كتب - علي شبل:
يحرص الكثير من المسلمين على أداء الطاعات والعبادات والإكثار فيها رغبة في عظيم الثواب من الله عز وجل، ويخرص كثير من الأزواج على دفع بعضهما من الطاعات، إلا أن البعض قد يقع في أمر نهى عنه النبي في العلاقة بين الأزواج، وهو التبتل، فما معناه، ولماذا نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.. إليك ما نعرفه في التقرير التالي:
ما معنى التبتل بين الرجل وزوجته؟
يحمل التبتل بين الرجل وزوجته معنى الانقطاع والتفرغ بشكل كامل للعبادة وذكر الله عز وجل وترك جميع الملذات الدنيوية، وقد جاء في تأكيد علماء الفقه أن هذا الأمر مذموما شرعًا، في حالة التأخر عن القيام بالواجبات الزوجية من قبل طرفي العلاقة، الزوج والزوجة، حيث ان التبتل إلى الله سبحانه وتعالى يكون بعد الانتهاء من قضاء الحاجات الدنيوية دون التقصير في حق الأبناء والزوجة، فالإحسان في الزواج والزوجة من العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله وينال عليها الأجر والثواب الجزيل.
اذا يؤكد العلماء أن التبتل بين الزوجين من الأمور التي لا يجوز على الزوجين الجزم بها بالابتعاد عن التمتع بين بعضهم البعض وقضاء الغرائز الجنسية والحكمة من الزواج، والتفرغ في جميع وقته للعبادة فقط، فالمعاشرة الزوجية يجب أن تقوم على تحصين الزوج من الارتكاب في الحرم وقضاء حاجته وكذلك المرأة، كما أنها إرضاء كل طرف للأخر يكون من العبادة التي يتقربون بها إلى الله عز وجل.
والدليل الشرعي الذي استند اليه العلماء ما جاء في صحيح مسلم: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ المُسَيِّبِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، يَقُولُ: «رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّلَ، وَلَوْ أَذِنَ لَهُ لاَخْتَصَيْنَا».
وجاء في صحيح مسلم أيضاً عن أنس أن نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر؟ فقال بعضهم: لا أتزوج النساء، وقال بعضهم: لا آكل اللحم، وقال بعضهم: لا أنام على فراش! فحمد الله وأثنى عليه فقال: ما بال أقوام قالوا: كذا و كذا؛ ولكني أصلي وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني.
هل كل التبتل حرام؟
قسم العلماء التبتل في الإسلام على قسمين احدهما التبتل المحمود والتبتل المذموم، ويجب على المسلم ان يسلك هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حياته حتى يكون في الطريق الصحيح، ويأتي تفسير قسمين التبتل كما يلي:
أولهما: تبتل محمود، أمر الله تعالى به، وهو الانقطاع إلى الله تعالى مع إخلاص العبادة له بعد قضاء ما يحتاجه الإنسان. قال الله تعالى: وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً [المزمل:8].
وقال تعالى: فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ* وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ [الشرح:7-8].
والثاني: تبتل مذموم، يتمثل في ترك النكاح، والترهب في الصوامع، وترك أكل ما لذ كاللحم، أو التشديد على النفس في العبادة على خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم كصوم الدهر، وقيام الليل كله دائما، ونحو ذلك. وقد نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عن هذا التبتل والرهبانية، فقال سبحانه وتعالى: وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا [الحديد:27].
:
منذ يوم