب أو الأم. كما أن هناك بعض الحالات المرضية التي تؤدي إلى تساقط الشعر مثل داء الثعلبة، وهو اضطراب مناعي يهاجم بصيلات الشعر ويؤدي إلى تساقط كميات كبيرة من الشعر بشكل مفاجئ.
كيفية الحد من تساقط الشعر
للتعامل مع تساقط الشعر الناتج عن الأسباب الداخلية، يُنصح باتباع نظام غذائي متوازن يشمل جميع العناصر الغذائية الضرورية، إضافة إلى إدارة التوتر. وفيما يلي بعض النصائح المفيدة:
1. تناول مكملات غذائية:
يمكن للمكملات مثل فيتامين ب12، الحديد، والزنك أن تساعد في تعزيز نمو الشعر. لكن من الأفضل استشارة الطبيب قبل البدء بأي مكملات.
2. ممارسة التمارين الرياضية:
تساعد التمارين الرياضية في تخفيف التوتر وتحسين الدورة الدموية، مما يسهم في تعزيز صحة الشعر.
3. الحفاظ على فروة الرأس نظيفة وصحية:
من خلال استخدام منتجات العناية بالشعر المناسبة وتجنب العوامل التي تؤدي إلى تهيج فروة الرأس مثل استخدام مجفف الشعر على درجات حرارة عالية.
4. زيارة الطبيب بانتظام:
في حال استمرار تساقط الشعر بكثافة، يُفضل مراجعة طبيب مختص لفحص الغدة الدرقية والتأكد من عدم وجود مشاكل صحية أخرى تتطلب العلاج.
تساقط الشعر هو مشكلة يمكن التعامل معها من خلال الفهم الصحيح للأسباب الداخلية المؤدية لها، قد يكون السبب وراثيًا أو متعلقًا بنقص التغذية أو بسبب اضطرابات في الهرمونات. لذا يُفضل دائمًا استشارة مختص للحصول على التشخيص المناسب واتباع نصائح صحية لتقليل تساقط الشعر وتعزيز صحته.
منذ 10 ساعات