حالة من النقاش والجدل الحاد في مصر، دفعها فيديو طبيبة النساء والتوليد "وسام شعيب" الذي بثته على حسابها بموقع فيسبوك، وتتحدث فيه عن حالات لـ"علاقات مشبوهة" وتربية الأسر لأبنائها. وتحدثت الطبيبة في الفيديو الذي حذفته لاحقا بعدما حقق ملايين المشاهدات في وقت قياسي، عن حالات ترد إليها في المستشفى ناتجة عن علاقات غير شرعية خارج إطار الزواج أو ناتجة عن زواج عرفي، وانتقدت تربية الأسر لفتياتها وما وصفته بـ"التربية الإيجابية" التي تُفقد الأسرة سيطرتها على الأبناء، وسردت الطبيبة حالات لفتيات مراهقات حملن "سفاحا" نتيجة علاقات غير شرعية.
وانهمرت التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي في مصر، بين مدافع عن الطبيبة ومتفق مع ما ذهبت إليه من إدانة لأفعال غير أخلاقية، وآخرين هاجموها ووصفوا ما فعلته بأنه بحث عن "الترند"، وإظهار للمجتمع المصري في هيئة غير منضبطة على خلاف الحقيقة.
وشن الإعلامي المصري الشهير عمرو أديب، هجوما لاذعا على الطبيبة وسام شعيب، ومن وافقوها في مهاجمة قيم المجتمع المصري، قائلا عبر حسابه بموقع إكس: "فجأة صحي مصريين في الداخل والخارج على حقيقة جديدة، بإحصائيات غير رقمية... وهؤلاء كلهم بينصحونا إننا لازم نواجه حالة الانحلال والحرام اللي عايش فيها المجتمع المصري السافل"، على حد تعبيره.
وتابع في تغريدته: "حتى عيالك فيهم شك ومراتك احتمال تكون رقاصة بالليل وأنت ما تعرفش. كلهم كانوا عارفين بس محدش عايز يجرح مشاعرنا وفجأة فيه متخصصين كُثر في علم الأجناس شافوا أهوال وقاذورات المجتمع المصري".
وواصل: "هو فيه حد يعمل في بلده كده، ده لو الموساد يا أخي وعايز يولع في البلد، مش هيعمل كده،... للأسف هي مش مؤامرة هي أسوأ من كده بكتير، هي حالة توحش وجهل وربنا ياخد الترند".
ودافع الإعلامي المصري عن قيم المجتمع في بلاده، قائلا: "أشعر إن من قبيل العته أن أؤكد لك أنا هذه بلد نضيفة فيها الطيب والرديء، زي أي بلد في العالم، بس فيها كمان اللى عايز يكرهك في عيشتك ومش بيرحم حياتك الصعبة".
وانتقد بعض المتابعين ما اعتبروه إفشاء لأسرار المرضى الذين أشرفت الطبيبة على علاجهم، كما اتهمها البعض بأنها وزعت اتهامات تتعلق بالشرف، وأخلت بشرف مهنتها، رغم أن الرسول أمر بستر العيوب.
وهاجم معلق آخر، الطبيبة "لتشكيكها في أخلاق نساء مصر"، منتقدا قولها "يا ريت كل الرجالة المتجوزة تروح تعمل تحاليل إثبات نسب لولادها يمكن يكونوا غير شرعيين!!"، واعتبر هذا الحديث بأنه "طعن في شرف كل بيت مصري"، ولا يتماشى مع ما أرادته من توجيه "رسالة توعية واستغاثة وربما نصيحة"، لأن هناك "فرقا كبيرا بين من حاول فضح الرذيلة أو يدق جرس إنذار، وبين الطعن في الشرف".
وفي المقابل أعرب آخرون عن تعاطفهم مع الطبيبة، وقال أحد المعلقين، إنها "خانها التعبير من الصدمات التي تراها"، واعتبروا أن ما حدث مع الطبيبة من هجوم، هو "تصيد للأخطاء"، و"أن الواقع مرير".
فيما رأت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن فيديو الطبيبة، كان بغرض النصيحة وليس الإساءة، مشيرة إلى أن الطبيبة لم تذكر أسماء بعينها، بل ذكرت حالات بقصد التنبيه والتحذير للأمهات.
وقالت صالح، في تصريحات تلفزيونية بقناة صدى البلد، مساء الثلاثاء: "أعتقد أن الدكتورة وسام شعيب قالت هذه المعلومات من باب النصيحة للأمهات فقط لا غير"، مضيفة أن "مفهوم الحرية زاد في مجتمعنا في الفترة الحالية، وأصبحت جميع الأمهات تتأثر بوسائل التواصل الاجتماعي".
ووصفت معلقةٌ نوايا الطبيبة التي دفعتها لنشر الفيديو بـ"الحسنة"، وقالت إنها "تدق ناقوس الخطر على السلبيات وتدهور الأخلاق، والمخاطر الموجودة في المجتمع التي يجب معالجتها قبل أن تتفاقم أكثر من ذلك".
وقالت معلقةٌ أخرى، إن "الطبيبة تجاوزت في بعض الألفاظ، ولكنها تناولت مشكلة موجودة، ولا يصح ترك أصل المشكلة والتمسك بأسلوبها الخاطئ في العرض".
ودعا معلقون إلى محاسبة الطبيبة، بعد توجيهها اتهامات لقيم وأخلاق المجتمع المصري بشكل عام، وقالت إحدى المعلقات: "الست دي لازم تتحاسب".
وكان الإعلامي عمرو أديب، قد هاجمها في برنامجه التلفزيوني أمس، وطالب بمحاسبتها، وقال: "لا تأذخكم بها أي رحمة، ولو ماحدش ناوي يجري وراها أنا وراها لو ماحدش ناوي يلاحقها للنهاية أنا هلاحقها".
ووصف أديب الفيديو بـ"الحقير"، واعتبر أن هدف الطبيبة من ورائه هو البحث عن "الشهرة وتصدر الترند"، وتابع: "أسوأ شىء حصل في الفيديو، إنه أعطاك انطباع بأنك تعيش في جهنم".
وفي وقت سابق اليوم، قررت نيابة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، حبس الطبيبة وسام شعيب، 4 أيام على ذمة التحقيقات في القضية المتهمة فيها بإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
كما كلفت النيابة لجنة من مديرية الصحة، بسرعة الانتقال للمستشفى محل عمل الطبيبة وفحص جميع السجلات والمستندات الخاصة بحالات النساء والتوليد التي ناظرتها، وحالات المواليد والأطفال الحديثي الولادة المحجوزة بحضانات المستشفى، ومناظرة عيادتها الخاصة، وإعداد تقرير شامل بما تسفر عنه أعمال اللجنة.
المصدر: RT