ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة الاحتلال رون ديرمر، الذي زار واشنطن هذا الأسبوع والتقى بالرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر، أبلغ الاثنين أن إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، وشدد على أن الهدف هو منح ترامب "نصر سياسي" عند دخوله البيت الأبيض.
وقال مصدر إسرائيلي للصحيفة الأمريكية: "هناك تفاهم على أن "إسرائيل" ستقدم نوعا من "الهدية" لترامب، وأنه في يناير سيكون هناك تفاهم بشأن لبنان".
وأوضحت الصحيفة أن تنياهو كان يستعد بالفعل لـ "حقبة جديدة" في واشنطن قبل الانتخابات، وحافظ على اتصالاته مع ترامب، في حين حافظ ديرمر على اتصالاته مع كوشنر، الذي كان أحد مهندسي اتفاقات التطبيع.
وبحسب مصدر في إدارة ترامب السابقة، قد يعمل كوشنر في منصب استشاري في حال أجرت "إسرائيل" محادثات تطبيع مع السعودية حتى لو لم يتم تعيينه في منصب رسمي في البيت الأبيض.
وتناولت محادثات ديرمر في منزل ترامب في مارالاغو بولاية فلوريدا، بحسب المصدر الإسرائيلي الذي نقلت عنه صحيفة واشنطن بوست ، اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان يشمل أيضا مشاركة روسية.
وكان مسؤولون روس قد زاروا "إسرائيل" الشهر الماضي لمناقشة البرنامج، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين، وسافر ديرمر إلى روسيا الأسبوع الماضي لإجراء مزيد من المناقشات.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير لموقع "يديعوت أحرونوت" أمس إن المحادثات مع الولايات المتحدة لتسوية الحدود الشمالية في مراحل الصياغة النهائية، حيث يقود وزير الشؤون الاستراتيجية ديرمر التحركات مع واشنطن، وتتمحور المحادثات حول "وثيقة جانبية". وأكد المسؤول أن الهدف من ذلك هو ضمان حرية "إسرائيل" في التصرف في حالة حدوث "انتهاكات" من جانب حزب الله.
وقال: "لدينا تفاهمات واضحة مع الأميركيين، في حالة نقل الأسلحة من سوريا، أو إعادة تسليح حزب الله أو محاولة شن هجمات، فسوف نتلقى الدعم للتحرك". وبحسب قوله فإن أهمية الاتفاق من جانب واشنطن تزداد خاصة على خلفية التوترات بين البلدين، و"مسألة التنظيم وشرعية العمل مهمة للغاية بالنسبة لنا".
لكن المسؤول الكبير يؤكد أنه لا تزال هناك شكوك كبيرة حول مدى استعداد لبنان للموافقة على التسوية. وأشار إلى أنه "يمكنك التوصل إلى تفاهم مع الأميركيين، لكن في النهاية يمكن للبنانيين أن يقولوا لا"، موضحا أنه في مثل هذه الحالة، لدى إسرائيل خطط عملياتية بديلة، وهي "لن تلتزم الصمت ولن تسمح باستمرار حالة حرب الاستنزاف هذه"، وستعمل "بقوة أكبر" في لبنان حتى يتم التوصل إلى تسوية.
وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، في الأسبوعين المقبلين، من المتوقع أن تتضح الصورة أكثر فيما يتعلق بجدوى التسوية، وإذا تم تحقيقها، فسيتم تقديمها للموافقة عليها من قبل مجلس الوزراء السياسي الأمني، بينما لم يتقرر بعد ما إذا كانت موافقة الكنيست ستكون مطلوبة أيضًا.
وقال عاموس هوشستاين، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي جو بايدن إلى لبنان، الثلاثاء، إن هناك فرصة للتوصل إلى تسوية ووقف الحرب في الشمال، وذلك بعد لقاء جمعه مع ديرمر في الولايات المتحدة.
وقال هوشستاين: "لدينا أمل كبير في أن نتمكن من الوصول إلى المسلسل"، مشيراً إلى أنه ليس هناك يقين بأنه سيتوجه إلى بيروت في الأيام المقبلة. وعلى خلفية نية إسرائيل إشراك روسيا إلى الاتفاق، أوضح هوشستاين أنه لا يوجد أي تدخل روسي مع الجانب الأمريكي، وأن ما تفعله إسرائيل تجاه موسكو هو أمر يخصها.
منذ 15 ساعة