أغرب قصة حب.. عرفها التاريخ!! | د. بكري معتوق عساس #مقال

من أغرب قصص الحب في التاريخ، تلك التي جمعت بين الموسيقار العبقري «تشايكوفسكي» صاحب روائع «بحيرة البجع» و»كسارة البندق» و»الجميلة النائمة»، مع الأرملة الثرية المولعة بالموسيقى السيدة «ناد يجدا»، والتي كانت تميل للوحدة، لدرجة أنها لم تحضر زواج بناتها؛ حيث كان أهم شروط هذا الحب أن لا يلتقيا ولا يرى أحدهما الآخر حتى يظل الحب متوهجا.

ورغم هذا الشرط العجيب، استمر الحب بينهما لمدة 13 عاما، وكان يزداد كل يوم اشتعالاً عن طريق الرسائل التي بلغت في مجموعها 1200 رسالة؛ بدأت العلاقة بينهما في البداية بالمراسلة وإعجاب السيدة «ناد يجدا» بفنه وموسيقاه التي رأت فيها حنيناً داخلياً يحيي روحها، وكانت وقتها في الخامسة والأربعين، جميلة وتملك ثروة طائلة، وحين علمت بحالته المادية الصعبة طلبت منه أن يكتب لها بعض المقطوعات الموسيقية، وكانت ترسل له مبالغ مالية كبيرة مقابل ما يقدمه لها من أعمال. بعدها تحول الإعجاب إلى حب، وكانت تعيش محاطة بصورة تتأملها كأنها مقدسة، وتواصلت بينهما المراسلات بكل احترام وود شديد.

تقول السيدة «ناد يجدا»: (إن خطابات هذا المؤلف كانت تعينني على تحمل أحزان الحياة). ثم اشتعل بينهما حب جارف، لكن الغريب في الأمر أن السيدة «ناد يجدا» اشترطت عليه ألا تقابله، ولا تراه، ولا يراها حتى لا تخمد جذوة الحب بينهما.

كتب لها «تشايكوفسكي» - والكلام للسيدة- قائلا: «ينبغي أن أقول إنك وأنت بعيدة عني وفي غير متناول يدي أعز عندي من روحي، بل إنني لم أقابل في حياتي أحدا أقرب إلى نفسي منك». وردت عليه قائلة: «إنني كما ازددت حباً لموسيقاك؛ تضاعف خوفي من لقياك»! وبدأت السيدة تدعوه ليقيم في أحد قصورها، ثم دعته ليقيم في منزلها بمدينة موسكو.

وعندما دخل الموسيقار «تشايكوفسكي» إلى القصر المخصص لإقامته، وجد قصرا من الرخام والبلور واللوحات الفاخرة، وفي الحجرة المخصصة له، وجد كل شيء يحتاجه: البيانو، وسجائره المفضلة، والدواء الذي يتناوله قبل نومه، وأوراق النوتة الموسيقية، وتأثر الموسيقار العبقري بهذه الرعاية الكبيرة إلى درجة البكاء.

ثم لم تلبث الحبيبة أن دعته كي يمضي عدة أسابيع بالقرب منها، ولكن شرطها الوحيد ألا يراها طبقا لاتفاقهما الذي سبق عقد القران، وقد استأجرت له فيلا تبعد حوالى 500 متر عن مكان قصرها الذي تقيم فيه مع حاشيتها وأولادها.

وجد العبقري «تشايكوفسكي» كل شيء كالعادة قد أعد بعناية فائقة، وفي الحال بدأت الرسائل بين المنزلين يقوم بحملها رؤساء الخدم، وفي واحدة كتبت السيدة الثرية «ناد يجدا» لزوجها «تشايكوفسكي» قائلة له: «إن الشعور بوجودك على مقربة مني لسعادة عظمى لا أستطيع أن أعبر عنها بكلمات قليلة». وحسب الاتفاق بينهما كانت السيدة تعرفه بمواعيد خروجها ودخولها للقصر.

إنها من أغرب قصص الحب التي عرفها التاريخ، وستظل خالدة لأنها تجسد قوة الحب وتأثيره عند هؤلاء العشاق.


المزيد من صحيفة المدينة

منذ 9 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 10 ساعات