نظّم مركز الأبحاث الفلسطيني طاولة مستديرة ناقشت السيناريوهات المتوقعة لفوز دونالد ترامب وتأثيرات ذلك على القضية الفلسطينية ومنطقة الشرق الأوسط.
وركّزت المناقشات على عدة محاور رئيسية تتعلق بتوجهات ترامب المحتملة نحو التطبيع العربي الإسرائيلي، حل الدولتين، والسياسات الخارجية، إضافة إلى مواقف الولايات المتحدة من المؤسسات الدولية، مثل الأونروا ومحكمة الجنايات الدولية، مع تقديم توصيات مهمة لمواجهة التحديات المستقبلية.
السياسات المحتملة لفوز ترامب
فوز ترامب متوقع منه أن تتبنى إدارته سياسات تتسم بالتشدد تجاه المنظمات الدولية الداعمة للفلسطينيين، وقد يسعى لتطبيق إجراءات ضد وكالة الأونروا، وقطع الدعم الأمريكي عنها، وربما يتجه نحو إغلاقها تمامًا. وقد يؤدي هذا إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة والضفة الغربية، حيث يعتمد ملايين اللاجئين الفلسطينيين على خدمات الأونروا في مجالات التعليم والصحة والمساعدات الإنسانية.
دعم إسرائيل وتعزيز "اتفاقات أبراهام"
من المرجح أن يواصل ترامب الدفع نحو تطبيع أوسع بين إسرائيل والدول العربية، في إطار "اتفاقات أبراهام"، وقد يعزز هذه العلاقات دون اشتراط تقديم أي تنازلات للفلسطينيين.
وتشير المناقشات إلى أن ترامب سيعمل على توسيع نطاق إسرائيل على حساب الضفة الغربية عبر دعم المستوطنات وتشجيع سياسات الضم ما يؤثر على خيار حل الدولتين.
تأثير فوز ترامب على التطبيع السعودي-الإسرائيلي
بالنسبة للعلاقات السعودية الإسرائيلية، من المتوقع أن تبقى السعودية متمسكة بشروط معينة، مثل الحصول على برنامج نووي مدني يماثل البرنامج الإيراني واتفاقية تعاون دفاعي مع الولايات المتحدة، بالإضافة إلى دعم تأسيس دولة فلسطينية غير ان ترامب قد يسعى لتحقيق التطبيع دون تقديم هذه التنازلات الكبيرة.
التغييرات المحتملة في الشرق الأوسط
ينبغي توقع تغييرات دراماتيكية في السياسة الإقليمية للولايات المتحدة، بما قد يؤدي إلى إعادة ترتيب التحالفات في المنطقة. في لبنان، قد يسعى ترامب أو حلفاؤه لدفع حزب الله إلى شمال نهر الليطاني ونزع سلاحه، وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 بعد تعديله، وترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.
التبعات على الجبهة الفلسطينية الداخلية
تشير المناقشات إلى أن فوز ترامب سيشكل ضغطًا على الفلسطينيين لتعزيز وحدتهم الداخلية، خاصة بين حركتي فتح وحماس، لمواجهة أي إجراءات جديدة.
ويرى المحللون أن التوجه الأمريكي سيضغط على الفلسطينيين لقبول واقع جديد قد يُضعف قدرتهم على مواجهة التوسع الإسرائيلي. وبحسب المشاركين، يتطلب الوضع الحالي تبني استراتيجيات فلسطينية موحدة والتأكيد على أهمية توحيد الصف الداخلي لتعزيز القدرة على التصدي لأي مخططات خارجية تهدد الحقوق الفلسطينية.
توصيات لتعزيز الصمود الفلسطيني ومواجهة التحديات
تعزيز الوحدة الفلسطينية: شدد المشاركون على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني الداخلي، وخاصة داخل حركة فتح، والعمل على تحقيق تفاهمات مع حركة حماس، لتعزيز التنسيق لمواجهة أي تحديات خارجية قد تفرضها السياسات الأمريكية.
تفعيل دور منظمة التحرير: أوصى التقرير بإعادة تفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية كمرجعية سياسية للشعب الفلسطيني لتحسين تمثيل القضية دوليًا، في ظل احتمال تصعيد المواقف العدائية ضد المؤسسات الداعمة للقضية الفلسطينية.
التعاون مع الدول المؤثرة: دعا التقرير إلى ضرورة استغلال الفترة الانتقالية بعد الانتخابات الأمريكية لتعزيز العلاقات مع الدول المؤثرة والحفاظ على الدعم الدولي للقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أهمية التعاون مع المملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى لتحقيق الدعم الإقليمي.
الضغط على الإدارة الأمريكية: نصح التقرير بضرورة الضغط على الإدارة الأمريكية الحالية للاعتراف بمنظمة التحرير كشريك رئيسي في عملية السلام، والعمل على نزع صفة "الإرهاب" عن المنظمة، ما سيسهم في تعزيز شرعيتها الدولية.
الاعتراف بالدولة الفلسطينية: أوصى المشاركون بالضغط على الإدارة الأمريكية الجديدة، إلى جانب الحلفاء الأوروبيين مثل ألمانيا وبريطانيا، للاعتراف بالدولة الفلسطينية، كخطوة مهمة في ظل التغيرات الإقليمية.
مخاطبة الأمم المتحدة: أكد التقرير على أهمية مطالبة الأمم المتحدة بالاعتراف بفلسطين كعضو كامل، ومواصلة الجهود للضغط على الدول الداعمة للقضية الفلسطينية لتحقيق الاعتراف الدولي.
فتح حوار استراتيجي: اقترح المشاركون تشكيل فريق فلسطيني للتواصل مع السعودية والولايات المتحدة من أجل تطوير استراتيجية طويلة المدى تضمن حقوق الفلسطينيين وتواجه التطبيع المحتمل بين السعودية وإسرائيل.
منذ 13 ساعة